لأول مرة، وفي اعتراف نادر لم يكن يقصده، صرح سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء العراقي والنائب في البرلمان الى وسائل الاعلام وقد نقلت إيلاف هذا التصريح، بأن نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي سعى لدى إيران الى إسقاط حكومة رئيس الوزراء المالكي ولكن إيران رفضت!
طبعا زلة اللسان هذه التي لم يكن العسكري يقصد منها فضح الدور الإيراني وتحكمه المطلق بشؤون العراق، وانما الرد على أنتقادات نائب رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء.. هذا التصريح تحدث عن ان إيران هي من يسيطر على شؤون الحكومة والبرلمان في العراق، وبما ان إيران رفضت إسقاط حكومة المالكي فأنها منطقيا وواقعيا هي من وضعه في هذا المنصب!
للأسف لايزال البعض لايدرك حجم الدهاء الإيراني وخطورته، وطبيعة العميل العقائدي وتفانيه واخلاصه لجهة التي يعمل لحسابها، فالتغلغل الإيراني في العراق لم يبدأ بعد تحرير العراق على يد الجيش الأمريكي الباسل، بل هو يمتد عميقا في التاريخ ويرجع الى ما قبل أكثر من ألف عام حينما تسلل البرامكة الفرس الى السلطة في زمن الدولة العباسية وهيمنوا عليها ثم سحقوا بعدها وطردوا، ولكنه ظلوا متغلغلين بين صفوف السنة والشيعة معا، وسيطروا على حياتهم الدينية، وعلى يد الإيرانيين تأسست الحوزة الشيعية في العراق والمرجعية التي أحتكروها لغاية هذه اللحظة، فمنذ مئات السنين ورجال الدين الإيرانيين يحكمون قبضتهم الحديدية على شؤون المرجعية الدينية للشيعة في العراق وعموم العالم مستمتعين بالمزايا الكثيرة التي يوفرها لهم هذا الأحتكار من وجاهة اجتماعية وملايين الدولارات تدخل جيوبهم سنويا، وفي نفس الوقت ضمنوا نفوذا دائما لإيران في جميع الدول التي يتواجد فيها الشيعة!
أما عن خطورة العميل العقائدي.. فانه يعمل بدوافع فكرية ودينية هو مؤمن بها ومستعد للتضحة من اجلها، وكلنا يعرف حجم جرائم التجسس التي قامت بها الأحزاب الشيوعية ضد أوطانها بدافع الولاء العقائدي للأتحاد السوفيتي سابقا، وكان الجاسوس الشيوعي يعتبر خيانته لوطنه عملا نضاليا من اجل مباديء الماركسية، ونفس الحال ينطبق على العميل القومي والطائفي، فإيران استطاعت تجنيد اعداداً هائلة جدا من الشيعة في كل مكان من دول العالم ومن بينها العراق، وهؤلاء العملاء يؤمنون ان خيانتهم لأوطانهم هي عبادة لله وواجب ديني ودفاع عن الاسلام والطائفية الشيعية... لذا نجدهم يعملون في منتهى الأخلاص والولاء لدى المخابرات الإيرانية ويندفعون بقوة الى تنفيذ أوامرها في تدمير أوطانهم!!
على العراقيين ودول العالم ان يتعاملوا مع حقيقة مرة وكارثية.. وهي ان العراق وثرواته قد أبتلعته إيران بأكمله، وان الدولة العراقية لم تعد موجودة كما كانت سابقا، وان هذا الأبتلاع والاحتلال الإيراني سيظل مستمرا لغاية توجيه ضربة قاصمة من قبل المجتمع الدولي الى نظام الملالي في إيران وقبره في مزبلة التاريخ.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات