اعتادت الأوساط الثقافية العربية ووسطنا الثقافي كذلك على إلقاء الاتهامات جزافا وبسهولة شرب الماء، وترديدها على أنها حقائق، نتيجة عدم وجود قوانين وضوابط مهنية تلزم هؤلاء بالاحتكام إلى الحد الأدنى من المصداقية والمعايير المهنية والأخلاقية التي تقتضي وجود دلائل أو وثائق على أباطيلهم تلك.

ذلك ما حدث على القناة الثقافية السعودية يوم الاثنين بتاريخ 8/3/2010 في برنامج المشهد الثقافي؛ الذي كان محوره جائزة حائل والروايات التي دخلت قائمتها القصيرة.. إذ قال أحد ضيوف البرنامج بسهولة شديدة (إن رواية quot;مالم تقله نوفquot; خرجت من معمل حامد بن عقيل) واسترسل في ترديد عبارات يظنها السامع حقائق! لم أهتم للأمر بداية، واعتبرت أن ذلك من quot;زبد الكلامquot; الذي سيذهب جفاءً.. لكن ما لفت انتباهي أنه أصبح يردد كأنه حقيقة واقعة مسلم بها!!

وكي لايبقى الأمر كذلك، وبعد تحوله إلى لغط تلوكه المنتديات الأدبية وأعضاؤها بأسمائهم الصريحة والمستعارة.. يهمني أن أوضح بعضاً مما أحاط بكتابة ونشر quot;ما لم تقله نوفquot;:

1- كنت أكتب في جسد الثقافة وquot;أخربشquot; كثيراً في المقهى.. ذلك المنتدى الذي جمع أغلب الأسماء السعودية من أدباء وكتاب وإعلاميين وقراء أيضاً. وكنت قد كتبت موضوعا تحت عنوان quot;أنا لي معاه حكاياتquot; وقد حظي منذ أول مشاركة بحضور قرائي جيد لأني كنت أكتب عن الشعر والريف والبدو وقبيلة بني عامر القبيلة العربية التي تتفرع عنها قبيلتي والتي يمتلئ تاريخها بقصص الحب والغرام منذ قيس وليلى وابن الدمينة... وهي موضوعات غريبة قليلاً عن قراء الجسد..
وإذ أشير إلى أن كثيرا من الأعمال الروائية العالمية العظيمة ولدت أحيانا من قصة قصيرة أو من مقال أو حتى من تحقيق صحفي لنفس الكاتب... فإن الموضوع المذكور كتبت فيه أربعة أو خمسة مشاركات تضمنت أسطرا ومؤشرات لما كتب في الرواية لاحقاً.. ولم يكن ذلك مقاطع من الرواية أو أجزاء منها كما قال الأخ الكاتب ضيف البرنامج..

2- أعجبت هذه السرديات التي كنت أنتشلها من ذاكرتي كثيرين؛ قراء وكتابا لا أجد حاجة أو حتى ضرورة لذكر أسمائهم لذلك فقط سأذكر الكاتب خلف علي الخلف لعلاقته بالأمر كناشر. إذ مر على كتابتي تلك في منتدى فضاءات الذي كان مشرفا عاما فيه في ذلك الوقت وأعرف مدى حرصه على ما يكتبه الأعضاء وأثق بملاحظاته وصدقه معي ومع جميع أعضاء المنتدى.. وقد وضع لي ردا يقترح فيه كما آخرين التركيز أكثر وكتابتها كرواية.. وذلك ما قمت به لاحقا، وأنجزت العمل في عام 2007م.

3- بعد إنجازي للعمل راسلت الكاتب صلاح القرشي وهو روائي سعودي واستشرته في ترشيح دار نشر لنشر روايتي، فاقترح دار وجوه للنشر بالرياض.. اتصلت بهم وأرسلت لهم المخطوطة فعرضوا طباعتها بمقابل مالي على أن يفكروا في مسألة التوزيع لأنهم لا يرغبون حالياً بنشر روايات. وافقت على المقترح وبدأت الإجراءات من قبلهم فقاموا بصفها وسلموها لي مصفوفة وهي نفس النسخة التي حصلت على الفسح المبدئي من وزارة الإعلام، وعلى quot;ردمكquot; من مكتبة الملك فهد الوطنية وبالتأكيد مازالت النسخ موجودة لدى هذه الجهات الرسمية وبإمكان أي شخص أن يطلع عليها ويقارن بين نسخة جدار المطبوعة والنسخة المخطوطة التي قُدمت لدار وجوه

4- فيما بعد أبلغني الأخوة في دار وجوه أنهم سيطبعون الرواية فقط ولن يكون بإمكانهم توزيعها، فأنهيت اتفاقي معهم... كان قد مر عام منذ بداية تشاوري مع دار وجوه لنشر روايتي، وعندما عرضت الأمر على الكاتب خلف علي الخلف أخبرني أنه أصبح لديه دار نشر وأنه على استعداد لنشر روايتي وتوزيعها وهكذا أرسلت النسخة نفسها لدار جدار للثقافة والنشر وهي النسخة التي طبعتها مع تغيير الغلاف.

5- في تفصيل ليس مهماً لم أكن أعرف أن الشاعر حامد بن عقيل هو أحد الشركاء في الدار الناشرة.

6- إذا كان ضيف البرنامج محقاً في إدعائه أنه قرأ الرواية مخطوطة فإن ذلك تم بالتأكيد من خلال النسخة التي لدى دار وجوه، والتي يقتصر الاختلاف بينها وبين النسخة المطبوعة على حذف بعض الهوامش.

7- تكرار هذا التشويش الغوغائي واستمراره سيجعلني ككاتبة أفكر في اللجوء إلى الجهات المختصة للوقوف على حقيقة الأمر وحيثياته لوضع الأمور في نصابها الصحيح. مع الأخذ بعين الاعتبار بأني لا أصادر حق المتضريين الآخرين من هذا الادعاءات باللجوء إلى ما يرونه مناسباً لهم.