شكلت قناة الحرة ظاهرة إيجابية متميزة في غابة الاعلام الغوغائي العربي.. وهي تعد بحق مشروعا تنويرا هامة للمشاهد يقدم له المعلومة والتحليل بأوسع مساحة من الحرية والمصداقية والعقلانية الحريصة على الإبتعاد عن زعيق الشعارات العدوانية المريضة التي أتصف بها ومايزال الأعلام العربي الذي أقترن بكل ماهو هياجي وغوغائي مضاد للقيم والعقل، ومحرض على العنف والكراهية وجرائم الإرهاب والقتل، وقد وصل الأنحطاط بالأعلام العربي الى درجة الأشادة والتمجيد بالمجرمين والإرهابيين من جراثيم القاعدة وعملاء إيران جماعة حماس وحزب الله، والطغاة!

وفي وسط هذا الظلام الأعلامي أشرق نور قناة الحرة كمشروع تنويري كان المشاهد بحاجة ماسة اليه لأنقاذ عقله من التلوث المميت الذي تنفث سمومه قناوات تلفزيونية يقودها مجاميع من المرضى نفسيا وعقليا ممن أستحكمت بهم أمراض العدوانية والكراهية والأحقاد الذين سلموا عقولهم الى سطوة الشعارات القبيحة التي قذفتها التيارات: الماركسية والقومية والأسلام السياسي التي أتحدت في بينها على نشر الكراهية للحضارة الغربية وللحرية والعقلانية والمنجزات العلمية لهذه الحضارة!

وقد حققت قناة الحرة تطورا نوعيا لافتاً في طبيعة المضامين والافكار في برامجها، فهي أصبحت تطرق المسكوت عنه والمغيب والضروري لتحرير العقل والانسان، وقدمت برامج متميزة مثل: مساواة، وهن، وقريب جدا، ومن داخل واشنطن، والجهات والأربعة وغيرها، حيث يجد فيها المشاهد أفكارا جديدة تلامس قضايا جوهرية في حياته وتناقش مسائل عديدة مغيبة يتجاهلها الأعلام الغوغائي المشغول بأجترار الحديث وتكرار نفس المقولات والشعارات الممجوجة والمستهلكة منذ عشرات السنين.

وكمشاهد للحرة بودي طرح بعض المقترحات على أدارتها مثل:

- إلغاء الترجمة المكتوبة وإستبدالها بالترجمة الصوتية.. بسبب صعوبة قراءة الكلام المكتوب على الشاشة، وسهولة سماع الترجمة الصوتية، فليس جميع المشاهدين يتمتعون بقوة أبصار جيدة تمكنهم من قراءة مايظهر على الشاشة أضافة الى أن اعدادا كبيرة من المشاهدين العرب لايعرفون القراءة وهؤلاء من حقهم الأطلاع على ماتقدمه الحرة.

- الأستعانة بقدمي ومقدمات البرامج الأمريكان من اصحاب الكفاءة لتقديم البرامج الحوارية اليومية والأسبوعية لغرض رفع كفاءة هذه البرامج، خصوصا في ظل توفر الترجمة الفورية لم يعد عائقا بوجه وجود مقدمي برامج أميركيين يتم نقل كلامهم مباشرة الى المشاهد بواسطة الترجمة الفورية.

- الأنتباه الى مشكلة احتكار الوظائف في الحرة من قبل لوبي ينتمي الى بلد معين مما يحرم بقية الكفاءات الأعلامية من البلدان الأخرى.

- إلغاء القسم العراقي ودمجه بالقناة العامة، اذ ان قناة الحرة عراق أصبحت تقليدية وضعيفة ولاتقدم شيئا جديدا، وتعرضت في بعض الأحيان الى التغلغل الإيراني والترويج لأطروحات أتباعه في العراق.

وختاما.. أعتذر مسبقا عن تلبية أية دعوة لقناة الحرة أوغيرها.

[email protected]