في إيلاف، تشعر أنك تعيش حياة داخل الحياة.. التفاصيل اليومية.. الاخبار.. لحظات جنون عبر الاثير.. لحظات شغف بالجديد.. مطاردة الوقت وهزيمته، عبر الانجاز الصحافي والاخبار الطازجة.

هذه هي إيلاف.

ايلاف قامة فكرية، أمدّتني بالكثير بدون مبالغة، فقد صنعت تاريخي المهني، ومازلت احمل شرف البصمة الاولى في انطلاقتي في عالم الصحافة.

لست هنا اقيم ايلاف، فايلاف مزيج لذيذ من جنون صاحبها عثمان العمير، وخلطة سحرية من العنفوان الفكري المعاصر.. فهي بكل المعايير.. ثوبي الأول.. وقلمي الأول.. وحرفي الأول.

يسعدني أن انتهز هذه الفرصة لاحاول بكل جهدي أن أرسم معالم الامتنان والتقدير لزملاء الكفاح الاول، فرداً فرداً، ورواد الطليعة الذين شاركتهم الشغف وحب الصحافة، وابارك على تلك الايام الجميلة التي كانت، وستبقى وساما اتشرف به دوما، وارشيفا من الذكريات والمعرفة استمدُ منه قوتي وطاقتي في مسيرتي الحالية. والمستقبلية.

يكفي إيلاف فخراُ، وهي تحتفل بالعيد العاشر، أن مدرستها نهضت بانجازاتها، ليس عبر الشعارات الملونة التي تنتهجها الكثير من الاقنية الاعلامية، فقد وضعت بصمة حقيقية من خلال تقديم جيل صحافي محترف، وواعي يتزامن مع انفجارات العولمة في احتواء الفكرة وصناعة الحضارة واحياء الفكر.

فصحافي ايلاف، لا يملك أية خيارات، فاما ان يكون صحافيا محترفا ينهض بجسيم المهام، او ان يخرج من المجال ككل، وهذا التحدي نهضت به ايلاف وسط منافسة شرسة وغير أمينة أحيانا، من ديناصورات الصحافة التقليدية، الذين لا تزال صحفهم توحي لك بانهم في عهد النهضة في باريس، وبعد حرائق روما يتخبطون بافكارهم التي ملئت توابيت الفراعنة.

وفي هذا المنحى تدور في بالي عبارة لربان ايلاف، عثمان العمير، عندما اكد ان الصحافة الالكترونية هي الثورة القادمة، وعلينا ان نمتطي صهوتها، بدلا من ان نسال السؤال الغبي لصاحب الجلالة لويس السادس العشر، الذي كان يغط في سبات عميق بينما الثورة تشتعل في فرنسا!

صهوة هذه الثورة، التي امتطاها عثمان العمير، والتي قلبت المعايير ونقلته ليكون المؤسس في الصحافة الالكترونية، تجعلنا دائما ننظر الى ايلاف بعين التقدير والاحترام.

فالابداع هو ان تختلف عن الاخرين وتحقق النجاح بطريقة غير تقليدية.

مدير تحرير موقع قناة العربية