كما في كل مرة تضفي quot;إيلافquot; لمسة تغيير على تصميمها وشكلها العام، ترتفع أصوات بالإعتراض مفضلة القديم، وهذه طبيعة البشر التي ترفض للوهلة الأولى ما تجهل وما يختلف عن عادتها .
ليس بعد التجديد من جديد في رأي القراء والمشاركين الذين تحرص جريدتنا الإلكترونية على استفتائهم والإطلاع على تفاعلهم مع أي خطوة تقدم عليها إلى الأمام. هكذا حملت نتيجة الإستفتاء الأسبوعي لقراء quot;إيلافquot; أرقامًا بدت بمدلولاتها قريبة من الإستفتاء الذي طرحته في مناسبة مماثلة عام 2007 لمناسبة عيد انطلاقتها في 21 أيار/ مايو 2001، وكانت غيّرت في تصميمها كما حصل قبل الأيام .
المفارقة وقتها أن 66 في المئة من المشاركين كانوا يفضلون التصميم القديم. وفضل 20 في المئة التصميم الجديد واعتبروه افضل من السابق ، بينما رأى 14 في المئة ان التصميم الجديد ( القديم حاليًا) يتحمل التعديل. أما اليوم فإن 7395 مشاركًا من أصل 12824 أي 57.67 في المئة كان رأيهم أن التصميم الجديد الحالي لـ quot;إيلافquot; هو مربك، بينما اعتبره 1926 مشاركًا أي 15.02 في المئة تصميمًا ممتازًا ، ورأى 1721 مشاركًا أي 13.42 في المئة أنه جيد ، في مقابل 1782 أي ما نسبته 13.90 في المئة رأت أنه quot;عاديquot;.
بذلك تصبح المعادلة واضحة، وهي أن كل جديد يستولد في البدء رفضًا لأنه مختلف عن المعتاد ، لكنه مع الوقت عندما يحمل صفة quot;القديمquot; يصبح هو المعتمد لرفض الأكثر جدة الذي سيأتي حتماً بعده ، لأن quot;إيلافquot; ندبت نفسها للتغيير في المضمون الذي يليه الشكل تلقائيًا، إدراكًا منها لحقيقة إن الجمود هو موت والحياة تعني أن تحدّث نفسك باستمرار وإلا قضت عليك الرتابة ووتيرة التقليد . ولا يغيب عن بال أحد إن التقليد حتى لو كان للذات يقضي على الذات.
ومن المقارنة بين مواقف مجمل القراء عام 2007 وعام 2010، سواء في الإستفتاءين أم في التعليقات التي وردت على التقرير الذي تنشره quot;إيلافquot; عند إطلاق أي تغيير، يستخلص المرء أمورًا كثيرة، وتكفي إشارة في السياق إلى أن أحد كتّاب quot;إيلافquot; طالب باقتراح عقوبات في حق من صمم شكلها quot;الجديد آنذاك، القديم حالياًquot;. بذلك تنتدب الجريدة نفسها لمهمة من مستلزمات القيادة عادة، تقضي بأن تقرر في ضوء استشرافها في معزل عن ضغط الجماعة التي بطبيعتها تأبى التغيير . وعام 2007 قال كاتب آخر في quot;إيلافquot; هو عادل حزين : quot;العرب هم أقل الناس ترحيبًا بالتغيير وجريًا نحوه بمن فيهم كاتب هذه السطور.
لقد إستغربت إيلاف في حلتها الجديدة، وأدليت بصوتي في إستطلاع إيلاف بأنني أفضل الثوب القديم، ثم تذكرت أنني لم اتقبل بسهولة ما مرت به إيلاف سابقًا من تطوير في الشكل والموضوع ثم أدمنت الشكل الجديد القديم الآن، وأخيرًا وجدت نفسي أحب الشكل الجديد الحاضر وأراه أغنى وأفضل جدًّا من القديم. لذلك لزم التنويه وتوجيه الشكر للعاملين فى إيلاف والقائمين على تجديد ثوبها بين العام والآخرquot;.
غني عن التذكير بأن التصميم الجديد الذي وضعته شركة quot;كود أند ثيوريquot; العالميَّة بالتعاون مع إنتوسول، الشركة التقنيَّة الخاصَّة بـquot;إيلافquot; والمتمركزة في الرياض، جاء ايضًا نتيجة جهود الفريق التقني الخاص بـquot;إيلافquot; في لندن ، والذي دأب واجتهد طيلة الأشهر الستة الماضية في تعديل التصميم ليتلاءم مع هوية جريدتنا وحاجاتها التحريرية المتنامية. والتغييرات التي طرأت سواء في الصفحة الرئيسة أم الكلمات الدالة، أم في دمج الكلمة بالصوت والصورة، أم في محرك البحث وغلبة الأزرق على بقية الألوان ... كلها تتقنيات ابتكارية لاقت لدى المتخصصين المهتمين ثناء وإعجابًا على أمل أن يصلا إلى جمهور القراء رويدًا رويدًا، على غرار ما حصل في الماضي كلما تقدمت quot;إيلافquot; في خبرتها وشبابها .
التعليقات