الشعب الإسرائيلى القديم كان يعيش فى وطن واحد وديانته التى تعرف الآن باليهودية كانت دين ودولة ولكنها ليست تبشيرية ويصعب الإنضمام لهم. أتت المسيحية وكانت تبشيرية للعالم أجمع ولهذا فصل السيد المسيح بين الدين والدولة quot;اعطى ما لقيصر لقيصر وما لله للهquot;، بل وصف الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا كنيسة quot;برجامسquot; المتزاوجه مع الدولة بصفات ضعف روحي.

انتقى الإسلاميون عشوائيا من اليهودية والمسيحية، فأختاروا نظام الدولة الدينية من اليهودية لأن هذا هو اساس وسبب قيام الإسلام لتوحيد قبائل العرب فى دولة واحدة، وايضا اختاروا التبشير لزيادة الأتباع والموالى، وفقط بترديد شهادتين ولو بعدم فهم. فهل يصح جمع الصفتين فى رسالة واحدة؟!

معنى أنك تبشر بفكره وتصفها ايضا بأنها دولة انه لا بد لك أن تغزو باقى الدول او تتآمر عليهم. ولهذا قسم الإسلاميون العالم لجزئين، دار الإسلام ودار الحرب (الغير إسلامية) التى يتحتم عليهم اخضاعها بالحرب، ولهذا كانت غزوة منهاتن او احداث 11 سبتمبر التى كانت قبل كل شئ بسبب عدم فهم الأمريكان لهؤلاء الإسلاميين بل ومساعدتهم.
وتساءل جورج بوش بعدها فى خطابه البليغ ولكن بسذاجة بالغة قائلا quot; لماذا يكرهوننا؟quot; ولكنه عاد بعد ان فهم فقط من احداث 11 سبتمبر وقال انهم يريدون اقامة دولة الخلافة الاسلامية، ولقد قال محاضر بليغ quot;لو كان 11 سبتمبر قد حدث فى إسرائيل، هل كان رئيس وزراء إسرائيل سيقول نفس السؤال، لماذا يكرهوننا؟quot;

وبقدر تداخل السياسة الأمريكية فى أمور بلدان العالم، بقدر عدم المام قطاع كبير من الشعب الأمريكى لأفكار الثقافات خارج مجتمعهم، ولهذا يسهل تضليلهم بالتقية. وكل غزوة إسلامية كان يقام لها صرح عالى احتفالا بهذه الغزوة، وحان الوقت الآن لإقامة صرح قرطبة احتفالا وبهجة بغزوة منهاتن المباركة فى 11 سبتمبر التى قتل فيها آلاف من الكفار. غالبية الشعب الأمريكى يرفض هذا المبنى فى هذا المكان احتراما لمشاعر اهالي ضحايا هذه المأساة ولكن ليس الكل يفهم اساس الفكرة.

الرئيس اوباما فى كلامه عن صرح قرطبة خلط بسذاجة فكرة حرية العبادة مع فكرة اقامة هذا الصرح فى هذا المكان، ثم عاد وادرك وصحح كلامه. ولقد تخيل اوباما بعد سقطات جورج بوش الكلامية المتعددة انه ممكن له من واقع جذوره الإسلامية أن يصلح بينهم وبين الولايات الأمريكية وان يصحح بعض مفاهيمهم عندما خاطبهم من القاهرة بما يرد لهم اعتبارهم، ولهذا أعطته لجنة نوبل جائزتها لمحاولته ترويض واحتضان الأرهاب، فأوباما ليس عميلا للإسلاميين كما يظن البعض بل هو مروض لهم.

بعض الدول تستثمر ما يروه من السذاجة الأمريكية لصالح انظمتها فنرى باكستان تستمرئ المعونه الأمريكية للبحث عن اسامة بن لادن الذى لن تجده، لأنها لو وجدته لأنقطعت هذه المعونة. والحكومة المصرية تنهل المعونة الامريكية لكى تعمل على اقامة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الذى لو قام لوقفت هذه المعونة. ولكن نظرة الأدارة الأمريكية مداها ابعد من هذا.

الكثير من الشعوب الإسلامية ابرياء ومضللين بعدم إستيعابهم لأيدوليجية القتل والبشاعة ولكن البعض منهم تحركه مشاعر تترواح بين شعور الفطرة غير المتحضر ومشاعرعقدة النقص والدونية ولهذا رأينا منهم مشاعر الفرح والتشفى من مأساة 11 سبتمبر وبرروها لأنفسهم بمساندة امريكا لإسرائيل.

من هم وراء صرح قرطبة ليس لهم غير مشاعر تمجيد وتخليد فعلة الإجرام فى هذا المكان، فليس لديهم رفاهية احترام مشاعر المنكوبين، ولكنهم يستثمرون كل فرص الحرية والديمقراطية فى بلاد الآخرين بينما ينكرون هذه الأفكار نفسها فى بلادهم فلا يسمح حتى بقيام كنيسة فى السعودية، بل يبررون فى مصر ببساطة قتل الأقباط وحرق منازلهم بأعتداء مسيحى على مسلمة ولو زورا.

لو كمل إقامة صرح قرطبة 11 سبتمبر فأنه سيكون شاهد للبعض على غزوة منهاتن الناجحة فى قتل آلاف الكفار، وستكون تذكرة للبعض الآخر فى نفس المكان على من قام بهذه الجريمة البشعة فى حق الأنسانية، وسيطلق عليه quot;صرح قرطبة مجرمى 11 سبتمبرquot;. وهذا لعدم نسيان من قام بهذا العدوان.