فـيـمـا يـسـتـعـد الـفـلـسـطـيـنـيـون لـلـتـفـاوض مـع الإسـرائـيـلـيـيـن حـول قـضـايـا الـوضـع الـنـهـائـي، يـجـب أّلايـغـيـب عـن بـالـهـم أن الـرئـيـس الأمـيـركـي بـاراك أوبـامـا حـريـص عـلـى حـل الـصـراع الـفـلـسـطـيـنـي ـالإسرائيلي لسببين:
الـسـبـب الأول نــاشـىء مـن اعـتـقــاده وقـنــاعـتـه بــأن إقــامـة دولـة فـلـسـطـيـنـيـة هـي مـصـلـحـة قــومـيـة
أميركية.
والـسـبـب الـثـانـي نـاشـىء مـن إحـسـاس أوبـامـا بـالـعـدالـة، ومـن أخـلاقـيـاتـه الـكـامـنـة فـي حـدسـه وضميره.

لـقـد تـوطـد إحـسـاسـه بـالـعـدل، وتـشـكـلـت أخـلاقـيـاتـه، بـتـأثـيـر الـزعـيـم الأسـود مـارتـن لـوثـر كـيـنـغ قـائـد مـسـيـرة حـركـة الـحـقـوق الـمـدنـيـة، خـصـوصـاً بـعـد خـطـاب الـدكـتـور كـيـنـغ ومـا تـضـمـنـه مـن عـبـارات أثـيـرة عـنـد قـيـام رجـال الـشـرطـة يـوم 25 آذار/ مـارس مـن الـعـام 1965 بـتـفـريـق مـسـيـرة شـعـبـيـة فـي بـلـدة مـونـتـغـومـري بـولايـة ألابـامـا، حـيـث هـاجـمـت الـشـرطـة الـمـتـظـاهـريـن بـالـهـراوات وردتـهـم عـلـى أعـقـابـهـم وأوقـعـت فـي صـفـوفـهـم 17 جـريـحـاً أدخـلـوا الـى الـمـسـتـشـفـيـات. يـومـهـا ردد الـدكـتـور كـيـنـغ الكلمات الأثيرة التي حفظها أوباما، حيث قال:
أعــرف أنـكـم تـتـســاءلــون الـيــوم مـتـى تـنـتـهـي هــذه الـمــأســاة؟ كـم سـتــدوم؟ ومـتـى تــأتـي ســاعـة raquo;الخلاص؟
وهـا أنـا جـئـت لأقـول لـكـم الـيـوم إنـه مـهـمـا كـانـت هـذه الـلـحـظـة صـعـبـة، ومـهـمـا كـان حـجـم الإحـبـاط فـي هـذه الـسـاعـة، فـإن الأمـر لـن يـطـول لأن الـحـقـيـقـة لـو سـحـقـت ومـرغـت بـالـتـراب سـوف تـعـود لتظهر من جديد.

الى متى؟
لن يطول الوقت لأن أي كذبة لا تدوم الى الأبد.
الى متى؟
لن يطول الأمر، لأنكم تحصدون ما تزرعون.
الى متى؟
.laquo; لن يطول الوقت لأن قوس عالم الأخلاق طويل، لكنه يميل الى العدالة إن هـذه الـكـلـمـات فـعـلـت فـعـلـهـا فـي الـرئـيـس أوبـامـا وتـرسـخـت فـي عـقـلـه وروحـه لـتـلـهـم أفـعـالـه. فـقـد أعـلـن أوبـامـا فـي الـرابـع مـن نـيـسـان/ أبـريـل مـن الـعـام 2008، وكــان لا يــزال عـضــواً فـي مـجـلـس الشيوخ يقوم بحملته الانتخابية كمرشح للرئاسة:
لـقـد قـال الـدكـتـور مـارتـن لـوثـر كـيـنـغ مـرة إن قـوس الـعـدالـة طـويـل لـكـنـه يـمـيـل الـى الـعـدالـة. وهـنـا raquo; بـيـت الـقـصـيـد، لأن هـذا الـقـوس لا يـمـيـل الـى الـعـدالـة مـن تـلـقـائـه. إنـه يـمـيـل لأن كـل واحـد مـنـا،وبطريقتنا الخاصة، نشبك أيدينا في ذلك القوس لنلويه باتجاه العدالة.

ويـجـدر بـالـفـلـسـطـيـنـيـيـن عـشـيـة مـفـاوضـاتـهـم مـع الإسـرائـيـلـيـيـن فـي واشـنـطـن أن يـرددوا عـلـى مـسـامـع الـرئـيـس الأمـيـركـي الـعـبـارات الأثـيـرة لـلـدكـتـور كـيـنـغ والـعـبـارات الـمـكـمـلـة لـهـا الـتـي أطـلـقـهـا أوبـامـا نـفـسـه، لـيـقـولـوا لـه إنـنـا نـنـضـم الـيـك فـي شـبـك أيـديـنـا مـعـك عـنـد قـوس الـعـدالـة لـكـي نـجـعـل مـن حـلـم
الدولة الفلسطينية حقيقة واقعة.
----------------------------------------------------------------
الدكتور عودة ابو ردينة، اميركي من اصل عربي، متخصص في شوؤن الشرق الاوسط وسياسات دوله، وله مساهمات كتابية عدة في المجالات الاقتصادية والمالية والمصرفية والنفطية، وهو يقيم في واشنطن. وهذا المقال تنشره quot;ايلافquot; بإتفاق خاص مع quot; الديبلوماسيquot; التقرير الذي يصدره شهرياً من لندن الصحافي اللبناني ريمون عطاالله - عدد ايلول/ سبتمبر 2010 - المجلد 15