نشرت مجلة نيوزويك الأميركية في عددها الاسبوعي بتاريخ 23 أغسطس آب 2010 قائمة بأفضل الدول للعيش وتم ادراج 100 دولة من اصل 195. يوجد في العالم 192 دولة تنتسب الى هيئة الأمم المتحدة و 3 دول صغيرة لها وضعها وترتيبها الخاص. ولكن ما يهمنا هو المئة دولة المصنفة كأفضل دول العالم للعيش واين موقع الدول العربية في القائمة.

يجب القول ان الدراسة للتوصل الى القائمة استغرقت عدة شهور من المقارانات والدراسات والتمحيص وقام بالمشروع مجموعة من الخبراء والاكاديميين والمختصين وعدد من الجامعات والمعاهد الأميركية والاوروبية والصينية ومراكز دراسات اقتصادية واجتماعية دولية وخبراء يختصوا بالمنطقة العربية.

أخذت الدراسة بعين الاعتبار العديد العوامل لتصنيف الدول والتمييز بينها ومن اهم هذه العوامل هو العامل الاقتصادي ومعدلات الدخل ونسب البطالة والفقر وكذلك استقرار الدولة واستتاب الأمن ومستوى الخدمات الصحية والتعليمية والضمان الاجتماعي وكذلك الحريات العامة وحريات الاعلام ونوعية القيادات التي تترأس هذه الدول ومدى شعور شعب تلك الدولة بالسعادة والرفاهية النسبية.

وافرزت الدراسة نتائج بعضها متوقع وبعضها غريب يمكن استهجانه ولا يمكن تصديقه كما نرى اثناء تسليط الضؤ على القائمة.

تصدرت فنلندا قائمة افضل دولة للعيش واحتلت سويسرا رقم 2 وتبعتها على التوالي السويد واستراليا ولوكسيمبرغ والنرويج وكندا وهولندا واليابان والدنمارك. اما الولايات المتحدة فقد احتلت رقم 11 والمانيا ونيوزيلاندا احتلتا المنزلة 12 و13 على التوالي بينما احتلت بريطانيا المنزلة رقم 14 وكوريا الجنوبية 15. فرنسا احتلت رقم 16 واسرائيل رقم 22 اي بعد اسبانيا 21 وقبل ايطاليا التي جاءت كرقم 23 في القائمة.

وأين الدول العربية:

الكويت احتلت المرتبة 40 والامارات 43 بينما احتلت الأردن المرتبة 53 اي بعد تركيا التي احتلت درجة 52 وقبل قطر 54. واحتلت سلطنة عمان المرتبة 60 اي درجة واحدة بعد الصين التي احتلت مرتبة 59 وقبل كازخستان التي جاءت بمرتبة 61.

اما المملكة العربية السعودية فأخذت مرتبة 64 اي بعد الفلبين 63 وقبل تونس التي احتلت مرتبة 65 بينما احتلت مراكش (المغرب) مرتبة 67 وجاءت مصر بمرتبة 74 بعد اندونيسيا وقبل نيكارراغوا التي اتت بمرتبة 75.

ومن المثير للاهتمام ان الهند وايران احتلتا مرتبتا 78 و 79 على التوالي ولكن سوريا ادرجت كرقم 83 والجزائر كرقم 85 أما اليمن جاءت كرقم 92 بعد السنغال وقبل تانزاينا.

أين الدول العربية الأخرى؟

حيث لم يتم ادراج لبنان في القائمة رغم انها في نظري ونظر الكثيرين افضل من دول كثيرة. ولعل السبب هو هشاشة النظام الطائفي وتواجد فئات مسلحة تهدد الأمن الداخلي وتشكل دولة داخل دولة.

واين السودان وليبيا والعراق والصومال وموريتانيا؟

استثنيت السودان بسبب غرقها في وحل الحروب مع الجنوب وارتكابها لجرائم حرب في دارفور وفشلها الاقتصادي ونظامها الدكتاتوري المتخلف. أما الثانية لأنها دولة دكتاتورية بامتياز ورغم انها غنية بالثروات الا ان شعبها فقير بسبب الفساد وسؤ الادارة وانعدام الحريات. وتم استثناء العراق من القائمة التي لا تزال ساحة للقتل المجاني من جهة وساحة للتنافس على المناصب والكراسي لخدمة الاشخاص وليس لخدمة الوطن من جهة اخرى وانظر الى ام كل المهازل حيث عقدت الانتخابات قبل 5 شهور وافرزت نتيجة لم يحبها نور المالكي لذا قرر التشبث بالسلطة بأظافره. الجدل لا يزال قائما والشعب العراقي يموت جوعا اوقتلا على يد الارهابيين. وتم استثناء الصومال لأنها فاشلة بكل المقاييس. وموريتانيا بسبب غياب الاستقرار السياسي والوضع والتخلف الاقتصادي.

باختصار تم استثناء الدول التي تفتقر للأمن والأمان والرخاء النسبي وتم استثناء الدول الدكتاتورية التسلطية الفاشلة. ويمكن ان نطمئن انفسنا انه من اصل 22 دولة عربية على الأقل تم ادراج 12 دولة عربية وهذا مشجع.

ولكن هذا لا يعني ان جميع الدول المدرجة في قائمة المائة تستحق ان تصنف كأفضل الدول لا سيما الدول العربية التي حصلت على درجة 80 وما فوق مثل سوريا والجزائر واليمن ويمكن تفسير وجود هذه الدول في القائمة هي أن هذه الدول رغم كل النواقص والمساويء لا تزال أفضل من غيرها ولو بنسبة قليلة من غالبية الدول الفاشلة التي تم استثناءها.

وعلى الدول العربية التي استثنيت من القائمة ان تشعر بالخجل وتعترف بالفشل انها التحقت بنادي الدول الفاشلة كأعضاء فخريين في نادي المتخلفين والذي يشمل ايضا الكونغو وزيمبابوي وبورما وسيراليون وليبيريا وتشاد وافغانستان وبوروندي وافريقيا الوسطى وكامبدويا وقيرغيستان وكاميرون وغيرها من الدول البائسة.

ndash; اعلامي عربي لندن