يسجل للسيد اياد جمال الدين انه رجل واقعي وسياسي حقيقي وايضا تسجل ميزة اخرى له حيث لم يستغل العمامة الدينية كجسر للوصول للحكم او للبرلمان بل وبدون عمامة يسجل له ايضا انه لم يتخذ من الاسلام السياسي جسر للضحك على الذقون وجني المكاسب السياسية على حساب الايتام او البسطاء من الناس، الرجل يضع العمامة السوداء المميزة لكنه يدعو الى عراق ليبرالي وهذه ميزة اخرى تسجل له.

في اخر ظهور تلفزيوني قبل ساعات قليلة للسيد جمال الدين على احدى الفضائيات العراقية، سئل الرجل عن البيت الذي يسكنه اجاب بدون تردد quot; انه بيت عزت الدوري !! وان بعض اصدقائه يحرمون الصلاة فيه على اعتبار انه مغتصب! رغم انه يدفع ايجار الى الدولة quot; والحقيقة هذه الصراحة المتناهية من جمال الدين تدعو الى الاعجاب وهي جزء من الواقعية والصراحة التي اشتهر بها، لكن مع تعديل بسيط ان هذا البيت وغيره الالاف من البيوت والقصور وأن سميت باسم عزت او الصنم او الجزراوي او طارق عزيز او برزان او وطبان او سبعاوي او عدي او قصي وغيرهم من رموز النظام الساقط هي املاك مغتصبة فعلا من ثروات العراقيين ومن قبل هذه الرموز دون غيرها، لكن الذي حدث بعد نيسان 2003 هو جزء مكمل لاغتصاب الصنم وجماعته حيث قام غالبية عمال السياسة في عراق اليوم بالاستيلاء على هذه القصور والبيوت والمجمعات السكنية، اذن هو اغتصاب مستمر منذ عقود طويلة وحتى يومنا هذا الفرق فقط ان صدام وجماعته كانوا يلبسون الزيتوني ويدعون الوطنية ومعها القومية وان الجماعة الجدد المكملين لهذه المسيرة يلبسون هيئات اخرى ويدعون أدعاءات اخرى ويرفعون شعارات فارغة اخرى!

ان الصلاة والصوم والنوم والاستمتاع والاكل والشرب بهذه البيوت وهذه القصور حرام هلى هولاء الى يوم الدين وستكون وكما قال السيد جمال الدين بنفس اللقاء نصا quot; ستكون لعنة علينا quot; وهذه اللعنة ستلاحقهم في الدنيا والاخرة. لانها وببساطة استمرار لمسيرة وسجل سرقة علنية لاموال ايتام وفقراء العراق التي سرقها الصنم وجلاوزته. بل وحتى البيوت والقصور التي تم بنائها بعد 2003 لعمال السياسة في العراق هي اضافة اخرى لهذه السرقات وبغض النظر اذا تم هذا البناء عن طرق شركات تركية او عراقية quot; والحليم اذا وجد بقايا من حلم تكفيه الاشارة quot;.

ان للعراقيين quot; حوبه على حاكمهم quot; لايثق بها الحاكم على مدى عصور وعقود طويلة لكنها موجودة وستترك اثرها في سجلهم الحالي والقادم، وانه ليس ببعيد حيث ياتي يوم الحساب الحق، وسيقف تجار الوجع العراقي الجديد بنفس قاعة الصنم واعوانه ويحاكمون بالقانون والدستور وينالون جزائهم العادل. اما غير ذلك فمعناه ان كل الاديان والكتب السماوية تفقد عدالتها، وهذا لايصلح ولن يكون لان الله حق والدين معاملة. وهذه اللغة التي يدعي البعض الفهم والتعمق بها، لكن المعاملة تثبت منذ ثماني سنوات ان الكثير من الممارسات هي صنمية بامتياز وهي الابعد عن الاسلام والدين ومنها الاستيلاء على القصور والبيوت والمجمعات السكنية في وقت ملايين العراقيين يعيشون تحت الجسور او بالخيام او يفترشون الساحة الهاشمية في عمان او السيدة زينب في سوريا او لاجئين في دول الغرب والجميع يجمعهم جامع ان لاحصة تمونية تصل لهم ولا كهرباء تصلهم ولاماء ولاخدمات. في الوقت الذي تبث فيه صور على الانترنيت لثروات العراقيين تنثر على الغجريات.

وفي الوقت الذي يصلي ويصوم ويستمتع اغلب عمال السياسة بقصور وبيوت صدام وازلامه، فعن اي صلاة واي صوم واي دين تتحدثون او تزعمون. افتونا لايرحمكم الله.

[email protected]