(1)
خرج علينا أحد رجال الدين الأرثوذكس المصريين باتهام أحد رجال الدين الأرثوذكس المصريين أيضا لكنه من الراحلين بأنه مهرطق مثل البروتستانت. لم تنته القصة لكنها بدأت. غضب بعض المسئولين البروتستانت وقدموا شكوى لكبير الأرثوذكس المصريين. وهكذا عادت للساحة تلك quot;المناغشاتquot; والمشاجرات المتواصلة.

دائماً،البروتستانت والبابا شنودة: خناقة متوقعة. أو خلافات محتملة بين الأقلية وأقلية الأقلية. أو صراعات البروتستانت والأرثوذكس على حساب الإنسان المصري. هكذا الحال الفترة الماضية، فالإنسان ضائعاً بين بروتستانت وأرثوذكس مصر.
والسؤال: ما معنى صلاة المسيح: ليعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك؟ أي: كم إلهاً في المسيحية المصرية؟ ربما يسرع أحد المتابعين للمقال ويجيب: ثلاثة آلهة.
الإجابة خاطئة يا عزيزي.

إنه عدد كبير جداً مِن الآلهة. هم أؤلئك الذين يتمسكون بالكرسي الديني سعياً للهيمنة على التابعين العابدين. هم الذين ساروا عكس إتجاه السيد المسيح حين قال جل شأنه: جئت لخدمتكم لا لتخدموني.

(2)
اجتمع بعض كبار قادة البروتستانت المصريين عشرات المرات الفترة الماضية لدراسة المقترح البروتستانتي المزمع تقديمه مع الأرثوذكس المصريين لوزارة العدل لكي ترفعه الوزارة لمجلس الشعب ومِن ثمْ يخرج علينا القانون الجديد مثل (العفريت) مِن (قمقم) مجلس الشعب بعد 30 سنة في الأدراج ولا تزال توابع الأدراج مستمرة.

(3)
لن ندخل في السياسة والعلاقة العرجاء للدولة بالكنيسة. ولن نتكلم عن (قرطسة) النظام لرأس الكنائس الارثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية. لن اتكلم عن تزايد وتضخم الدولة الدينية والتيار السلفي والوهابي وغيره مِن التيارات الإرهابية وتأثيراتها على الأمن الفترة الماضية، لدرجة وصلت لقتل الإرهابيين لرجال الأمن، وأيضاً وصل الحال أن الأمن يأخذ أذن مِن الجماعات الإرهابية لكي يعطي تصريح عبادة للمسيحيين، لو لم تصدق، ليس مهماً. هي الحقائق هكذا صادمة. أحياناً النظام الأمني لا يستطيع حماية نفسه ولا حماية المواطنين.


(5)
كان مِن المفترض أن يكون للبروتستانت موقف مستقل ورأي يتناسب مع حرية الإنسان ومع عقيدتهم المبنية على رؤيتهم وتفسيراتهم للإنجيل.
كان مِن المفترض أن البروتستانت يقدموا مشروعاً يشمل اكثر مِن سبب للانفصال بين الأطراف المتشاحنة في الأسر المسيحية. وكان مِن المفترض أن يرفعوا سن الزواج لا أن يوافقوا على زواج القاصرات والمراهقين، مادام ولي الأمر موافق. وكان المفترض أن البروستانت سيضعون أفكاراً عملية تتوافق مع متطلبات العصر للحياة الاجتماعية.
كان الأمل معقوداً على رجال الدين البروتستانت المتزوجين أن يشعروا بالحياة الطبيعية للأسر في بيئة مجتمعية واعية صحية وليس بناء على تفكير رهباني منقوص ينظر للحياة الأسرية نظرة دونية والجنس فعل قبيح.

(5)
لكن المصيبة أنهم اتفقوا. هل تعرفون لماذا اتفق المتخالفون والمتفارقون؟ السؤال: كيف اتفق المتشاحنون المتصارعون؟
إنه الكرسي يا سادة. إنه ذلك السلطان الكهنوتي الذي يمارسه الأرثوذكس والكاثوليك ويسعى إليه البروتستانت. أي مسئول ذلك الذي يتخلى عن صولجانه وحكمه على مجموعة مِن التابعين المذلين الذين وضعتهم له الدولة تحت قدميه؟

مَن ذلك الذي يمكنه أن يصبح مجنونا ويترك كرسي الحكم بكامل ارادته؟ لقد جاءت له السلطنة وquot;السلطانيةquot; على طبق مِن ذهب ومعها بعض النصوص المقدسة التي يرى فيها حقه الإلهي في أن يَحكم ويتحكم في الرعية بقوانين اجتماعية.

كم هي فرصة ذهبية للراعي أن يرى قطيعه مستكيناً تحت قدميه طالباً منه العفو والمغفرة والموافقة على العلاقات الخاصة بين ذكور القطيع وإناثهم تحت الإشراف المقدس للسلطان الكهنوتي؟

[email protected]