يتعرض أبناء الأقليات الدينية في العراق كالمسيحيين والصابئة والايزيدية وغيرهم إلى اعتداءات دموية لا يعرف مصدرها أو هوية فاعليها حيث تسببت هذه الاعتداءات بمصرع المئات من أبناء هذه الأقليات إضافة إلى أضعاف ذلك من المصابين والمروعين ناهيك عن الخسائر المادية الهائلة.

إن أبناء هذه الأقليات هم بقايا الشعوب التي استوطنت البلد منذ قديم الزمان وكان لهم دور في نشوء الحضارة الرافدية التي مثلت هوية البلد لآلاف السنين قبل أن تتحول إلى ارث كبير يعجب به القاصي والداني يثير فينا الفخر وننهل منه العبر.


إن ما يتعرض له أبناء الأقليات في العراق هو جزء من مخطط شوفيني يهدف إلى إفراغ العراق من أبناءه ويستهدف حرق الأخضر واليابس ليكون العراق أرضا بورا ومستنقعا يموج بمختلف الضواري والآفات لان هؤلاء يمثلون جزءا من الجانب الحيوي في البلد وشرطا من شروط نهوضه وبدونهم ربما يشهد البلد نكسة كبيرة مادية وأخلاقية بعد أن يهيمن الفوضويون وأصحاب الإرث الشمولي.

فالدولة العراقية وقواها الأمنية فشلت حتى الآن في وضع حد لإعمال العنف التي تستهدف هذه الشرائح المهمة على الرغم من تكرر الهجمات واستفحالها ما يؤشر ضعفا خطيرا ربما يدفع بالمعتدين إلى تصعيد أعمالهم وتنويعها بما يخدم أغراضهم الدنيئة.

لذا من واجب النخب المستنيرة وأبناء البلد الشرفاء العمل على حماية أبناء هذه الأقليات بكل الصور الممكنة الإدانة الموقف العملي بل وإذا وربما يجدر بنا إنشاء ميليشيا على غرار الصحوة لمواجهة كل من تسول له نفسه المساس بإخواننا من أبناء الأقليات فسمعة العراق وشرفه يقتضيان مثل هذا التصرف المسؤول ليبقى العراق عامرا بأهله.