بعد نشر مقالتي في إيلاف: (( مسجد قرطبة في نيويورك رمز للغزو الاسلامي للمسيحيين)) والتي وصلت عدد التعليقات عليها الى نسبة كبيرة بلغت 195 تعليقا تمت ترجمتها الى اللغة الانكليزية وأنتشرت بسرعة في المواقع والمنتديات، وأحدثت صدمة فكرية ودينية لدى الرأي العام الأميركي الذي أطلع عليها، وكانت احدى الحجج التي أستند اليها المعارضون لمشروع بناء المسجد في نقاشاتهم.

وفي البدء حاول القائمون على المشروع تبرير تسمية المسجد بقرطبة الى كون هذا الاسم يرمز الى التعايش بين الأديان، ولكن هذا التبرير لم يصمد طويلا اذ ان حقائق التاريخ تشير الى مسجد قرطبة في الاندلس تم تشييده على انقاذ كنيسة مسيحية بعد الغزو الاسلامي، فكيف يكون رمزاً للتعايش بين الأديان ومن بناه هو المستعمر العربي الذي قتل الرجال وسبى النساء ونقلهن من اسبانيا الى البلاد العربية سبايا وجواري وعبيد وتم اغتصابهن بأسم الدين!

وامام هذه الحقيقة البشعة التي يرمز لها اسم قرطبة وشدة الهجمات الاعلامية للفريق المعارض للمشروع.. تراجع القائمون على بناء مسجد قرطبة عن استعمال هذا الاسم واختفى من التداول الاعلامي، وتم استبداله بأسم مشروع مسجد ((غراوند زيرو)).

أنني أشعر بالفخر بأن أكون أحد العناصر التي ساهمت بحكم خبرتي كعربي مسلم في تنوير الرأي العام الأميركي بشأن دلالات التسمية وخطورة هذا المشروع، والتحريض على معارضته بدوافع اخلاقية ووطنية فهذا المشروع ليس له علاقة بالدين والإيمان بالله، بل على العكس سيسبب جرح لمشاعر أسر وعوائل شهداء جريمة 11 سبتمبر الإرهابية، ثم اساسا وقبل كل شيء لاتوجد له أية ضرورة فمدينة نيويورك تمتليء بالمساجد، وكذلك من الناحية الدينية بناء المساجد ليس واجباً مطلوبا من المسلمين.

وأقترح ان يتم عرض الموافقة على بناء هذا المسجد على الأستفتاء وتصويت سكان مدينة نيويورك كجزء من حقوق اهالي المدينة في تقرير مصيرها، وكي يرى القائمون على بناء المسجد حجم الرفض الشعبي العارم له.

[email protected]