لا يختلف أثنان على الموهبة المتفردة للفنان ناصرالقصبي وكذلك رفيقه المزمن عبدالله السدحان اللذين أمتعا ملايين السعوديين والخليجين ومعهم جمهور كبير من البلدان العربية اذ لاول مرة يكسر طاش او الفنان ناصر القصبي حاجز احتكار الكوميديا وفن الاضحاك من الأخوة المبدعين من مصر الكنانة، وانتقل بنا الى الترفيه الهادف والناقد عبر ملامسته بطريقة كوميدية لقضايا ومشكلات اجتماعية وقيمية وعادات ضارة معلومة واخرى مسكوت عنها. لكن مثلما يقال ان لكل شئ حدود وهذا ما جعل من طاش يقع في المحضور عندما اقحم نفسه وزملائه في تحويل مضمون مقال شائك للإعلامية السعودية نادين البدير الى حلقة في مسلسله الرمضاني طاش 17 وهوجم وتعرض للنقد الشديد بسبب هذه الحلقة لانها تمس وبشكل صريح ثوابت الشرع ومقاصد الشارع في تحليل وتحريم الزواج ونقله بطريقة ساخرة كحق سماوي واخلاقي وبايولوجي قرره الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز للرجال بشروطه الى بنات حواء دون أي أكتراث سوى للمتعة. وهنا فلا يجوزان يتحول الفنان الى دولاب هوى يقفز بطريقة كاركاتيرية على المناطق التي يجب ان لا تمس وتحت اي تبرير ومنطق. نعترض ونرفع الكارت الأحمر كمشاهدين فنحن لا ننتمي الى فئة المتطرفين او انصار التشدد بدليل اننا نتابع كل نجاحات طاش واخفاقاته وايضاً ممن يؤمنون بمفهوم الأمة الوسط لكن التجاوز على الثوابت يجب ان لا يرضى ويقبل به كائن من كان فلا فنان او ممثل في الغرب يمس عباداته وعقيدته الدينية ولم نشاهد نجما من نجوم هوليود او بوليود في الهند اقترب وحاول ان يسخر من المعتقدات. فمهما حاول الكثير من النقاد ان يبررو لطاش بان هذا جاء في قالب الكوميديا والاضحاك والتسلية وقد لاحظنا ان الفنان طاش ما طاش نفسه تجنب تمثيل دور في الحلقة المرفوضة بل حاول ان يرمي بسهامه نحو المخرجة وان الامر لا يعدو سوى تمثيل في تمثيل لكن المسؤولية تبقى في عنق طاش نفسه لان المسلسل ارتبط به وهو المحرك وربما المنتج ولولا مشاركته في العمل فمن سوف يتابعه.. يا طاش ان الفنان ينبغي له ان يرسم حدود بين الجد والهزل والا اصبحنا في فوضى لا نهاية لها.. ومع مظاهر العولمة الفارغة في كثير منها ومع ازدياد الخنثى والبويات في الاسواق والمراكز التجارية وانتشار الفساد المالي وهتك الاعراض لم يبق لنا سوى عصمة ديننا في هذه الدنيا الفانية والتي صار فيها الممسك بتلابيب دينه كالقابض على الجمر ثم تأتي الينا يا اخ ناصر القصبي الفنان المبدع والمتألق دوما بما لا يصح ابدا فللضحك حدود وللدين حدود.
- آخر تحديث :
التعليقات