عند البعض هي لعنة وعند البعض الآخر هي ظاهرة تاريخية..!
ولكن لمَ الماركسية تحديدا، ومالذي تمثله لتستحق هذا الاستثناء من دون كل النظريات؟!
هي تجيب عن جزء من هذا السؤال:quot; استحقُ هذا الاستثناء،لأني النظرية الوحيدة التي شهدتْ أتباعا لها من مختلف بقاع الأرض،من أفقر البلدان الى أغناها،وأفرادا من مختلف الاثنيات والطوائف وفي كل مكان بلا استثناءquot;..!

أين السر في هذا؟!
الإجابة هي في الجزء الثاني: هو ان عميد هذه النظرية الفيلسوف quot; كارل ماركس quot; قلب وبكل بساطة سؤال من سبقه من الفلاسفة quot; لمّ خلقنا؟!quot; الى سؤال آخر quot; كيف نعيش؟!quot;.
هكذا وبكل بساطة قام ماركس بإنزال الفعل من السماء الى الأرض ووضعه بين يدي أبسط إنسان: quot; الفعل هو بين يديك، وفي الأرض ليس في السماءquot;.
quot; كارل ماركس quot; منح قدرة الفعل والتغيير لهذا الإنسان البسيط بغض النظر عن مكانه وانتمائه..!

فكرة العدالة الاجتماعية،ليست وليدة بناة أفكار quot;ماركسquot;،بل هي حلم قديم،ولكن كل من سبقوه كانوا يقسرونه على فئة دون اخرى ضمن محدودية المكان والزمان،وماركس جعله quot; أمميا quot;،لايمكن ان نصل لعدالة اجتماعية حقيقية لاتشمل جميع البشر على حد سواء..!quot;.

كثيرون فهموا الماركسية حتى ممن ادعوا الماركسية أنفسهم،quot; إن الماركسية وضعتْ قوانينquot;،والحقيقة انها لم تضع قوانين،بل هي اكتشفت قوانين كانت تسيّر حياتنا لآلاف السنين،تتغير تبعا لحالة التطور البشري،وفي اكتشافها هذا لم تكتف بتسجيله في أوراق بالية مركونة على رفوف قديمة،بل عملت على فضح صورته التدميرية على حياتنا،وفي فضحها هذا دخلت محظورين ظلا لسنين طويلة مقتصرين على فئة دون غيرها،هذان المحظوران هما الاقتصاد السياسي والدين..!
الماركسية هي النظرية الوحيدة التي جلبت لها الأعداء والأتباع على حد سواء في كل البقاع حين طرحت ماديتيها quot; الجدلية والتاريخية quot; في تحليل ظواهر المجتمعات،ولذا لاغرابة ان يكون أتباعها من الجياع quot;حاولت الماركسية لا ان تجيب عن تفسر خوف الجائع الذي وان وجد عملا فسيضل مهددا بالجوع quot; بل وأشارت وبكل جرأة الى المسبب بهذا الخطل،وأكثر من هذا لم تكتف كغيرها من النظريات،بل أرشدت وقادة طرق التغيير،وحققت الكثير..

وماساعات عمل 36 ساعة في الأسبوع ويومي عطله، وحق الإضراب المدفوع الأجر..الخ الا ثمرة من ثمار نضال الرواد الأوائل في مختلف بلدان العالم،وغيره من مساواة المرأة في الأجور،وتحريم تشغيل الأطفال..الخ الذي أصبح اليوم جزء من بديهيات حقوق الإنسان التي وقعت عليها البلدان وطبقتها فعلا أو قولا.

يقول الجيولوجيون عن كوكب الأرض quot; ان أكثر مايتفرد به عن غيره من الكواكب،هو قدرته على تحديث نفسه،ويتم عن طريق ظواهر طبيعية ممثلة بالصقيع والجفاف والحرائق،الفيضانات والبراكين،الزلازل quot;وحركة الصفائح الكانتونيةquot; هذا التحديث قد لايستوعبه الإنسان لأنه فسر كل شيء على أساس انه جوهر الأرض ولكن بالنسبة لهذه الظواهر لايغدو أن يكون عمر السلالة البشرية أكثر من واحد في المليون من quot; عفطة عنز quot;.


ولكن الأغلبية ظلت تفسر هذه الظواهر على إنها quot; كوارث quot; أو quot; لعنات quot; ضمن عقليتها المحدودة، وبهذا هي محقة أيضا حين تقول عن الماركسية quot; انها لعنة quot;..!
نعم انها لعنة حلم لمجموعة من البشر يطاردون بها الأنانية واللامساواة،والجرائم واللاعدالة..!!.
انها ظاهرة من ظواهر الطبيعة،لااكثر ولا اقل.