(1)
جاء صيام رمضان هذا العام متزامناً مع صيام العذراء مريم (لم يُذكر له أي سند لا في الإنجيل ولا في التوراة). ومع الارتفاع الشديد في درجة الحرارة تزايدت حدة الكسل والتغيب عن العمل أو قضاء أغلب وقت العمل في الاعتكاف نهارا في مسجد العمل أو ليلا في صلاة التراويح.
ومع تزايد شدة التدين الصوري زادت أيضاً محلات بيع quot;اللحوم الصياميquot; والتي جاءت فكرتها مِن انتشار quot;محلات الجاتوه الصياميquot; وquot;الأيس كريم الصياميquot;، وغيرها الكثير مِن المأكولات الصيامي. طبعاً ناهيك عن السماح في أحد الأصوام بأكل الأسماك وتحريمها في أصوام أخرى.
وعلى الجانب الآخر، تزداد مظاهر البذخ الشديد على تعدد أنواع المأكولات على المائدة الرمضانية، تكريماً للصائمين، ومع تزايد المأكولات وتزايد الديون السنوية، يزداد عدد الفقراء فقراً وعدد المتسولين تنوعاً وكثافةً.
(2)
ما أكثر مظاهر التعبد في مجتمعاتنا! وما أكثر مظاهر التأخر الإنساني أيضاً! فهل هناك علاقة طردية بين تزايد مظاهر التعبد وبين التأخر الإنساني؟؟
(3)
كثيرة هي الكلمات التي تنسب إلى الإله وتقول: quot;فُرضتْ عليكم فروض. اعبدوني يا مخلوقاتي لأنني أعددت لكم ناراً آكلة ومصير أسود مظلم إرهابي لمن لا يعبدني. اعبدوني يا مخلوقاتي مرهوبين مرعوبينquot;.
وتجد مِن الداعين إلى عبادة مثل هذا الإله مَن ينادي: quot; كُتبت عليكم الفروض كما كُتبت على الذين مِن قبلكم quot;. أي أن هذه الفروض متوارثة مِن أجيال مضت. ومَن كان قبلكم عَمِل تِلك الفُروض وأنتم أيضا يجب عَملها. لا تَسأل ولا تُجادل ولا تفهم.
ويضيف الداعي: لا تسألون يا تابعي عن أمور لا تفهموها إن تُبدى لكم تسؤكم.
يا سادة الصوم عبادة سامية وراقية. فإما أن نصوم أو لانصوم. أما أن نصوم أصواماً ناعمة فهذا شيء خارج حتى عن الخيال.
أي أصوام ناعمة تلك التي نتشدق بها، ونحن مِن أكثر الشعوب تأخراً في الإنتاج؟
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات