إكتشفت إصابتي بمرض السكري من النوع الثاني قبل أربعة أعوام، ومؤكد انه أصابني قبل ذللك الزمن ولم أنتبه له، علما كنت بإنتظاره لأن والدي هو الآخر أصيب به وبحكم قوانين الوراثة يجب ان ينتقل لي، وللأسف أهملت تجنب الأطعمة الدسمة والحلويات والإنفعالات وخفض الوزن وغيرها من الإجراءات التي قد تؤخر ظهوره حتى لو كان وراثيا، وكانت نتيجة الإهمال هي اني عوقبت بظهوره المبكر من في العقد الرابع من العمر !

وبعد الخبرة في التعامل مع المرض أحببت نشر طريقتي في السيطرة عليه، والتي تصلح لجميع الامراض أيضا لعلها تنفع الناس.

طريقتي المطبقة جاءت على انقاض فشل الإعتماد على الوعي والإرشاد في الوقاية من المرض أو محاولة السيطرة عليه مثلما حصل معي شخصيا ومع آخرين، فقد أثبتت التجارب ان التحذير والإرشاد ونشر الوعي الصحي بين الناس لم يحقق النجاح المطلوب بدليل رغم كل ما يقال عن ضرر التدخين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات وغيرها، لكن اعداد الذين تركوا هذه العادات قليلة، وأعداد المهملين للتعليمات الصحية من المرضى ومن الذين لديهم إحتمال وراثي للمرض كثيرة جدا، وامام هذا الفشل لابد من إيجاد طريقة أخرى مفيدة للوقاية والسيطرة ايضا على الأمراض.

الطريقة التقليدية كانت تعتمد على الوعي والإرادة، وكانت مشكلتها انها تظل تعمل بحدود الفكر المجرد من العاطفة والخيال، وتظل التعليمات الصحية أفكارا جامدة لاتلامس الروح والمشاعر وتُفعل الإرادة.. لذا طريقتي التي جربتها مع مرض السكري تقوم على ثلاثة أركان هي :

أولا : الوعي.

ثانيا: تخويف النفس.

ثالثا : الإرادة.

طريقة تخويف النفس بخطر المرض من قبل المريض نفسه لها تأثير كبير في تفعيل الإرادة وتحركها لتطبيق التعليمات الصحية بصرامة وإلتزام، فالوعي وحده لايكفي لتحريك الإرادة من دون إحداث إنفعال وجداني ومزج المعلومة الطبية بعاطفة الخوف وإدخالها الى دائرة المخيلة لإستحضار الصور المرعبة لحالة المريض في حال لم يلتزم بالنصائح الصحية.

فور معرفتي بإصابتي بمرض السكري.. الذي كنت أعرف خطره قبل حصول الإصابة به لكن كانت تلك المعرفة مجرد أفكار جامدة من دون عاطفة الخوف والخيال، لذا عندما إستحضرت مرة أخرى خطر السكر ي وإحتمالات ان ينتج عنه عمى البصر والفشل الكلوي وبتر القدم... ومزجت هذه العلومات بالمخيلة والعاطفة.. شعرت بالخوف والذعر من المستقبل، وإلتزمت بدقة وصرامة بالتعليمات بخصوص الطعام والحلوى وتخفيف الوزن بفضل طريقة تخويف النفس التي حفزت إرادتي.

أغلب الناىس لديهم وعي صحي.. لكن قليل منهم يتحول لديه هذا الوعي الى إنفعال وتفعيل وسلوك يلتزم بما مطلوب منه لأن الإرادة تكون جامدة وغير مفعلة.

تقنيات طريقة تخويف النفس هي :

الإطلاع على المعلومات الطبية.

- تحويل المعلومة الى صور خيالية لحالتك الصحية مابعد المرض وكأنك تشاهد نفسك في فيلم سينمائي.

- السماح لمشاعر القلق والخوف بالظهور وعدم الإنزعاج منها ومحاولة مقاومتها.

- تحريك مشاعر الخوف نحو الإرادة وتفعيلها لحماية الشخص من تهاون نفسه وإلزامه بإطاعة التعليمات الطبية.

وهنا يطرح سؤال : ماهو الحد الفاصل مابين تخويف النفس، ومابين الوساوس من المرض؟

يعتمد الجواب على طبيعة شخصية المريض ومدى توازنه النفسي، وهل سيكون ثمن حصوله على الصحة وقوعه في مرض الوساوس أم سيعبر هذه المرحلة ويتكيف مع مخاوفه التي ستكون بمثابة الحارس الأمين الذي يمنعه من الإهمال والتهور وعدم العناية الصحية.

[email protected]