سأستخدم نفس منطق الإسلاميين في إستعمالهم للمفاهيم الدينية لتحليل أسباب النصر والتسديد والمباركة من الله للطرف الذي يحبه وينصره على أعدائه.

حمدا لله وشكرا له على نصره الدائم للويات المتحدة الأميركية على جراثيم الإرهاب، قبل ثلاثة أيام تم إعتقال إرهابي كان يخطط لتنفيذ جرائم داخل أميركا بواسطة الطائرات المسيرة، واليوم تم قتل الإرهابي العولقي وذهب الى الجحيم، وقبلها قُتل رأس الإرهاب بن لادن.

اذا كنا مؤمنين حقا بالله، وانه ينصر الأفراد والجماعة التي تسير على طريق الحق والصراط المستقيم.. فإن الإنتصارات التي حققتها أميركا على جراثيم الإرهاب.. هي دليل ساطع ومؤكد على ان الله أنزل نصره على الأجهزة الأمنية الأميركية وسدد خطاها، وألحق الهزيمة والعار بأعداء الله والإنسانية.. قوى الإرهاب، وشتتهم وجعلهم مثل فئران المراحيض يختبئون في الظلمات العفنة.

لقد كتب الله على أميركا بأن تكون معجزته الكبرى على الأرض في العصر الحديث، تقود البشرية نحو قيم الحرية، والتطور والتقدم العلمي والحضاري، وبارك أرضها بكافة الثروات والخيرات، فقد أفاض الله من بركاته على أميركا من كل شيء ونصرها على أعدائها.

في الماضي إنتصرت أميركا في معركتها ضد النازية وهزمت هتلر، ثم خاضت معركة طويلة شريفة ومقدسة ضد الشيوعية ونجحت في هزيمتها وإنقاذ البشرية من القمع والدكتاتورية، ثم واصلت إنتصاراتها على المجرم صدام حسين ونظام طالبان، وفي الطريق يلوح في الأفق النصر على نظام ولاية الفيقه الظلامي.. أليس كل هذه الإنتصارات هي دليل على مباركة الله للولايات المتحدة الأميركية؟

كشف لنا الإرهاب خطر الأيديولوجيا على الحياة، في السابق ظهرت الشيوعية وتسببت بمقتل ملايين البشر وقمع شعوب كاملة، ثم ظهرت النازية وأشعلت الحرب العالمية الثانية، وجاءت القومية العربية التي أفرزت حزب البعث وغيره ونتج عنها مأساة وحروب وقتلى حتى اللحظة الراهنة، ثم ولاية الفقيه الظلامية، وقبلها جماعة التشدد الاسلامي وما فرخته لاحقا من حركات إرهابية، لقد أثبتت الأيديولوجيا انها الشيطان المدمر للحياة والإنسان!

هل سيتوقف الإرهاب؟ الجواب لا.. طالما يوجد تحالف شيطاني مابين التخلف والتعصب والنوازع الشريرة في نفوس البعض، فالإرهاب هو عداء وحقد عقائدي ديني ضد الحضارة الغربية وأميركا خصوصا، وهذا العداء العقائدي يتغذى من تراث ديني ضخم تراكم منذ مئات السنين حُشدت فيها أيديولوجيا الكراهية والإلغاء والتكفير والغزوات وإباحة مال ونساء وأرواح الطرف المغاير في المعتقد الديني، مؤسف جدا ان الشر لن يختفي عن الأرض والحياة حتى نهاية الدنيا، وسيكون أحد مظاهر الشر بقاء التطرف والتعصب والإرهاب!


[email protected]