لا أعرف لماذا تصر جماعات الإسلام السياسي في الخلط بين المقدس والمدنس برفع شعارات دينية لكسب جولات دنيوية quot;سياسية quot;، معتمدين على دغدغة مشاعر البسطاء... ومن العجيب سعيها الدؤوب قبل كل انتخابات لتسخير الدين لكسب معارك سياسية بحتة، مستخدمين جمل استحالة تطبيقها على أرض الواقع.


quot;الحكم للهquot;.. كلمة تستهلكها كل جماعات الإسلام السياسي، وحينما تسألهم ما معنى الحكم لله ؟ يرددون حسب الشريعة الإسلامية ومن يقنن هذه القوانين أليسوا بشر، إذن فهذا ليس حكم الله وإنما حكم بشر اعتقدوا أنهم وكلا ءالله على الأرض...

فعودة الخلافة الإسلامية هدف كل جماعات الإسلام السياسي، فرحبوا بـquot;أردوغانquot; كفاتح مغوار بعد عدد من المناروات البهلوانية مع إسرائيل... ولكن ضربهم في مقتل بإصراره على علمانية الدولة، معتبرًا أن وصول تركيا للمنزلة السادسة عشر فى العالم اقتصاديًا أعتمد أساسًا على علمانية الدولة، وعلمانية الدولة ليس لها علاقة بالكفر ولا بالإيمان إنما وقوف الدولة على بعد متساو من جميع الأديان فلا تحابي دين على آخر.

الدولة الإسلامية الحقة شعارات يردها الإسلاميين لكسب البسطاء من البشر بكلمات ليس لها تفسير على أرض الواقع، فحينما تسألهم أي دولة إسلامية حقة تسعون إليها؟ أعطونا مثال لدولة اسلامية حقة وأين هي من العالم المتقدم...؟

سقطت quot;تركياquot; بالطبع بعد ان صدع الإخوان والسلفيين والجماعات بالنموذج التركي، وكما رفعوا اردوغان الى القمة حينما اختلف معهم لعنوه واساؤا اليه، فزيارة أردوغان لمصر كى يغازل العالم الغربى الذى يسعى للإتباط به بدخول تركيا الوحدة الأوربية.. بالطبع ستفشل كل جماعات الإسلام السياسي في إيجاد نموذج صالح لدولة طبقت الإسلام الصحيح لأن النماذج التى دعى أصحابها إنها دول إسلامية أو إمارات إسلامية لم تجيد التقدم ولا العلم الحديث، بل خربت من الداخل وضربتها المجاعات وسادها انقسامات وتخلف وتأخر...فعلى سبيل المثال وليس الحصر.

أفغانستان تأخرت قرون عديدة وتحول الجميع إلى قطاع طرق، وانقسموا على ذواتهم وقتلوا بعضهم البعض ومنعوا النساء من التعليم، ومنعت جميع أجهزة الإعلام وأغلقت صالونات الحلاقة، وحطمت تمثال بوذا ولم يجيدوا سوا شىء واحد احتلال المرتبة الأولى عالميًا فى تجارة الهيروين والكوكايين والافيون... ومازالت الجماعات الظلامية تسعى فيها خرابًا ومن المؤسف إنها تنادي بسعهيا لتكون دولة إسلامية رشيدة... بالطبع حسب فكرهم..

السودان مع أول حكم الرئيس نميرى حاول استعادة مجده مرة أخرى فقرر تطبيق الشريعة فقطعت أيادى البسطاء الجوعى، ودخلت في حروب أهلية وقسمت السودان إلى شمال وجنوب، من العجيب أن الشعب البسيط لم يتعلم الدرس ومازال البشير يسخر الدين مطية لبقاءة فى الحكم.

الصومال حركة الشباب الإسلامى الساعية لاقامة امارة إسلامية مسئولة عن هلاك الألاف وتهديد الملايين لمنعها العالم الغربى من المساعدات الغذائية...ولم ينجحوا إلا في شيء واحد أن تصبح الصومال بلد ميلشيات إرهابية تسطو على السفن العابرة وفرض إتاوات وتحول اهل هذا البلد الفقير الى عصابات.

ماليزيا نعم هذه دولة قادها زعيمها مهاتير الى التقدم ولكن بنى هذا التقدم على سكانها الصينيون محبى العمل، واعتمادهم على الأساليب العلمية وليس على الدجل والبدع والشعارات الرنانة والخطب العنترية.

إن الدولة الإسلامية ذات المجد والرفعة والعدل والإحسان التي تسعى إليها الجماعات الإسلامية هى وهم فى فكر تلك الجماعات فقط، أما أرض الواقع فكل الدول التي اطلقت على نفسها إسلامية أقل ما يقال عنها إنها دول فاشلة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وأدبيًا... ومصدر قلق للعالم لتصديرها الارهاب العالمى اما مشاركه فيه او مموله له

والسؤال لماذ تصر الجماعات الإسلامية على الإساءة للأديان بالخلط بين المقدس والمدنس، للسطو على كراسة الحكم لتوخر بلادها وتظلم شعوبها التى بالطبع من حقها حياة أفضل ؟
ولماذا تصر تلك الجماعات انها تحكم بشرع الله اليس ها فكر بشرى ؟ ام انهم وكلا الله على الارض اين هذا التفويض الالهى؟.

[email protected]