رغم ما عرفت به فضائية الشرقيه من مصداقيه في تناول الهم العراقي، إلا اني كمتابع كنت في شك كبير مما نشرته عن السيد المالكي رئيس وزراء العراق الاتحادي، من ان الكورد ضيوف في بغداد وانه ان الاوان لقطع يد بعض القيادات الكورديه!
الان ومع تأكيد السيد البارزاني رئيس اقليم كوردستان، ان الكورد ليسوا ضيوفا في بغداد، تأكد الشك باليقين، والسيد رئيس الوزراء العراقي يعتبر الكورد ضيوفا ويستعد لقطع أيادي بعض قياداتهم، وهو يستحق على تصريحه هذا أن يدخل موسوعة جينيس للارقام القياسيه والاعمال الخارقه غير الاعتياديه، فهو اول رئيس وزراء عراقي يعتبر الكورد ضيوفا منذ تأسيس الدوله العراقيه الحديثه ابتداء بالعهد الملكي وانتهاء بالنظام الدكتاتوري.
الأشكال ليس في كون الكورد ضيوفا في بغداد ولكن في عدم احترام تقاليد الضيافه العربيه الاصيله المعروفه بالكرم الحاتمي وحسن الضيافه والتراث العربي أغلبه ان لم يكن جله مليء بالفخر والاعتزاز بالضيف والتي يبدوا ان دولت رئيس الوزراء لا يعرفها ولم يستوعبها وإلا لما ذكر ضيوفه بذلك، وكمثال : وبعد ان قضت الدوله العراقيه عام 1945 على ثورة بارزان الثانيه، ولو الى حين، لجأ المرحوم (عبدالباقي ابراهيم ) المعروف ب ( باقي برو) من قرية بامرني ومن المشاركين في هذه الثوره، الى منطقة تكريت وعاش في كنف عائله عربيه ثلاثة عشر عاما دون ان يعرف ان احد ابنائها قتل في العمليات العسكريه ضد الكورد، ثلاثة عشر عاما حتى دون ان يسألوه عن اسمه ولم يكن فقط ضيفا معززا ومكرما وانما واحدا من افراد العائله، وعندما عرف المرحوم عبدالباقي بحادثة ابن العائله عام 1958 بعد ثورة تموز، سألهم لماذا لم تخبرونني ولماذا لم تنتقموا مني و تأخذوا بثأركم، فكان رد العائله العربيه : لقد كنت ضيفنا!
هكذا هي التقاليد العربيه في حسن الضيافه وعدم تذكير الضيف بها والتي يجهلها السيد رئيس الوزراء العراقي، والكورد لم يكونوا ولن يكونوا يوما ضيوفا وانما ابناء البلد شاء من شاء وابى من ابى.
المصيبه تكمن لا في اعتبار الكورد ضيوفا في بغداد وانما في كل العراق من قبل هكذا توجه وتفكير عنصري، ففي هذه الحاله لا يبقى امام الكورد الا وان يغادروا الى ايران او تركيا ا والى جزر الواق واق ليرتاح دولت رئيس الوزراء من ضيوفه ثقيلي الدم وعليهم كما يقول العراقيون ان ( يرفعوا الزحمه ) خاصة والسيد رئيس الوزراء يستعد لقطع ايادي قادتهم في الشطر الثاني من تصريحه ( الفلته ) كما ورد في اخبار الشرقيه.
القاده الكورد في السلطه، عدا المعارضه، إثنان لا ثالث لهما، فخامة السيد الطالباني رئيس الجمهوريه ويديه غير قابله للقطع حتى ولو صرف مليوني دولار يوميا وليس فقط عند سفره الى امريكا، ذلك لأن يديه محروسه بعناية الله ورعاية الائمه والساده الاطهار في طهران، وأي محاوله لقطع يديه سيكلف السيد المالكي كثيرا، وعليه تبقى فقط أيادي فخامة السيد البارزاني رئيس اقليم كوردستان وهو ضيف ثقيل الدم كما يبدو ولكن المشكله تكمن هنا تحديدا، فالمعروف عن عائلة البارزاني، انه كلما زاد القطع والبتر فيها كلما تكاثرت اكثر واقوى، ولعل ابلغ دليل هو ان النظام الدكتاتوري السابق اعدم اكثر من ثلاثين فردا من اشقاء واخوة البارزاني وابناء اشقائه ومن اقربائه من الدرجه الاولى وهاهم اليوم يعدون بالمئات، ولذا فمن الممكن بعد ان يقطع دولت رئيس الوزراء يدي البارزاني ان تنمو له عشرات ومئات بل الوف الايدي وسيكون على السيد رئيس الوزراء ان يترك عمله ليتفرغ لقطع هذه الايادي ويخسر الشعب العراقي رئيس وزرائه وتتوقف امور الدوله.
الحقيقه المره هي ان السياسه في العراق وفي يد البعض اصبحت مسخره ومهزله ولذا من الطبيعي ان يكون ابناء البلد ضيوفا والايادي تقطع والاذان تبتر والانوف تجدع، هذا إذا حالفهم الحظ ولم يكونوا من المهجرين والمهاجرين والغرباء وشهداء الكواتم داخل وطنهم، والاغرب من تصريحات السيد المالكي، تصريحات برلماني كوردي يقول: ( ان هناك إشارات ايجابيه من المالكي تجاه رسالة البارزاني !!!! ) حقا الغريق يتشبث بالقشه خاصة إذا كان ضيفا ثقيل الدم مثل البرلماني الكوردي.
لقد ان الاوان ان يجد العراقيون رئيسا للوزراء لا يعتبرهم ضيوفا في بلدهم.
bull;كاتب عراقي ( ضيف )
- آخر تحديث :
التعليقات