بعد ان رفعت الاقلام عن كتابة مواد وفقرات الدستور العراقي، ظهرت بوقت قصير جدا، ملامحه المتعارضة وتناقضاته الكثيرة،عند من كتبوه و بشكل يؤكد مدى استخفافهم بالشعب العراقي، والبحث فقط عن مصالحهم الشخصية، الزاحفة على ارادة من يدعون تمثيلهم، ولذا ليس من المنطقي ان يكونوا هؤلاء كتاب الدستور المليئ بالعيوب والتناقضات الخطيرة، بوارد بناء دولة منسجمة، مع دستورها ومؤسساتها وشعبها ومما ينبغي قوله ان هؤلاء الجماعات والاحزاب، التي تحكم الان باسم دستور، هم انفسهم لايؤمنون به اطلاقا، ولهذا لايجب الأستماع الى احتجاجاتهم واعتراضاتهم، لأن هم من وافق عليه خلسة دون ان يعرف الشعب العراقي بفداحة سخافتهم، التي افرزت هكذا دستور متعارض مع كل نصوصه وناسخ بعضه لبعض، فالمشكلة أذن عندهم ومن صنعهم، لأن دستورهم، هو من كرس واكد على التقسيمات الطائفية والاثنية والعرقية، اي ان هذا الدستور لايمكن ان يكون جامعا للعراقيين، لطالما هو يحرض على التأويلات الانتهازية والمحاصصات اللاوطنية، المسببة للخلافات والمنازعات التي اريد لها ان تستمر، كي تجعل من الشعب العراقي ان يشعر ويحس دائما و باستمرار انه شعب مفكك ولا ينتمي الى وطن ودولة.

وهذا ماأرادوه وباصرار ان يكون وضع العراق، هو اللااستقرار كما هو عنوانه الحالي كبلد تحكمه الفوضى والاجتهادات الانانية والصدفوية، وليس بوسع المرء الا ان يعترض وينبه الشعب العراقي على ما وصلوا اليه من تهميش وتخريب، لبلدهم ولحياتهم البائسة، بعد سنيين طويلة من الانتظار للبديل الذي كانوا يتاملونه و ينتظرونه، ولكن جاءت النتائج خطيرة وفي مقدمتها الاحتلال الوحشي والهمجي، المتحالف مع كل القوة المتخلفة مما زاد وفاقم من المشاكل والكوارث على المواطن العراقي، الذي اصبح حائرا وقلقا على مصيره ومصير بلده.

- كاتب من العراق