اذا صحت الانباء التي تفيد بتسليم الحكومة التركية للمقدم حسين هرموش، قائد فصيل (الضباط الاحرار) والذي كان أول من ينشق عن آلة قتل النظام ويرفض سحق أبناء بلده كرما لبشار الاسد وعصابته، فان ذلك يعني تسديد تركيا/العدالة والتنمية ضربة غادرة لظهر الثورة السورية. ابراهيم هرموش، شقيق المقدم حسين، وعدد آخر من نشطاء الثورة السورية اتهموا المخابرات التركية باحتجاز الضابط المنشق بحجة التحقيق معه ومن ثم تسليمه الى السلطات السورية. الحكومة التركية لم تعلق على الموضوع حتى اللحظة، بينما تقول مصادر بان هرموش اصبح فعلا في قبضة المخابرات السورية وهو يخضع حاليا للتحقيق ويمكن ان يطلع على التلفزة ويدلي مكرها بمعلومات واعترافات تلقنها اياه المخابرات السورية، وهو مايٌشكل ضربة لمعنويات الثوار واحباطا لنوايا العديد من الضباط الشرفاء في الجيش السوري، من الذين يخططون للانشقاق والانحياز لشعبهم في مواجهة آلة قتل نظام بشار الاسد وعصابته.

تسليم السلطات التركية للضابط الحر حسين هرموش طعنة كبيرة في ظهر الثورة السورية وتطبيقا عمليا لاتفاقية أضنة الامنية مع النظام السوري( مصادر كردية أكدت على ان التسليم حدث بعد صفقة، سلم بموجبها النظام السوري 7 من أعضاء حزب العمال الكردستاني كانوا معتقلين لديه إلى السلطات التركية)، وهو من جهة أخرى صفعة في وجه الجهات السورية المعارضة التي طبلت طويلا للحكومة التركية وعرضت نفسها للبازار التركي، واختارت اسطنبول وانطاليا وانقرة quot;أمكنة حرةquot; لعقد مؤتمراتها تحت الاعلام التركية. هؤلاء الآن امام الحقيقة. حان الوقت ليعرفوا بان تركيا ليست quot;جمعية خيريةquot;، بل هي دولة لها مطامعها في سوريا وتقوم استراتيجيتها على اضعاف الوطن السوري وتحويله الى quot;لاحقquot; ضعيف وسوق مفتوحة لتصريف البضائع التركية الرديئة.

الشعب السوري اطلع على وجه الحكومة التركية القبيح. عرف المغزى من وراء زيارات أحمد داوود أوغلو لدمشق وحقيقة quot;مهلة الاسبوعينquot; وquot;الحوار الداخليquot;، والتآمر على فئات معينة من السوريين. الشعب السوري، ومع تسليم أنقرة للضابط الحر حسين هرموش الى النظام ومخالبه، كشف القناع عن وجه حزب العدالة والتنمية ورجاله وفاق من حالة quot;الحب من طرف واحدquot; والتي كان كلام أردوغان العذب وشعاراته الكاذبة يغذيها.

من يطعن الثورة السورية في الظهر ويسلم أحرارها للمقصلة لايمكن اعتباره صديقا أبداً، واذا كانت تركيا تخاف من الديمقراطية والمساواة والعدالة الآتية لسوريا لامحال، فعليها أن تنتظر مقاومة شرسة ستحبط كل خططها المعادية للوطن والشعب السوريين.

[email protected]