المقصود بالنوع الثاني للديمقراطية العراقية هي ديمقراطية الخضوع لدول الديمقراطية الغربية على طريقة الأستسلام الكلي حيناً، والولاء لدول الجوار الاسلامية والعربية حيناً آخر. أنه النوع الجديد لبضاعة تُسَوَق داخل مجلس النواب لمسيرة الديمقراطية في العراق.

وثقافة الديمقراطية الفريدة هذه، ليس القصد منها الأستهانة أو النقمة على كتلة عراقية مُحددة لأنها بطبيعة الحال، الثقافة العراقية السائدة في المجتمع منذ المقاطعة الدولية لعام 1991 والتي عممها النظام السابق تلقائياً على الموظف وسائق سيارة الأجرة، وكنتيجة ضرفية للحصار، ويعاد تعميمها اليوم ممن يرعى مصالح الشعب من الكتل السياسية في مجلس النواب.

لم أُصبْ بالدهشة لتصريحات المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي السابق وقوله بأن quot; قيادات الحزب الإسلامي عميلة لان جميع قيادته من الخارج quot; وقوله quot; ذهبتُ إلى إيران وحملتُ مقترحا معي آنذاك هو أن يكون علاوي لرئاسة الجمهورية والمالكي للوزراء والهاشمي للبرلمان، والإيرانيون قبلوا بذلكquot; وقوله مشعان الجبوري quot;رجلquot; سارق ولص محترف سرق أموال وزارة الدفاع وهرب الى سوريا quot;، ثم أشارته الى نفسه quot; أنه لم ينجح في الأمتحان يدل على أن الديمقراطية العراقية في محنةquot;.

لم يأخذني الذهول لكشفه أوراق خاصة به وبالأخرين بعد أن لفضته الكتل السياسية العراقية ولفضها وأنتقال مقر أقامته وفضائيته quot; الرأي quot; الى سوريا، كما هو الحال للعديد ممن أتخذو العمل السياسي كمهنة. أِلا أن ماأستوقفني معرفته الصائبة بأن quot; الديمقراطية العراقية في محنة quot;.

ينحصر المعجبون بالنهج الديمقراطي المُختلق quot; النوع الثاني quot; بعناصر داخل المنطقة الخضراء وعشائر مليشيات موالية تحمل أدوات القهر والقتل والأغتيال كطريقة حياتية.
كما لم أصبْ بحالة الغثيان من معرفة ماهو معروف على صعيد المال quot; أدفع أكثر أخدمكَquot;. فبعد مرور ثمان سنوات على القتال الطائفي الممول أسلامياً، تلجأ الفصائل المسلحة الرئيسة الى مشروع المصالحة الوطنية وتكشف عن نيتها ألقاء السلاح في صحوة ديالى لستة فصائل بقياديها ليبلغ اجمالي المسلحين الذين ألقوا السلاح في محافظة ديالى وحدها منذ انطلاقه 1300 مقاتل. كما أشار وزير المصالحة الوطنية ومسؤول الصحوات في ديالى بان 25 قياديا وعنصرا بارزا في كتائب laquo;حماس العراقraquo; ألقوا السلاح امس وانخرطوا بمشروع المصالحة الوطنية معلنين دعمهم الكامل للحكومة المركزية،وهم يمثلون ستة فصائل مسلحة هي : laquo;جيش المجاهدين، كتائب ثورة العشرين، كتائب صلاح الدين، حماس العراق، انصار السنة، جيش الراشدينraquo;، فيما لم تزل ثلاثة فصائل تشكل الخطر الحقيقي للقوات الامنية والمدنيين في ديالى هي laquo;تنظيم القاعدة وطيور الجنة الذي يتبع التنظيم وعصائب اهل الحقraquo;. فهل ذلك يعني قناعة هذه القيادات بمفهوم الديمقراطية أم قناعة بالنوع الثاني للديمقراطية التي تدار وتمول من داخل قبة مجلس النواب؟

ومن الداخل لم أجد أي جديد في تصريحات السيد الدليمي وزير الدفاع العراقي الجديد وانتقاده الأستسلامي الباهت للقصف الذي يتعرض له شمال العراق من قبل تركيا وإيران، وتأكيده بأن quot; ذلك مرفوض جدا، ويجب عدم التصور بأن العراق ضعيف ويمكن لها أغتنام الفرصquot;، أجده تأكيد على الضعف. والحقيقة، أن هذه التصريحات، مع أن الرجل مؤمن بقيمتها المعنوية، لاتعني شيئاً لدول الجوار المُدججة بالسلاح أو الحماية الأمريكية.

نجاح الديمقراطية في بلد مُقسم الأرادة والولاء أمر مشكوك فيه، فوزارة الدفاع العراقية لاتُسيطر على المناطق الحيوية من أرض العراق وولاء القوات المسلحة لسلطة مركزية موحدة يشوبه الفوضى ألادارية والعلوم العسكرية لأن العراق يتحكم في قدره جماعات موالية لمليشيات وصحوات وعصابات يعترف بها قادة الكتل السياسية وهي نوع جديد من مفاهيم الديمقراطية المطورة داخل وخارجه وقامت بتطويرها جماعات مقسمة الولاء بين: جماعة سوريا ndash; جماعة تركيا ndash; جماعة أيران ndash; جماعات دول الخليج العربية ndash; وأخيراً جماعة أمريكا وبريطانيا. قـدرُ الشعب العراقي من حيث المصير لن يتغير بنظـام شمولي متعسف يغتال الديمقراطية أونظـام متطرف يمثله المُتخلفون العرب يخنق المفهوم الديمقراطي من أساسه.

أنه قدر لن يكون من السهولة أزالته بغسل جديد لأدمغة وجعلها تتثقف وتؤمن بالعمل الديمقراطي في دولة مثل العراق، فالنص الديني يعلو النص السياسي، والنص الخطابي يعلو النص الدستوري و تتحكم في خصوصياته المليشيات وطلبات العشائر والصحوات وكتل أحزاب المحاصصة quot; وهذا ألي وهذا ألك quot;.
أَما السؤال : متى يأخذ قادة العراق المسؤولية كاملة لمستقبل العراق بتطبيق ديمقراطية الولاء للعراق ومؤسساته الدستورية ونظام الأغلبية والمشاركة؟ فما عليكم أِلا الأنتظار.


[email protected]