منذ بداية الثورة والمعارضة السورية تحاول أن تنتج مؤسسة ما، هنالك من يسميها بديلا للنظام هنالك من يسميها مجلسا لدعم الثورة، وهنالك من يريده مجلسا انتقاليا، ورغم كل الجهد الذي بذل في هذه اللقاءات والمحاولات، إلا أن الأمور كأنها بقيت عصية على إنتاج مثل تلك المؤسسة، حتى جاءت مبادرة الدكتور برهان غليون، تحت عنوان خارطة طريق للمجلس الوطني السوري جاء فيهاquot;وضع تصور لهيكلية المجلس الوطني السوري المنشود.تشكيل لجنة للاتصال مع القوى والشخصيات الوطنية تبدأ عملها منذ الغد على أن يتم إنجاز المهام الموكلة إليها، من اتصالات وتحديد قائمة الأسماء التي سيضمها المجلس، خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر. ويتم الإعلان عن المجلس في الأيام القليلة التالية. يتشكل المجلس من ممثلين لتنسيقيات الشباب وممثلين عن التشكيلات والأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية تختارهم التنسيقيات والتنظيمات السياسية نفسها، ومن شخصيات مستقلة وطنية يتم اختيارها بالتوافق. ويحق للمجلس إضافة أعضاء جدد يرشهم الأعضاء العاملين بنسبة الربع. كما يحق للمجلس أن يستعين بأشخاص من خارجه في اللجان المختصة حسب الحاجة والمصلحة العامة. وتحتفظ التنسيقيات والتنظيمات السياسية المشاركة في المجلس بحقها في تغيير ممثليها أو سحبهم. كما يحق للأعضاء في الداخل الابقاء على أسمائهم سرية حرصا على نجاعة العمل.
يمثل المجلس الثورة السورية بجميع مكوناتها، ويعتبر سيد أمره، لا يخضع في قراراته لغير الالتزام بالمصلحة الوطنية وبضمير أعضائه. وهو الذي ينتخب لجنته التنفيذية ورئيسه، وله الحق في التجديد لهم أو تغييرهم. وتكون جميع قراراته بالأغلبية المطلقة. ومن مهامه بلورة الخط السياسي العام للحراك الديمقراطي، وتنظيم جميع الجهود، العملية والمادية، الدبلوماسية والاعلامية، اللازمة لوضع حد للديكتاتورية والانتقال بسورية نحو نظام ديمقراطي تعددي. يمثل المجلس تتويجا لجميع الجهود التي بذلت في الأشهر الماضية من أجل تنسيق العمل الوطني وتوحيد صفوف المعارضة الشعبية والسياسيةquot;.
إن هذه المبادرة والتي دعمها أكثرية الاطياف المهتمة بالشأن السوري، سواء في الداخل أو في الخارج، جعلت من الدكتور برهان أمام مسؤولية نتمنى له النجاح فيها، حيث أنه اصبح بشكل اتوماتيكي رئيسا للمجلس المنتظرة ولادته من قبل السوريين منذ زمن وعلى أحر من الجمر كما يقال، كما أننا هنا يمكن أن نسجل أن هنالك رؤية طرحت من قبل للجان التنسيق المحلية، وفيما بعد طرحت مبادرة الهيئة العامة للثورة السورية، إضافة إلى أن هنالك حرص عام لدى معارضة الداخل على مواكبة الانتفاضة تنظيميا، كل هذا أعتقد يمكن أن يشكل أرضية للدكتور برهان وفريقه من أجل المضي نحو مزيد من التنسيق والتشاور مع مختلف الاطراف، وأعتقد أن مهمته لن تكون سهلة أبدا، ومعروف عن الدكتور برهان انفتاحه على الجميع، بمعزل عما يمكن أن يسجله المرء من اختلافات بالرأي مع الدكتور برهان في أكثر من محطة سورية، وصاحب هذه السطور اختلف أكثر من مرة مع الدكتور برهان سياسيا، إلا ان أكثرية الطيف السوري بات لديه الاستعداد لكي ينتج مؤسسة قادرة على محاكاة متطلبات الثورة السورية، وليس العكس، أقصد أن هذه المؤسسة يجب أن تحاكي متطلبات الشارع السوري، وتعتني أولا بكيفية تأمين كل وسائل الدعم من أجل استمرار الثورة السلمية اللاطائفية وهذه مهمة رئيسية وأساسية، ومن أجل وصول هذه الثورة لأهدافها، في إقامة سورية ديمقراطية، أسوة ببقية شعوب العالم.
وهذه الخطوة لا تشكل اختبارا للدكتور برهان كما يحاول بعضنا تصوير الأمر بل هي اختبارا للجميع للمساهمة من أجل تسهيل مهمة الدكتور برهان وفريقه، الذي لم يعلن عنه بعد، كنت أتمنى بالطبع على الدكتور برهان أن يعلن عن رؤيته في أمرينquot; كيفية إسقاط النظام بالمعنى العملي، وما هو رؤيته للكيفية التي يمكن للمجتمع الدولي أن يساهم فيها من أجل وقف حمام الدم هذا ومن أجل استمرار الانتفاضة حتى إسقاط هذا النظام، لأنني أعتقد أن الرؤية السياسية، كفيلة بتحديد أن من سيساهم في هذا المجلس يجب أن يكون أقرب لهذه الرؤية، ولأنه من غير المعقول أن يتشكل مجلس ينقل خلافات المعارضة إلى داخله، لأنه بذلك لن يعمل، أو سيصبح عمله صعبا جدا، صحيح أنا رغم كوني مع الهيئة العامة للثورة السورية، ومع ما طرحته لجان التنسيق المحلية وفق رؤيتهم للواقع على الأرض، لكنني ربما اختلف بقضية مع الدكتور برهان وهي أنني مع المطالبة بحماية المدنيين عبر إرسال مراقبين دوليين من أجل هذا الشأن لكن دون أن يتدخلوا في عملية إسقاط النظام، لأن هذه مهمة أخذها الشباب السوري على عاتقه. ولأن الوضع السوري الآن يتلخص بثورة سلمية وبنظام قاتل يهدد حتى تاريخ 03.09 بأنه لم يستخدم سوى 20% من قوته القمعية كما سرب هذا الأمر الأوروبيون...أي أنه يعد العالم بمزيد من القتل والجريمة، ويفتخر بأن هذه القوة القاتلة هي متماسكة معه وله!
كيف يمكن مساعدة الناس على الارض هذا هو السؤال، مساعدتهم لاستمرار ثورتهم السلمية ولوقف آلة القتل هذه؟ هذا هو ما يهمني في الحقيقة، في النهاية اتمنى على الجميع تسهيل مهمة الدكتور برهان غليون..
التعليقات