لم تنصهر طوائف الشعب في بوتقة واحدة فقط إنما امتزجت دمائهم معاً لتروي أرض المحروسة على أمل ثمرة الحرية للجميع لنمضي عقود طويلة على نظام فاشل أفسد الحياة السياسية والإقتصادية، ثورة شعارها مدنية مدنية... سلمية سلمية... قادها الشباب شارك فيها الشيخ والكهل والشاب والفتاة والسيدة والرجل أيضاً... الجميع شارك ليس للقضاء على رموز النظام الفاسد بل على النظام الفاسد الفاشي ذاته، للقضاء على الظلم والمحسوبية والقبض العشوائي والأحكام الظالمة وجلسات المصاطب التي للأسف ما زالت مسيطرة على عقول أولي الأمر بمصر.

استبشر الشعب المصرى خيراً ولكن للأسف ما زال الفكر القديم يسيطر ويستمر النظام في ضرب الباكي إمعاناً في كسب ود المعتدى.. إليك عددا من الأمثلة:

علاء رضا رشدي رجل أعمال مصري من محافظة المنيا مركز أبوقرقاص في العقد الرابع من العمر قام بعمل مطب صناعي أمام منزله تسبب في حدوث مشكلة بين سائق مسلم وشاب مسيحي سائق لموتوسكيل انتهى الشجار وحضر الشاب السائق المسلم ومعه أعداد كبيرة من المتطرفين والمهووسين دينياً التي ابتلت بهم شوارع مصر تم إلقاء القبض على علاء رضا رشدي وتلفيق عدد من التهم منها تمويل الأقباط بالسلاح وعمل فتنة... وبدلاً من إقامة العدل تحت مسمع ومرأى القوات الأمن المصري نهبت منازل مسيحي مركز أبوقرقاص علاوة على تلفيق تهم قتل مسلمين لعدد من الأقباط في صراع عائلتين مسلمتين في نفس البلد عائلة معبد أبو زيد وجمال... وما زال السيد علاء رضا محبوس فى قضية سياسية بامتياز وليست جنائية ومعه عدد من المسيحيين التي نهبت وسرقت وحرقت منازلهم... وكأنهم يعيشون في كنف النظام البائد ليستمر في ضرب الباكي وتعضيد الضارب.

مايكل نبيل سند لم يقتل او يحرض على القتل.. بل ابدى رايا بشان القوات المسلحة زج به في غياب السجن وحكم عسكريا لتقضى المحاكمة بحبسه خمس سنوات على الرغم من نيل العديدين أحكام براءة كانوا مدانين وجهوا كلمات أشد عنفاً من مايكل... ترى لماذا تتعدد مكاييل الأحكام بين أطياف المجتمع المصري (ألا يستحق مايكل العفو مثل أسماء محفوظ) مثلا؟.

لم ينل الأحياء الظلم فقط بل نال الأموات فمدافن الأقباط في أبوقرقاص ما زالت تنهب أبوابها للآن سرق 15 بوابة حديدية من مدافن الأقباط في أابوقرقاص بلا رادع للصوص بلا عمل جاد... ربما هنا العدل والمساواة بين الأحياء والأموات في التنكيل بهم جميعاً ليس من اللصوص فقط بل بصمت الأمن والقوات المسلحة فمن حسن حظ الأموات انهم نجوا من الزج بهم في السجون لأنهم أموات..

رامي فريد سائق توك توك من أبو قرقاص سائق توك توك أوقفه اثنان من الجماعات الإسلامية أحمد محمد وباسم أبو سنية وطلبوا منه توصيلهم لمكان مهجور رفض وتحت تهديد المطاوي أوصلهم فإذ بهم يربطون يديه وقدميه بعد عدد من الطعنات وإلقاءه في النيل وبمعجزة خرج حياً وذهب لعمل محضر بأسماء المجرمين فرفض الأمن عمل محضر ورفض تدوين أسماء المعتدين مما يعطي للجميع إشارة برضاء الأجهزة الأمنية لعمل بلطجية ومجرمين... خاصة إذا كان الضحية مسيحي

مدرسة إخوان بطرس الإعدادية ملك لمطرانية الأقباط الأرثوذكس بالبلينا وقد أخذتها مديرية التربية والتعليم بسوهاج بعقد إيجاد منذ عدة سنوات ماضية، ولكن قامت المطرانية بعمل دعوة قضائية لإسترداد المدرسة وجاء حكم المحكمة لصالح المطرانية بإستردادها من مديرية التربية والتعليم، إلا أن هذا الحكم آثار غضب سلفيي البلينا وقاموا بتوزيع منشورات دعوا خلالها لحشد جميع القوى الإسلامية لإيقاف تنفيذ حُكم المحكمة ومنع تسليم المدرسة للمطرانية، مشيرين أنهم سيتمسكوا بهذا حتى لو استدعى الأمر للعنف وقتل الأقباط.

إلى متى تضيع الحقوق وتهدر الكرامات وتسحق النفوس وتُهتك الأعراض وتنموا الكراهية والتحريض.

إنها رسالة مُرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الأمن ان كان هناك جهاز امن اساسا.

إنها رسالة لكل مصرى مخلص.. يتمنى وطنا اجمل.. ودولة قوامها العدالة والاحترام.

كنت أتمنى أن أكون مخطئاً ولكن بعد هذه الأدلة هل نصمت ؟.. أم نقول للجميع اتقوا شر الحليم...

ولاتراهنوا على الصمت كثيرا فمصر قبل 25 يناير يجب ان تكون مختلفة.. لصالح كل المصريين.. بغض النظر عن معقداتهم

[email protected]