نجحت ثورة شباب مصر الواعي في إزاحة نظام شمولي مستبد حكم مصر بالحديد والنار سَّخر كل التيارات السياسية والدينية لخدمته فخصى الحياة السياسية في مصر وتعاون مع الجماعات الدينية مستخدماً معها أسلوب (العصا والجزرة) مقدمها فزاعات للعالم الغربي كما صنع تيارات دينية تُسبِّح بإسمه وتطالب بعدم الخروج على الحاكم من منطق ديني بحت مستخدمها عند الحاجة إليها.

من العجيب أن تلك التيارات الدينية المختلفة تحاول الظهور على عكس جوهرها مرتدية ثياب الوطنية مستخدمة كلمات ديموقراطية تلك الكلمة التي أقل وصف لها في أدبياتهم أنها كفر وذندقة.

ومن الأعجب في الحياة السياسية بمصر السباق بين معظم الأحزاب لنيل رضى الجماعات الدينية وأصبح مكتب المرشد العام كعبة ليس لرؤساء الأحزاب فقط بل لنواب رؤساء من دول الجوار، ولكن من عجب العجاب التسابق الجم بين كل الحركات للترشح للرئاسة فقد وصل عدد المرشحين إلى أكثر من عشرين مرشحاً منهم الأخواني والقومي والسلفي والجهادي واليساري والليبرالي والفلولي... الكل يختلف في أيديولوجياته ولكنهم يتفقون في شىء واحد ألا وهو حكم مصر..

الشئ المحزن ليس في الشخصيات المرشحة للرئاسة فقط بل في عدم تقديرهم لمصر ومكانتها فمصر تحتاج في هذه الفترة رجل مثل أتاتورك قادر له شخصية قادرة على تطهير مصر من أيديولوجيات التأخر ويستطيع لم شمل كل المصريين تحت هدف قومي جمعي يتحالف الجميع لأجله، مصر تحتاج لرئيس قادر على ربطها بدول الحضارة الغربية لتدخل عصر الحضارة وتنافس الدول الأخرى، مصر تحتاج إلى رئيس متطور تقاس كفاءته بمدى نضوج فكره ووضوح رؤيته ليس بمدى طول لحيته وعمق علامة الصلاة على جبهته، مصر تحتاج إلى رئيس متحضر يعيش المستقبل ولا يسجنها بقرون مضت للوراء.

أخيراً: إن نظرة لعدد المرشحين يصيبني بحالة من الحزن ليس لشخصهم وإنما لمصر في أذهانهم وهنا أجد أن أفضل قول الشاعرالعربي عن حال مصر والمرشحين للرئاسة (هزلت حتى سامها كل مفلس).

كان الله في عون مصر وشعب مصر الطيب.

[email protected]