فاز الفنان السوري علي فرزات (مواليد 1951) بعدد من الجوائز الدولية والعربية، وحصل على ترخيص بإصدار جريدة quot;الدومريquot; في عام 2001 وكان ذلك أول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963، وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها مع طبع 60 ألف نسخة، إلا أنه نتيجة بعض المشاكل مع السلطات توقفت الجريدة عن الصدور بعد أن تم سحب الترخيص منه في عام 2003. فنان الكاريكاتور العالمي علي فرزات، أحد أهم أعمدة الفن السوري، عند عودته من مكتبه في 5 صباحا وعندما وصل الى ساحة الامويين، قطعت عليه الطريق سيارة فيها 5 اشخاص، اوقفوه واخذوا يضربونه في سيارته ويقولونquot; له حتى تتعلم كيف تتطاول على اسيادكquot;.. وكلام بذيء ثم سحبوه من السيارة أمام أعين الشرطة الذين خافوا أن يتدخلوا ووضعوه في سيارتهم، واكملوا الضرب تقصدوا كسر اصابعه، وضربوه بعنف على وجهه، وصدره، ثم رموه مدمى على طريق المطار.
كنت في بداية الثورات العربية قد اختلفت كغيري من المعارضين مع علي فرزات حول تقييمه لعمل قسم من المعارضة السورية، علي فرزات كان نقديا متشددا تجاه المعارضة السورية بشكل لا يقبل الشك، وهذا ما كانت احترمه عليه جدا، ولو اختلفنا في الموقف، علي فرزات الذي كان يمكن أن يمتلك ثروة لو أراد ان يقف متفرجا أو مع العصابة الحاكمة أو على الأقل كان قد حصل على سيارة من القصر الجمهوري بمهمة خاصة كما كثير من فناني سورية المرتزقة..
انامل علي فرزات التي يرسم فيها الكاريكاتور، كحنجرة ابراهيم قاشوش.. ستبقى اناملك رصيدا سوريا.
quot;رسومات الكاريكاتير اليومية التي ينشرها علي فرزات على موقعه والتي يتابعها جمهور عريض، بالكثير من الجرأة والقوة، وقد تناول فيها شخصية بشار الأسد، وهذا ما لم يفعله أي رسام داخل سوريا. وكان آخر ما كتبه علي فرزات على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك quot;في عام 63 استلم النظام سوريا بخريطتها آنذاك، افتتحها مكتبا عقاريا، الجولان أصبحت مسرحا كوميديا للعراضات والدبكة التحريرية، القنيطرة أصبحت مركزا عالميا للسياحة الأثرية والتسول، وتبخرت إسكندرون وإنطاكية من على الخريطة، أيها المنحبكجية يرجى الإطلاع على الخريطتين القديمة والحديثة، ونحن بانتظار فبركة الردquot;.قال الكاتب خطيب بدلة إن quot;علي فرزات من أكبر المعادين للدكتاتورية، ومن المؤكد أن هؤلاء الذين اعتدوا عليه لم يقرؤوا كلام عبد الرحمن الكواكبي حيث قال إن الدكتاتوريات تعتمد في وجودها واستمرارها على الرعاعquot;. وأكد الصديق الكاتب والناشط السياسي حازم نهار أيضا أن quot;ما حصل مع علي فرزات وغيره يوحي بأن النظام قد فقد الأسس المعروفة لأي نظام سياسي وهي الأخلاق والعمومية والصفة السياسية، إن ما يمارسه النظام يوحي بأنه فقد القدرة على ممارسة السياسة وتحول إلى مجرد بلطجيquot;.- الجزيرة.نت وكما صديقي حازمquot; إن شعار النظام في هذه المرحلة هو quot;من يغني سنستأصل حنجرته، ومن يرسم سوف نقطع أصابعه، ومن يفكر سنعتقله، ولا وجود إلا للصامتين والمنافقين والأبواق التي تسبح بحمدهquot;.
إن هذه الجريمة بحق رمز من رموز سورية يجب ألا تمر هكذا خصوصا بدت تعلو أصوات من أبواق النظام، ومخبريه سواء منهم المتطوعين أم المجبرين على أن يكونوا أبواقا بالحديث عن أنه يجب ألا تتحول قضية علي فرزات إلى قضية دولية. إن هذا القول لأبواق السلطة يؤكد عمق الوعي المجرم الذي يقف خلف هكذا ممارسات، ويعرف أن ما يقوم به أسيادهم هي جرائم ضد الانسانية، لأن علي فرزات بفنه ملك لهذه الانسانية، فعر على هذه الانسانية أن تترك جرائم هذا العصابة بحق شعبنا دون أن تحاكم.
ومن المؤكد من أن الجريمة هي جريمة سواء كانت ضد مواطن عادي أم رسام عالمي ولكن كي يعرف العالم أن هذه العصابة لا تفرق بين مواطن وبين مثقف وبين رسام أبدا فهي على استعداد للقتل اليومي.. ليس لأن مصالحها تقتضي ذلك بل لأنها تشربت ثقافة تحتضن هذا الاجرام تحت مسميات شتى..
علي فرزات قلبنا معك.
- آخر تحديث :
التعليقات