فشلت الأديان جميعا في التصدي لمشاعر التمييز العنصري وماترتب عليها من جرائم ضد الإنسانية، وقد تخلفت في هذا الجانب عن العقل ومباديء القيم الأخلاقية، وتعارضت مع عدالة الله ومساواته بين البشر جميعا.

لم تفشل الديانات الكبرى اليهودية والمسيحية والاسلام في محاربة التمييز العنصري فحسب، بل إنتشر بين صفوف أتباعها وامام انظارها حيث كانت تشيع العبودية والرق والجواري، ومارست جميعها التمييز ضد المرأة ولم تنصفها لغاية اللحظة الراهنة، على سبيل المثال : في ذروة التحضر والعقلانية وتكريس حقوق الإنسان.. نجد ان في الدول الغربية المسيحية لم تأخذ المرأة فرصتها الكافية في تسلم المناصب العليا في الدولة كمنصب رئيس الوزراء ورئيس الدولة إلا مرات قليلة جدا لاتتناسب مع نسبة إحتكار الرجل لها.

وفي جميع الأديان نمت وتصاعدت مشاعر التعصب الديني ضد الآخر المغاير لها في الدين، ثم تطورت الى مشاعر تعصب طائفي من قبل أفرادها ضد بعضهم البعض وصلت الى درجة الحروب وسفك الدماء داخل الدين الواحد.

لايزال في كتب الفقه الإسلامي توجد فيها أحكام : الرق والعبيد والجواري، تدرس على طلبة العلوم الدينية بإعتبار ان هذا النوع من التمييز العنصري مباح شرعا ويتم التعامل معه من دون الشعور بالخجل وتأنيب الضمير، ومن يذهب الى زيارة بيوت رجال الدين البارزين من السنة والشيعة سيجد في بيوتهم الخدم والخادمات، ولعل إنتشار ظاهرة الخدم حاليا في الدول الإسلامية وعدم محاربتها من قبل رجال الدين، يكشف عن خلل أخلاقي خطير في فهم الدين لكرامة الإنسان والمساواة والعدالة الإلهية.

حتى وصايا وأحكام عتق رقبة الجارية والعبد... كانت تجري كما لو انها منّة وتفضل وجميل من السيد نحو العبد وليست حقا أصيلا للإنسان في التمتع بالكرامة والحرية.

كانت ومازالت مشكلة الأديان تكمن في عدم إخضاع مفاهيمها وأحكامها لمعايير العقل ومبدأ عدالة الله.

[email protected]