يبذل نظام ولاية الفقيه جهودا إستثنائية جبارة من أجل حجب الحقائق او تزييفها او تحريفها لکي يضمن تحقيق الاهداف المشبوهة و الخبيثة التي يهدف إليها و التي تأکد للجميع أنها کانت و مازالت على حساب الحق و المصلحة العربية.

نظام ولاية الفقيه، و طوال ثلاثة عقود سوداء من عمره، أثقل أقطار الوطن العربي بشکل خاص، و دول المنطقة و العالم، بشکل عام، بالعديد من المشاکل و الازمات المتباينة، ولو ألقينا نظرة متفحصة على مسألة الارهاب و إقترانه للأسف الشديد بديننا الحنيف الذي هو قطعا براء منه، لوجدنا أن هذا الاقتران قد حدث منذ مجئ نظام ولاية الفقيه الاستبدادي الى دست الحکم في إيران و سعيه لبسط نفوذه السياسي و العقائدي على العالم الاسلامي بصورة عامة و الوطن العربي بصورة خاصة على حساب العرب، وبقدر مافرحت الامة العربية بسقوط نظام الشاه، فإن الايام أثبتت و بشکل جلي أن نظام الملالي قد حمل في ثناياه الکثير من المشاکل و الازمات العويصة للعرب و المسلمين و أثقل کاهلهم بأمور کانوا في غنى عنها، بل وان الامر قد وصل الى حد تهديد الامن الاجتماعي للأمة العربية و السعي لزعزعة الامن القومي العربي من خلال مختلف المؤامرات و الدسائس و الفتن التي بثها و يبثها في هذا القطر العربي او ذاك من أجل تحقيق أهدافه على حساب أمن و استقرار و مصلحة العرب.

نظام ولاية الفقيه الذي يحاول من خلال دفاعه المستميت عن انظمة استبدادية في المنطقة الحيلولة دون وصول نسائم ربيع الثورة الى إيران، يخطط من أجل عملية إعادة خلط الاوراق و تغيير في شکل بعض المسائل و القضايا و تحريفها او قلبها، ومن نافلة القول انه يسعى حثيثا لزرع حالة من البلبلة و عدم الثقة و الشك في إنتفاضة الشعوب العربية من أجل حريتها و حقوقها الاساسية، وهو ولأجل تحقيقه لهکذا أهداف مشؤومة و خبيثة، يريد بث روح الفرقة و الاختلاف بين مختلف شرائح و فصائل الامة العربية من المحيط الى الخليج، فهو يريدنا أن نشكك في ثوار الشام مثلا، لکنه يطلب منا في نفس الوقت الوقوف مع حالة الفتنة و الاختلاف المشبوهة التي بثها داخل شعب البحرين بزعم أنها ثورة ضد الحکم القائم، وقد أثبتت الاحداث و الحقائق کلها مدى تورط النظام الايراني في المشاکل المفتعلة بالبحرين و التي من الممکن أن نسميها(تصيد في المياه العکرة) او(کلمة حق يراد بها باطل)، کما أن ماقام به من جهد مشبوه بإفتعال قضية تجسس کاذبة و مزيفة ضدنا في سبيل إسکات صوتنا و إنهاء دورنا المقارع ضده، يأتي أيضا بنفس السياق و من دون أدنى إختلاف، لکن المؤامرات و الدسائس و الفتن و الخطط الخبيثة في الاقبية و الدهاليز، ليس بإمکانها أبدا حجب الحقائق او تزييفها او تحريفها، وان ديننا الحنيف قد علمنا دائما و ابدا أن الحق يعلو و لايعلى عليه، وانه إذا ماکان للباطل جولة فإن للحق دولة، وان الايام دول وإيران نفسها حبلى بالکثير و الکثير من المفاجئات الکبيرة التي ستقلب حتما و بعون الله سبحانه و تعالى الطاولة على رؤوس ملالي قم و طهران، انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا، أليس الصبح بقريب.
*رئيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان.