كثيرة هي المحاولات النبيلة التي يبذلها العراق لتطوير علاقاته مع الكويت وعلى كافة المستويات رغبة منه لطي صفحة الماضي القريب بكل ما فيها من مآسي والتأسيس لعلاقا ت مستقبلية مستقرة قاعدتها الأساس خصوصية العلاقةالعراقية الكويتية حيث الوشائج التأريخية التي لا يمكن أن تُنسى أو يٌفرط بها،إلا إن هذه المحاولات غالبآ ما تقابل بردود وأفعال عدائية تترجمها الكويت على الأرضمن خلال سلسلة من التعديات المتواصلة والإنتهاكات المستمرة،، أهمها القضم المبرمج والممنهج لأراضي العراق ومياهه الأقليمية الى سعي الكويت الدؤوب لأبقاء العقوبات المفروضة على العراق منذ دخول القوات العراقية الى مدينة الكويت عام 1990،، عدا عن التحرشات المستمرة بصيادي العراق والإعتداء عليهم وإهانتهم بصورة متكررة، علاوة على المطالبة بديون وهمية أصلها هبات كانت تُغدَق على النظام العراقي السابق، ناهيك عن مايتردد في وسائل الاعلام العراقيةعن محاولات كويتية لضرب الاقتصاد العراقي وبطرق مختلفة مرة عن طريق المضاربة بعملته وإهانة قيمتها في السوق وأخرى إغراق الأسواق العراقية بمنتجات مُعادة التصدير من دول شرق أسيوية، وصولآ الى آخر الأفعال الإستفزازية وأخطرها وهو ميناء مبارك الكبيرالذي تنوي الكويت البدأ بإنشاءه على جزيرة بوبيان وما الإصرار الكويتي على بناء هذا الميناء أو مجرد التلويح ببنائه وفي هذه المنطقة الحيوية التي تمثل عصب الحياة بالنسبة للعراق إلا محاولة للي ذراع العراق والضغط عليه وإعتقادآ بأنه سوف يأتي صاغرآ ليعترف بحدود وهمية فرضت عليه نتيجة لأوضاع وتغيرات دولية كانت غاية في التعقيد حيث العراق أول ضحاياها.

إن المباشرة بإقامة ميناء مبارك وفي تلك المنطقة المتنازع عليها هي خطوة إستفزازية لميحسب الأخوة في الكويت النتائج السلبية التي سوف تترتب عليها أقليميآ ولا مستوى رد الفعل الشعبي العراقي والذي بدأ يتبلورشيئآ فشيئآ بإتجاه التصعيد مطالبآ بالردع لٍلَجم هذا الكم الهائل من الإستفزازات الكويتية التي ما إنفكت تراهن على المشاكل والصعوبات التي يعاني منها العراق لتنفيذ المآرب وتحقيق الأطماع وهيبالتأكيد مراهنة خاسرة بكل المقاييس فهذا الشعب جرب شظف العيش وتعود على الحروبوالأزمات وتكيف معها، ونعتقد جازمين بإن بعض المشاكل التي لا يزال يعاني منهاالعراق وخاصة في ملفه الأمني هو حالة يمكن أن توظف وَيُستفاد منها، ففصائله المسلحة التي عجزت الحكومة العراقية والإحتلال الأمريكي بكل جبروته من القضاءعليها حيث خارت قواه وإستنزفت موارده نتيجة لضربات هذه الفصائل التي أخذت علىعاتقها الآن مسؤولية رد التجاوزات على أراضي العراق ومياهه الإقليمية وهي بذلك تكون قد رفعت حالة العجز والتقاعس والحَرج والتشرذم التي يعاني منها النظام الرسمي العراقي المكبل بقيود الإلتزامات الدولية والتوازنات الداخلية والتي فرضت عليه نوعآ من الشلل في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية التي يتعرض لها العراق، وهذه المجاميع أو الفصائل المسلحة قادرة وبكل سهولة على إستنزاف إقتصاد الكويت ورفاهية الشعب هناك وجعل ثمن بناء ميناء مبارك باهض الكلفة بشكل لا يصدقه أحد

وليعلم الأخوة في الكويت إن الإعتراف الواضح والشجاع بنقطة الحدود المفترضة في المطلاع هي السبيل الوحيد لبناء علاقة متوازنة مع العراق تقوم على أساسا لإحترام المتبادل والمصالح والتأريخ المشترك وإنهاء حالة التوتر الى الأبد، وخطوةكهذه سوف تهدأ كثيرآ من المطالبات العراقية التأريخية بعائدية الكويت كلها للعراق، أما محاولات إستغلال مشاكل العراق لتحقيق بعض المكاسب الآنية على المدى القريب عن طريق ممارسة الضغوط وخلط الأوراق والقفز على الحقائق فهي سياسة قصيرة نظر سوف تكون لها نتائج عكسية وخيمة على المدى البعيد فكبوة العراق لا يمكن أن تكون عاهة مستديمة عندها سوف لا ينفع ندم.

[email protected]