العنوان مؤلم ولكنه واقعي فهو يجسد حالة الأقباط بمصر بعد أن شاركوا في الثورة وقدموا شهداء شباب وشابات بل كانوا بداية للثورة حينما صرح الأنبا يوأنس في صلاة التجنيز على شهداء كنيسة القديسين بالإسكندرية الذين تطايرت أشلائهم بيد نظام فاسد وقال (نشكر السيد رئيس الجمهورية...) فخرجت أصوات الأقباط صارخة لا لا لا... لا شكر من الذبيحة لناحرها.. لا شكر لنظام قاتل سفاح.. لا شكر لنظام أدمن الموازنات.. ولكن الطامة الكبرى بعد الثورة التي صهرت الشعب في بوتقة واحدة فقد خرجت خفافيش الظلام المدعومة مادياً من دول الجوار لتحطم انتصارات الثورة وتطفئ مشاعلها واحدة تلو الأخرى مرة بهدم كنيسة في أطفيح لعدة أيام بلا رادع وسط قوات جيش وشرطة!! وتارة أخرى بقطع أذن قبطي في قنا!! وتارة أخرى بإلقاء قبطي من الدور الرابع ليلقي حتفه.. وتارة أخرى بتهديد كنيسة في عين شمس!! وتارات بخطف الفتيات القصر!! لتضرب أفراح وآمال المصريين جميعاً في بلد يسوده العدل والرحمة بلد يسعى للتقدم... ليؤخروا مصر قروناً عديدة مضت، وهم مُعَضدْون بأيديولوجية من دول بدوية... فقرأنا وشاهدنا أساليب غوغائية بدائية مثل قطع يد سارق متهم بسرقة توك توك وقد ثبت أنه مظلوم وقطع أرجل آخر في مجازر بشرية لا نراها إلا في دول الجوار، ربما سيكون هناك ميدان للذبح والنحر خاصة مع الصمت العجيب للمجلس العسكري الذي قام مشكوراً بإصلاح وبناء الكنائس المحترقة والمهدمة بواسطة أصحاب أيديولوجيات أهل الكهف (أصحاب قرون مضت) بلا وقفة رادعة ضد الساعين لخراب مصر.

وقرأنا خبر مشين كتبه نادر شكري:

استغاثة من أحد القمامصة بأسوان إلى المجلس العسكري لحمايتهم.

صرح القمص صليب كاهن كنيسة مارجرجس بقرية quot;بالمرينابquot; إن الكنيسة قامت بالإتصال بالحاكم العسكري لمدينة أسوان بعد تفاقم أزمة كنيسة المريناب التابعة لمركز إدفو بقيام متشددين صباح اليوم بغلق مداخل ومخارج القرية ومنع الأقباط الخروج لأعمالهم أو الذهاب لأراضيهم الزراعية وفرض حالة من الحصار حول منازلهم واستمرار التهديد والوعيد لهم بالإنتقام والتهديد بهدم الكنيسة يوم الجمعة المقبلة مع زيادة الشحن الطائفي وتحريض القرى المجاورة ضد أقباط القرية.

وطالب القمص صليب سرعة تدخل القوات المسلحة لإنهاء الأزمة قبل تفجرها بما يؤدي لعواقب وخيمة تهدد وحدة وسلامة المدينة ومنع تكرار أزمة كنيسة quot;أطفيحquot; في ظل حصار القرية من المتشددين ووصل الحد لمنع دخول المواد الغذائية بالقرية تخوفاً من إندلاع أعمال عنف ضدهم في ظل عدم تحرك قوات الشرطة عن إتخاذ الإجراءات الحاسمة لإنهاء الأزمة.

نناشد المجلس العسكري بسرعة التدخل لإنهاء الأزمة ومحاسبة المحرضين ووأد الطائفية...

والآن بعد أن ثبت للكل عدم قدرة المجلس العسكري على حماية أرواح الأقباط وكنائسهم بعد أن ثبت للجميع قدرة الجماعات الإرهابية.. هل من حق الأقباط طلب حماية لهم من دول الجوار؟.. خاصة بعد توحش الجماعات الإرهابية وسعيها لخراب مصر.. تُرى هل سيُتهم الأقباط بالخيانة؟.. ونترك الجاني يسعى في الأرض فساداً ليحطم مصر وآمال المصريين أم سيكون لقواتنا المسلحة دور رادع ضد من تسول له نفسه العمل ضد مصر والساعين لتأخر مصر وتخلفها؟..

أخيراً: بالطبع يسعى الأقباط لجني ثمار ثورة شاركوا فيها منذ بدايتها لنهايتها!!!

ربما أوجد العلم علاجاً لمعظم الشرور، ولكنه لم يجد بعد علاجاً لأسوأ تلك الشرور ألا وهي اللامبالاة وفقدان الحس عند الإنسان quot; هيلين كيلر

[email protected]