أتابع وكما كل إنسان يهتم بشؤون العالم العربي ويحمل همومه ويتمنى رؤيته في مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة من أجل حماية مستقبل الإنسان العربي وحقه في الحياة بحرية وكرامة وإستقرار أمني وإقتصادي.. لهذا السبب أتابع ما يحدث من قمع وسلب للحريات وإستبداد من قبل الحكام للمواطن العربي في المنطقة العربية.. وأتابع بنفس الإهتمام ردود الفعل الغربية على صرخات الكرامة الصادرة ولماذا تستنكر بعض الدول الغربية هذه الإنتفاضات..

الخبر الذي نشرته إيلاف بالأمس بأن الإستثمارات الروسية المقدرة بمليارات الدولات مهددة بهذه الإنتفاضات كان الجواب الكافي ليؤكد لي بأن المصالح الإقتصادية تعلو أي شكل من أشكال السياسة الأخلاقية في علاقات الدول. ولكن أهم ما لفت نظري هو شراء سوريا لأسلحة بما يفوق 4 مليارات دولار.. تتضمن الصفقة طائرات مقاتلة وصواريخ قصيرة المدى وأنظمة دفاعية وأسلحة مضادة للطائرات.. السؤال الذي يتردد في ذهني هو إذا كان الأمن الإسرائيلي من الأمن السوري كما جاء في تصريح أمين مخلوف قبل شهرين.. فلماذا كانت سوريا تقتطع من قوت مواطنها لتشتري هذه الأسلحة المدمرة؟

وهو ما يوضح رفض روسيا للدعوات الدولية لفرض عقوبات إقتصادية.. عالم مصالح إقتصادية بحتة بين دولة بائعة لم يخجل أحد موظفيها من تشبيه ما يحصل اليوم بما حصل في إضطرابات عام 1980 والتي سحقها النظام آنذاك.. غير عابء بعدد الضحايا الذين فاقوا 25000 بين قتيل وجريح.. المهم البيع سواء لمعداته أو لأسلحته المهم لديه حماية وظائف مواطنيه.. ونظام يسعى لحماية نفسه ونفسه فقط حتى لو كانت على حساب قوت ودم المواطنين.. المهم الإنتصار في المعركة السياسية والبقاء في السلطة..

ليس من مصلحة أي من الدول الغربية التدخل عسكريا في سوريا.. سواء لدعم الإنتفاضة الشعبية وقلب النظام.. أو لدعم النظام ذانه.. لسببيين رئيسيين.. أن سوريا لا تملك أي من الموارد الإستراتيجية لا النفط ولا المياه.. ولأن الدول الغربية مقبله على مرحلة إقتصادية جديدة.. بالغة القساوه ولا أحد يعرف او يستطيع التنبؤ بمدتها الزمنية.. وبالتالي تبقى مهمة التخلص من النظام مهمة الشعب الأعزل نفسه.. وأقصى ما تستطيعه هذه الدول هو ما توصلت إليه الجمعة في الأمم المتحدة من قرار موحد يقضي بحظر إستيراد النفط السوري.. والذي تأمل الدول الغربية من خلاله الحد من قدرة النظام الأسدي على تمويل حملته العسكرية العنيفه ضد المتظاهرين.. وهو الأمل اليسير الذي لن تمنحنا إياه الدولة الإيرانية لأن سقوطة سيهدد نظامها.. وهيمنتها الإقليمية..

وتستمر دوامة العنف من نظام يرفض حقوق شعبه.. ويستمر سقوط الضحايا بأسلحة روسيا وعجز الجامعة العربية عن الإقرار بحقوق الشعوب العربية وتمثيلها تمثيل يخدم مصلحة الشعوب لا الطغاة.. لأنهم هم من يدفعوا فاتورة حساباتها.. من دم شعوبهم التي سئمت من الركوع لغير الله..

- باحثة وناشطة في حقوق الإنسان