المعارضات السورية حاولت منذ ستة اشهر وحتى تاريخه الاتفاق على تشكيل هيئة او مجلس في الخارج يمثل كل السوريين.النتيجة: فشل ذريع.

الاسباب متعددة ولكن الخلاف هو بسبب الكراسي والايدولوجيات التي ذهبت الى مزبلة التاريخ. هذه الفترة الطويلة وكثرة المؤتمرات اوصلت المعارضات الى مزيد من الخلافات وبالتالي الى الاستقطاب الذي كان موجوداً في السابق ولكن بدأ يطفو على السطح الآن.

الاستقطابات الرئيسية حالياً هي: اصحاب مؤتمر الدوحة بزعامة quot;الاخوان المسلمينquot; ويعتبر امتداداً لمؤتمرات انطاليا واستانبول. اصحاب مؤتمر القاهرة بزعامة السيد محي الدين اللاذقاني ويمثل التيار العروبي. تيار السيد برهان غليون والذي ظهر الليلة ــ 13 ايلول ــ على شاشة quot;العربيةquot; واعلن من خلالها عزمه على الانطلاق يوم غد بالمبادرة لتشكيل هيئة لقيادة للمعارضة تمثل كل السوريين. هذا التيار يمثل العلمانيين والليبراليين كما يُعتقدْ.

لكل جماعة من هؤلاء جماعات عديدة ليس لها وزن كبير.

اما السيد هيثم المالح فقد ظهر انه ليس رجل المرحلة وليست لديه الحنكة والموقف السياسي بل يفتقر حتى الى المؤهلات والموهبة الشخصية من خلال ظهوره على الفضائيات بعد وصوله الى اوروبا.

في كل مؤتمر هناك مزهرية كردية على الطاولة لا تمثل الكرد، ويحملها افراد لا يمثلون الا انفسهم. حتى الآن لم يتم دعوة الاحزاب الكردية المعروفة لا سيما (مبادرة الاحزاب الوطنية الكردية في سوريا) والتي تتألف من 11 حزبا الى اي مؤتمر.

الشيء المؤسف والباعث على خيبة الامل هو عدم ظهور اي شخص او تيار يمتلك الشجاعة ويعلن على الملأ اهدافه ومبادئه ورؤيته لسوريا المستقبل والأهم طريقة التعامل مع المعارضات الاخرى!!.

الجميع يعمل خلف الابواب المغلقة وبسرية.

هذه هي الذهنية والعقلية الشرقية المتخلفة, اي العمل في الخفاء مترافقاً مع الدسائس والكيدية.

اجهزة مخابرات النظام في دمشق وجميع الدول الاخرى مطلعة على التفاصيل والحيثيات التي تدور بين المعارضين في كل مكان كما يعرف الجميع. الشعب السوري هو الغائب الوحيد الذي لا يعرف ماهية الطبخات التي تعد له خلف الابواب المغلقة وعلى طاولات الدول المضيفة والتي لكل منها اجندتها الخاصة بها.

اذا ارادت المعارضات ان تستحوذ على الثقة والمصداقية عليها الدخول في مناقشات وحوارات مباشرة على الفضائيات مرة او مرتين في الاسبوع وجهاً لوجه وامام الشعب السوري بحيث يتوضح من خلالها اسباب الخلافات وعدم الاتفاق ومعرفة مواقف كل شريحة او مجموعة او افراد. هذا وحده كفيل بإظهار الحقائق والتمكن من التفريق بين المخلص والمراوغ.

من سخرية القدر ان تعرف الدول وكل الغرباء ما يدور بين المعارضين في الغرف المغلقة ولكن الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم في الوطن لا يحق لهم معرفتها......
د. بنكي حاجو
طبيب كردي سوري