جريمة ارهابية دموية بكل المقايس جرت في منطقة النخيب المنسوبة الى محافظة الانبار وذلك عندما تم استهداف حافلة تنقل زوار من كربلاء متجهين الى سوريا وبعدها لاداء مناسك العمرة في الديار المقدسة، لاجدال او نقاش حول دنائة هذه الجريمة الاهابية لكن الحزم يجب ان يكون بحق بعض الذين عملوا على المتاجرة بارواح 22 برئيأ عراقيا تم استهدافهم وسلب حياتهم وانتهاك حرماتهم لتتم بعد ذلك محاولات طائفية مريضة لغرض المتاجرة بهذا الموضوع الخطير ومثل وسائل الاعلام هذه كانت quot; شرقية او غربية quot; بحاجة الى رد حازم وقوي للجمها والقضاء على جذورها المريضة.

ولوضع الامور في نصابها الصحيح لابد من الاشارة الى ان ثلاث شهداء من ضمن الضحايا هم في الاصل من أهالي الفلوجة ويعملون كحرس حدود مما يعني بالفعل ان دماء العراقيين اختلطت على هذه المرة دون تميز من قبل بهائم الموت الطائفية، كما لابد من الاشارة الى ان بعض مساجد وجوامع الانبار اقامت صلاة الغائب على ارواح الضحايا جميعا مع بروز مواقف صريحة واضحة من قبل شيوخ القبائل في الرمادي وهي تدين الجريمة وتتوعد الارهابين بالقصاص العادل. لذلك وبالعربي الفصيح لايمكن الذهاب الى quot; أن جميع السنة في الانبار مشتركين بهذه الجريمة لذبح بعض الشيعة quot; هذا منطق يجب ان يكون مرفوض وبشكل صريح وواضح، فمن ارتكب هذه الجريمة اراد ان يصل بها الى هذه الدائرة الطائفية المريضة لذلك أبسط واجبات الانسانية والوطنية العراقية ان يتم التصدي المشترك لمثل هذه الجرائم الطائفية واهدافها المريضة الصارخة.

الجانب الاخر الذي لعب عليه الاعلام الطائفي من ماركة quot; مدفوع الثمن quot; هو رد الفعل الامني والقاء القبض على بعض المتهمين بهذه الجريمة الارهابية، فصورت الامور وكأنه استهداف لمحافظة الانبار، وهذا في حد ذاته تناقض مضحك لان المجرمين بالتاكيد من محافظة الانبار وان القاء القبض عليهم لايحتاج الى جمع تواقيع من ابناء المحافظة او استعطاف بعض الشيوخ! كما يجب تعطيل الحساسية الطائفية عند البعض وعدم التحسس لمجرد ان هذه القوة الامنية جاءت من محافظة كربلاء او من غيرها من المدن العراقية لالقاء القبض على بهائم مازالت دماء الابرياء تتقاطرمن وجوههم الصفراء واياديهم القذرة المهم ان هذه القوة حققت نتائج جيدة بالقاء القبض على هذه البهائم والاهم ان هذه القوة تحركت بامر مركزي من بغداد بل والاكثر الاهمية ان ابناء الاجهزة الامنية في الرمادي هم من شارك في دعم ومساعدة هذه القوة، وهذا وحده يسحب البساط باكمله من تحت الاقدام الصفراء ومعها القنوات الفضائية الصفراء.

بقي موضوع يجب ان تحين فرصة نقاشه وارجاعه الى نصابه الحقيقي، وهذا الموضوع يختصر موضوع منطقة النخيب ومابعدها فلقد تم ومنذ تأسيس الدولة العراقية وخاصة في عقدي الثمانينات والتسعينات وحتى يومنا هذا تم تضخم هائل وغير منطقي في مساحة محافظة الانبار على حساب محافظة كربلاء المقدسة، والسبب يعود الى السياسات الطائفية التي انتهجها الصنم الساقط. لذلك هذه الحقيقة الكبرى يجب ان ترى النور وان تعود الامور الى نصابها الحقيقي بعيدا عن العنتريات الفارغة وبعيدا عن المزايدات السياسية البائسة. فهذا حق تم التلاعب به لاغراض طائفية وتم بتره بشكل علني وصريح وطالما الدستور العراقي قد أشار الى مثل هذه التجاوزات وتثبت قواعد ارجاعها الى نصابها الصحيح، اعتقد اصبح من الضرورة القصوى ان يتم فتح الملف والابتعاد عن طريقة عمل النعامة والرمل، ومن الواضح ان سبب فقدان هذه القنوات الفضائية الصفراء لتوازنها في هذه الجريمة النكره يعود الى استذكار البعض لموضوع النخيب المنسوب الى الانبار دون وجه حق قانوني او دستوري. لذلك فموضوع جريمة النخيب يحمل اكثر معه اكثر من حقيقة واكبر من مجرد جريمة او مجرد رد فعل اعلامي متهور. فالنخيب هو الموضوع الذي حان وقته الان.

محمد الوادي
[email protected]