تسليط الضوء على quot;نظرية الحوارquot; قد يكون مفيدا، لأنه أصبح شائعا هذه الأيام بعدما أدركت القوى السياسية المهيمنة والمستحوذة على مجريات القرار السياسي وبإبعاد القوى الأخرى، بأن أية خطوة نحو استقرار سياسي خالي من التجاذبات والصراعات تتم بعد الاستماع وتنفيذ مطالب الآخرين عبر الجلوس معهم ضمن المائدة المستديرة.

دون تحقيق الاستقرار السياسي لا يتحقق أية تحالفات وتوافقات حول أي مشروع تطويري في جوانب الحياة الاجتماعية لان اليوم جميع مرافق الحياة مرتبطة بالجانب السياسي.
حيث يتحقق جميع متطلبات الحوار بعد رسخ قناعة جادة بضرورة الاستماع إلى مخاوف الآخرين عبر خطوات وتغيرات تدل على إنه مضى في الاستمرار نحو إزالة المخاوف التي ولدت من صراعات الماضي.

لكن الاعتقاد السائد هو إن القوي دائما يستطيع إن يفرض لغة الحوار على الآخرين أما الضعيف إذا لجأ إلى الحوار فهذا يسمى الهروب من واقع الحال الذي رفض الاعتراف به أو عدم امتلاكه إستراتيجية واضحة المعالم تجاه المجريات السياسية حيث تكون هذه المعوقات سببا مباشرا في خسارة الكثير من المكتسبات السياسية.
من أهم مقومات الحوار هي إبداء النية الحسنة لتنفيذ مطالب الجهة المقابلة في سبيل إقناعه من اجل الجلوس حول المائدة حيث ولدت لديه رغبة الوصول إلى التوافق في بعض الأمور حتى و لو كانت صغيرة.

ومن مساوئ الحوار حيث يستخدمه بعض الأحزاب السياسية لإغفال المتقصد بالحوار من اجل تنفيذ أو إمرار بعض الأجندات المخفية أو تشويه سمعته من اجل تدمير قاعدته الجماهيرية..لكن قد يكون أفضل من اللقاءات التي تحدث خلف الأبواب المغلقة.

والحوار يكون مستحيلا عندما تكون الإطراف ذات عقائد وتصورات سياسية بعيدة عن البعض يعني ان يكون المطالب خارج مضمار الخارطة السياسية الموحدة ويكون في الحالة تضييعا للوقت والهروب من الحقيقة وبالتالي فأن المشهد السياسي يتضرر يوما بعد يوم كما الذي يحدث في العراق.

رغم كل شيء فأن الحوار ثقافة وفن متكامل فمن لا يجدها لا يمكنه إلى الوصول على تحقيق مطالبه ويصعب تحديد نظرته للإحداث.