لعلي اكتشفت شيئا، لست اعلم ان كان متأخرا ام متقدما، لكنه اكتشاف شخصي، بأن شعوبنا العربية كانت وما تزال وثنية، اما الإسلام فليس اكثر من وظيفة.
قبل قريش وبعد قريش الأمر سيان باستثناء بضع سنين. أركان الإسلام الخمسة كانت ذاتها ما عدا شهادتا التوحيد والنبوة. غير ذلك لم يختلف شيء عن قبل وبعد. بل كثيرا ما كان قبل افضل من بعد، وانسوا ما تقول اعمالنا السينمائية وبعض كتبنا، فتلك اعمال املتها ضرورة الوظيفة التي نشغلها، أي الاسلام.
حتى اليوم، منذ ذاك التاريخ، نحن من سيء الى اسوأ. ونقول هو الاسلام ونحن المسلمون. نحن مسلمون ليس بمعنى الايمان بل بمعنى المسمى الوظيفي الذي نشغله. فمن شاء المال والسلطان، عليه ان يعمل في تلك الوظيفة بل ويكون عتيقا فيها أيضا، أي صاحب خبرة طويلة في الاسلام.
الاسم: فلان
الوظيفة: مسلم
الديانة: وثني
هذا ما يجب ان تكون عليه هويتنا، أو هي كذلك بالفعل.
لا شيء مذهل قمنا به حتى اللحظة، ولا شيء من مبادئ الاسلام نعمل به حتى نقول بأنه ديننا الذي نلتزم بقوانينه وأخلاقياته. يقول الاسلام الدين المعاملة، ومعاملتنا اقبح ما يكون حتى لبعضنا ان كانوا ادنى في الوظيفة. اسلامنا يقول لا تسرق، ونصف اموالنا سارقة او مسروقة. هو يقول كن عادلا، والعدل ارتحل عنا واقسم شهود انهم رأوه بأعينهم يدفن نفسه حيا. الاسلام يقول لا تكذب، ونحن صادقون صادقون صادقون.
قوانين الاسلام متداخلة مع التفاصيل اليومية ما يجعله صلب الحياة. مع ذلك فأنت لا تكاد تراه. ولن تعرف ان كنت في بلد مسلم او هندوسي سوى من صوت أذان او رؤية مسجد هنا وهناك، حيث مقر الوظيفة.
يأتيك احدهم بلحية رثة او حسنة التشذيب، والتي هي لدى البعض علامة على المنصب في الوظيفة، عندما تنظر الى وجهه ترى غضب الله وكأن الرجل خلق غصبا عنه. لكن لا يهم، سيبقى له منصب رفيع في الوظيفة طالما شفعت له خبرة طويلة تؤكدها لحية غانمة وعلامة سجود على جبينه، وإن كانت يدوية الصنع.
في ثوراتنا، تظهر وثنيتنا عندما يقتل الحاكم بحجة محاربة اعداء الاسلام. أي اعداء وظيفته. والجماهير ترفع رايات الجهاد لمن تعتقد أنه يقتر عليها في عائدات الوظيفة.
عندما قال محمد عبده quot;لقد رأيت الاسلام في الغربquot;، ما أخطأ. واليوم لا اقول كما قال، بل اقول ان اسلامنا الذي كنا نقاتل من اجله، بتنا نتقاتل على غنائمه. قد يبقى الاسلام في الغرب او يرتحل كما ارتحل العدل من عندنا، لكن الوثنية ستبقى بيننا. وصنمنا الذي نعبده سيبقى هو ذاته: الريال او الدينار او الدولار. لأنه الغاية التي من اجلها، ومن أجلها فقط، شغلنا الوظيفة.
[email protected]