مازال المشهد الليبي يستحوذ على اهتمام وسائل الاعلام العالمية و مازالت التصريحات و الخطب المثيرة للقرف و الاشمئزاز للدکتاتور الليبي معمر القذافي تلفت أنظار الرأي العام العالمي، خصوصا حينما يتصرف القذافي وکأنquot;شيئا لم يکنquot;، ويخاطب أبناء الشعب الليبي الذين نضوا عن أنفسهم رداء الذل بألفاظ مقذعة و هابطة و يطالبهم بالتظاهر إنتصارا له و لنظريته العالمية الثالثة التيquot;وکما يتصور طاغية طرابلسquot;جعلت ليبيا دولةquot;عظمىquot;.

ثورة الشعب الليبي، و التي هزت الارض بقوة و زعزعتها تحت أقدام الحاکم الاوحد لليبيا، دفعت الاخير الى إطلاق خطب و تصريحات غريبة و فريدة من نوعها، بل ان دکتاتور طرابلسquot;وليس ليبيا لأن اقساما کبيرة خرجت من تحت سيطرتهquot;، هدد بتطهير ليبيا بيتا بيتا من کل المعارضين، ودعا الشعب للتظاهر و الثناء بحمده و منجزاته و ثورته quot;المعطاءquot;التي دفعت ليبيا الى مصاف الدول العظمى و جعلتها منافسة للدول الغربية بل و متفوقة عليهاquot;بشهادة الدکتاتور الليبي في خطبه الاخيرةquot;، وان القذافي الذي يحکم ليبيا منذ 42 عاما، لايريد أن يصدق ولن يصدق بأن الشعب الليبي قد أنتفض و ثار بوجهه، وهو مازال يعتبر بل و يؤمن بأن الثورة مفردة و کلمة خاصة به لوحده وانه علم شعب ليبيا و شعوب افريقيا و اسيا و امريکا اللاتينية بل وحتى اوربا، معنى الثورة و مفردات النضال و مقارعة الاستعمار، ومن هنا، فإنه من البديهي جدا ان لايصدق القذافي أبدا بأن هنالك أناس قد ثاروا ضده، وقطعا فإنه من الطبيعي و المنطقي جدا ان يؤمن دکتاتور ليبيا بعدم وجود شرائح شعبية في طول البلاد و عرضها ترفض النظام السياسي في البلاد و الذي قد تم وضعه اساسا على هدى و إرشاد من الکتاب الاخضر(النظرية العالمية الثالثة!)، ولأجل ذلك، فإن قائد الثورة و ملهمها و رمزها و مفکرها و فيلسوفها و نابغتها و عبقريها الاوحد، من حقه الکامل أن يرفض الايمان بأن هنالك ثمة أناس يثورون ضده، إذ ان من يعلم الثورة و يشرحها للآخرين، ليس بحاجة مطلقا لأي انسان يعيد على اسماعه نظرية الثورة، وليس هنالك في الافاق من إشارات او علامات تدل او توحي على أن الدکتاتور الليبي سوف ينصاع لصوت الحق و المنطق و يستسلم لإرادة الشعب و يذعن للأمر الواقع، خصوصا وانهquot;أي الدکتاتور القذافيquot;، مازال يهدد شعبه و يريد إبتزازه بمختلف الطرق و الوسائل و السبل، وعلى الرغم من ان العديد من وجوه النظام الليبي قد نأت بنفسها جانبا عن النظام القمعي الذي يرفس رفسات الذبيح و إنضمت للشعب الثائر، فإنquot;الاخquot;الطاغية معمر القذافي مازال يتصرف وکأن الامور ستعود بين عشية و ضحاها الى ماکانت عليها و ستتوقف عجلة الزمن و تلغى سنن التأريخ و تصم آذان کل الشعوب، ليعود ملك ملوك أفريقيا و قائد العالم الاوحد الى ممارسة أفکارهquot;وليس صلاحياتهquot;، ذلك أنه قائد للثورة ولايمتلك أي منصب...

بالله عليکم ألاتکفي هذه المسخرة؟ الى متى يبقى هذا الرجل يلقي خطبهquot;الموتورةquot;على العالم؟!