مثل عراقي دارج يقول: السيد اللي ما يشور ابو خرکهzwnj;، أي السيد(الذي يرجع نسبه للرسول الاکرمquot;صquot;)، الذي لاتظهر کراماته مجرد خرقة، هذا المثل الذي أطلقه العراقيون، يبتغي من أساسه إثبات او تجسيد الاقوال بالافعال، وکما جاء في القرآن الکريم في سورة الشعراء:(والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في کل واد يهيمون، وانهم يقولون مالايفعلون)، فإن الاقوال من دون أفعال، مسألة ممقوتة من المنظور القرآني أيضا، ولذلك، لم يجد النظام الايراني بدا من أن تقترن أقواله التي أطلقها و يطلقها بأفعال مميزة و واضحة على أرض الواقع، ولاسيما وانه إدعى و يدعي(ولاية أمره للأمة الاسلامية)، وانه يمثل(الاسلام المحمدي الاصيل)و(الصحيح) اما البقية فهو يوزعهم بينquot;اسلام أمريکيquot;اوquot;اسلام رجعيquot;اوquot;اسلام تقليديquot; و مسميات کثيرة أخرى هدفها النهائي هو إضفاء غشاوة على الاسلام و دفع الجميع للنظر و التفکير بإتجاهها، ومن هنا، فإن نظاما يزعم بأنquot;ولي أمر المسلمينquot;، يتواجد لديه، هو بأمس الحاجة الى دعامات لکي يستند عليها من أجل إثبات مزاعمه بهذا الخصوص، هذا إضافة الى أن النظام الايراني الديني الذي إعتمد مسألة تصديرquot;الثورةquot;، رکنا اساسيا و منحه أهمية قصوى من أجل جعل نظام ولاية الفقيه و حاکمية الولي الفقيه أمرا واقعا لامناص من الاقرار به، لم يکن بالامکان أبدا بقاء و استمرار هذا النظامquot;المرفوض سنيا و المختلف عليه شيعياquot;، لولا اللجوء الى مبدأ تصدير الثورة، الذي جابه و يجابه هو الاخر صعوبات جمة لکنه و لأسباب متباينة أهمها و أخطرها الضرب و اللعب على الوتر الطائفي نجح في أن يجد أکثر من موطئ قدم لهذا النظام في أکثر من دولة بالمنطقة، لکن الاعتماد على مبدأ تصدير الثورة لوحده، لم يکنquot;برأي النظامquot;کافيا من دون أن يکون ذلك متزامنا مع مظهر غير عادي من مظاهر القوة و الغطرسة، وقد أراد هذا النظام ليس ان يکون بمستوى قوة و غطرسة نظام الشاه وانما أصر على أن يتجاوزه و يمتلك من أسباب القوة و المنعة مايدفع الجميع للتحسب منه و خشيته، لذلك فقد عول على العمل من أجل إمتلاك اسلحة نووية و رصد مختلف إمکانياته و طاقته من أجل الوصول الى هذا الهدف، وقد استفاد النظام الديني المتطرف أيما استفادة من التجربة الاسرائيلية بهذا الخصوص، سيما وان تفرده بالسلاح النووي في المنطقة منحته و هيأت له الکثير من عوامل الامن و الاستقرار و السلام و البقاء بأمن و سلام في وسط لايرحب به، وقد لانبالغ فيما لو قارنا النظام الايراني بدولة اسرائيل(من ناحية رفض المنطقة له فقط وليس من النواحي الاخرى)، خصوصا من حيث اعتمادها المفرط على الاجهزة الامنية و تنصتها على دول المنطقة، و کذلك من حيث توظيف کل طاقاتها و إمکانياتها من أجل إکمال برنامجها النووي بالصورة التي رسمتها و حددتها مسبقا، ويقينا، أن النظام الايراني و على الرغم من ذلك الکم من الصخب و الضجيج الاعلامي و السياسي ضد اسرائيل، لکنه يدرك جليا بأن الدولة العبرية بذاتها من أسباب بقائه لحد هذا اليوم سالما معافيا في المنطقة، إذ انه ولولا سياسة التوازن و تضارب و تداخل المعادلات السياسية في المنطقة و العالم، مع بعضها، لما کان بوسع السلطة الدينية الشمولية في طهران ان تبقى واقفة على قدميها لحد هذا اليوم، وقطعا ان نظام ولاية الفقيه قد تمکن من توظيف الحالة الاسرائيلية و استخدامها بطريقة مثلى من أجل مصلحته الخاصة، ولسنا هنا نشير الى ثمة إتفاقيات ضمنية محددة بين نظام ولاية الفقيه و اسرائيل، لکننا نميل الى أن طهران و عندما تضيق بها الدنيا و الظروف، فإنها تلجأ لکل السبل المتاحة و المشروعة وغير المتاحة و المشروعة، من أجل ان تضع حدا لضائقتها و تفرج عن کربتها، بل وانquot;إجتراع کأس السمquot;، إثر قبول الخميني بقرار مجلس الامن الدولي المرقم 598، الخاص بوقف إطلاق النار بين إيران و العراق، خير نموذج بهذا السياق، رغم أن النظام الايراني و بنائا على مبدأquot;التقيةquot;و القاعدة الفقهية المثيرة للجدلquot;التزاحم الفقهيquot;، إستخدم کل مافي جعبته من طرق و وسائلquot;مشروعة او غير مشروعةquot;، في سبيل بلوغ أهدافه، وان لجوئه للخيار النووي و جعلهquot;عصا موسىquot;في مجابهته مع العالم، يوضح بجلاء أن رجال الدين المتطرفين في طهران لا يتورعون عن إرتکاب أي شئ في سبيل مصالحهم الخاصة و من أجل بقائهم فترة أطول في دست الحکم.