نشر في الإعلانم دعوة لحضور مؤتمر صحفي حول الوضع في سوريا للمطالبة بحماية دولية، هذا نصهاquot; تتشرف الهيئة العامة للثورة السورية بدعوتكم لحضور المؤتمر الصحفي الرسمي في نادي الصحافة الوطني بالعاصمة الأمريكية واشنطن والذي سيتم فيه القاء بيان حول الوضع في سوريا للمطالبة بحماية دولية للمدنيين وذلك من قبل المحامي البريطاني توبي كدمان الموكل من قبل الهيئة العامة للثورة السورية وكذلك المحامي مارتن مكماهون للحديث عن القضية المرفوعة من قبل الجالية السورية في أمريكا على النظام السوري. وذلك في تمام الساعة الواحدة الى الساعة الثانية من ظهر يوم الثلاثاء 27 سبتمبر بتوقيت الساحل الشرقي الامريكي. والذي سيعقب ايضا جلسة استماع في الكونغرس الامريكي حول القضية السورية يحضرها كل من: ممثل عن الهيئة العامة للثورة السورية، ممثل عن منظمة مجموعة العمل السوري للطوارئ، بالإضافة الى المحامي توبي كادمان. يرجى الحضور إلى القاعة التي تتسع ل 40 شخص قبل الموعد بساعة من اجل اتمام التجهيزات الصحفية، اي في تمام الساعة ال 12 ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي الامريكي.
سيتم توزيع البيان المقدم كاملا في هذا المؤتمر الصحفي، كما سيتم نشره على مواقع الانترنت لكل من: bull; الهيئة العامة للثورة السورية bull; مجموعة العمل السورية للطوارئ bull; إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي bull; جماعة الاخوان المسلمين في سورية bull; المنظمة الاثورية الديموقراطية الهيئة العامة للثورة السورية 25 أيلول / سبتمبر 2011.
بعد أن نشرت هذه الدعوة كتعليقا على مقال لي حول طلب حماية المدنيين، جاءني تعليقا من أحد القراء الكرام، والنشيطين أيضا في متابعته ومثابرته واهتمامه.
quot;من أنتم يا سيد غسان لتتكلموا باسم الشعب السوري أمام الكونغرس الامريكي، الكونغرس الذي استمع للجلبي وغيره، وكذب وافترى ثم دمر العراق لمئة سنة!! الكونغرس الذي لم يصفق بتاريخه لسياسي أمريكي أو أجنبي كما صفق لنتياهو جزار القرن!!...تلومون النظام لانه يستعين بملالي إيران!! وهل شيوخ الكونغرس أهون شرا وعربدة! كلاهما أسوء من بعضهما!!! هذه جريمة بحق الشعب السوري لا تقل بشاعة عن جرائم النظام الحاكم وستتحملون كل الآثار المترتبة على بدء السيناريو العراقي بسوريا!!!! إني وككثير من السوريين نرفض هذه الخطوة شكلا ومضمونا، لانها تمهيد لاطلاق يد الادارة الامريكية لتدمر وطننا الجريح تحت نير النظام الحاكم الدموي. يا حسرة على الوطن بين سلطان جائر وطامع قاتلquot;.
هذه الدعوة تعبر عن اتجاه داخل المعارضة السورية، وتعليق القارئ الكريم يمثل الاتجاه المعاكس أيضا داخل هذه المعارضة السورية، ومنذ زمن ونحن نناقش ونختلف ونتشاتم، والعبارة هي من مع التدخل الأجنبي ومن هو ضده، باعتبار أن طلب حماية المدنيين الذي يقوم النظام بقتلهم والتمثيل بجثثهم، ونهبهم يعتبرونه تدخلا أجنبيا.|
هنالك مفارقة لابد من الإشارة إليها في هذا السياق، مفارقة في الوضع العربي، وربما العالمي كله، أن هذا النظام الأسدي، يدين باستمراره واستمرار حضوره في المحافل الدولية لإسرائيل ولبنامين نتنياهو وغالبية النخب السياسية الإسرائيلية، لكثرة ما مارسته من ضغوط في كافة الأوضاع المتأزمة التي مر بها هذا النظام في علاقاته الدولية، منذ ثلاثة عقود تقريبا، وازمات النظام مع المجتمع الدولي عادة تكون لأسباب خارجية، أقصد لأسباب لاتتعلق بالوضع الداخلي السوري،وطوال هذه الفترة تتكفل اللوبيات الإسرائيلية بإيجاد مخارج تنفيسية للضغوط التي كان يجب أن تمارس على هذا النظام، وهي في العقد الأخير لم تعد تخفي هذا الدعم، بل باتت تجاهر به لدرجة أن الدفاع عن استمرار هذا النظام لم تعد تمارسه النخب الموالية لإسرائيل في السر وفي المكاتب المغلقة بل في العلن، ويحضرون النشاطات التي يلتمس أن لها تأثير ما في دولة من الدول على هذا النظام، يدافعون عن استمراره، تارة ذريعتهم خوفهم من البديل الإسلامي كما يزعمون، وتارة أنه يشكل ضمانة لأمنها على جبهة الجولان، وفي آخر تقرير نشر في هذا الاسبوع ينص على أن استمرار هذا النظام هو ضرورة استراتيجية لإسرائيل. هذه الميزة لم يتمتع بها من قبل لانظام صدام حسين ولا نظام حسني مبارك ولا نظام زين العابدين بن علي. والنكتة المقابلة أن كل التيارات التي تدعي القومية واليسارية الممانعة تقف مع هذا النظام بحجة عداءه لإسرائيل! وإسرائيل مرتاحة لهذه اللعبة، لأن لها انصار يتكفلون عنها باصوات إعلامية وشعبية للدفاع عن هذا النظام. إيران بالمقابل تدرك أن هذا النظام ليس دولة بل هو عبارة عن شخصنة زبائنية تستطيع شراء ما تريده منه، وتدرك أكثر طبيعة التوجهات الإسرائيلية حيال هذا النظام، وتدرك بالمقابل أنها تستفيد من أمر يجعل هذه العلاقة مركبة، وهو أن إسرائيل والنظام السوري لايريدان السلام في الشرق الأوسط. وليس لهما أية مصلحة في هذا السلام، وخير مثال أمام إيران هو مغادرة الوفود الغربية لكلمة أحمدي نجاد أمام الامم المتحدة منذ أيم، فيما لم تقاطع وليد المعلم وزير خارجية النظام!! والأمور ماشية كما يقال طوال تلك العقود، حتى تفجرت الثورة السورية، والتي فاجأت الجميع بسلميتها ومدنيتها وتحرريتها، مضافا لذلك أنه طوال هذه العقود كانت القنوات الإعلامية ووسائل الإعلام مفتوحة لهذه التيارات المقاومة والممانعة، لكونها ضد التدخل الخارجي وضد الامبريالية والصهيونية!!!
تفجرت الثورة السورية، والمعارضة السورية تخوض سجالا ذا عنف رمزي بين الاتجاهين، الاتجاه الذي هو ضد التدخل الخارجي كما يسمونه، هم اتجاه يغلب عليه أولوية الصراع العربي الإسرائيلي، ولايقيم وزنا كبيرا لما يحدث لهذا الشعب طوال تلك العقود، وهم يعرفون بالتأكيد أكثر من الجميع أن من يحمي هذا النظام ليس ممانعته ولا مقاومته بل من تحميه هي إسرائيل، وعلى رأسها إسرائيل أمريكا أي الأيباك.بعد عدة ألوف من الشهداء الذين لم تحصى أعدادهم بدقة بعد وبعد عشرات الألوف من المعتقلين وتدمير الاحياء والمدن، ونهب الخيرات وقتل الحمير، خرجت إسرائيل لتقول للعالم أن النظام الأسدي ضرورة استراتيجية إسرائيلية. بهذا اعلنت للعالم كله، أنها مع قتل كل هذا العدد من الشعب السوري ويعني أيضا مطالبة الدول باعطاءه مزيدا من الفرص لكي يستمر بهذا القتل.لهذا نحن نقول وكما أكدنا كاتجاه داخل المعارضة مرارا أن طلبنا من المجتمع الدولي بحماية المدنيين، هو ضد أية رغبة إسرائيلية وهو محاولة منا عسى ولعل نستطيع أن نوصل صوتا مخالفا للصوت الإسرائيلي في المحافل الدولية، وخاصة في الدول الغربية. خاصة أن الشارع السوري أعلنها بوضوح تام أنه مع طلب تدخل دولي من أجل حماية المدنيين، ولم يطلب الشارع السوري من أحد أن يساعده في اسقاط النظام فمن دفع كل هذا الدم من أجل حريته، قادر على الاستمرار حتى إسقاط النظام ببؤرته الأساس تلك البؤرة المشخصنة والتي لاتعتمد اية مؤسسية أو أية صبغة قانونية في ممارساتها. إسرائيل ومعها هذه التيارات وبحجة العراق، تريد أن يدفن نصف الشعب السوري تحت جحافل قوات هذا النظام، لأنهم ضد طلب حماية المدنيين هكذا باطلاق. روسيا أيضا تدرك هذه المعادلة لهذا هي أيضا ضد أي تدخل خارجي، وهي عندما تساوي بين الضحية والجلاد، لمصلحة الجلاد نجدد تهليلا ضمنيا للموقف الروسي من قبل هذا الاتجاه داخل المعارضة السورية!! لأول مرة في تاريخ المنطقة من يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه شعب يذبح في وضح النهار، إنما يطالب بذلك وبالضد من الرغبة الإسرائيلية ويعرف حجم التحدي الذي يواجه هذه المطالبة.
لهذا إن هذه الدعوة من قبل قوى الثورة السورية بتدخل من أجل حماية المدنيين إنما هي سياسيا، مهما حاولنا رؤيتها هي تأتي لخدمة الثورة المستمرة، والدول الغربية نعرف تماما أنها ليست جاهزة للتصرف بخلاف الرغبة الإسرائيلية، أقله حتى هذه اللحظة، ولكن الواجب تجاه شعبنا يقتضي منا المحاولة دوما بما نستطيع.|
وبشكل شخصي اقول للاتجاه الروسي الإسرائيلي الإيراني داخل المعارضة السورية، اتمنى أن تستطيعوا اقناعquot; النظام المقاوم، ورافضي التدخل الخارجي من الدولquot; بوقف قتل الشعب السوري. لكن دون أن يتوقف عن المطالبة السلمية بحقوقه وحريته وكرامته. وعندها شعبنا سيتراجع حتى عن طلب حماية المدنيين. أما أن يكون الثمن توقف الانتفاضة واستمرار آل الأسد...فهذا الجميع يعرف ماذا يعني. والجيش لن ينشق إذا كان هنالك من لايزال واهما، والقتل لن يتوقف ونهب الشعب وثروات البلاد لن يتوقف ايضا وانتم تعرفون أكثر منا من الذي ينهب البلد. فلشعبنا حرية القرار....لأن البلد بلده وهو يتحمل مسؤولية خياراته، فالشعب الذي قام بهذه الثورة قادر على مواجهة أية اخطار محتملة، ولم يعد يقبل ان تبقى البلد مزرعة لأحد. لهذا ادعم هذه الخطوة من الهيئة العامة للثورة السورية.
- آخر تحديث :
التعليقات