في النصف الثاني من القرن العشرين ظهر علينا الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في ثوب جديد بعد أن طلق الماركسية بالثلاثة، وبدأ يصبغ شعره ويظهر علينا في التليفزيون المصري في برنامج quot;العلم والإيمانquot;، وكان يعرض علينا في كل أسبوع شريط فيديو مسجل من بلاد الكفار (والله أعلم إن كان هذا الفيديو مأخوذا بصفة قانونية ومشترى من أصحابه أم أنه مسروقا، مثل آلاف البرامج والفيديوهات والتى نسرقها ونعرضها ونحن نسبح بحمد الله الذي خلق لنا هؤلاء الكفار لكي يجعلونا نؤمن به). وكان الفيديو يعرض إما بعض التجارب العلمية أو بعض الأفلام عالية الجودة عن عالم الحيوان أو النبات بطريقة علمية، وكان الدكتور مصطفى محمود يعلق دائما ويقول: شايفين الأميبيا بتعمل إيه (سبحان الله)، وكان يكرر سبحان الله كثيرا ولم يحدث أن شكر العلماء الذين جعلوا من هذا العلم متاحا للجميع كفارا ومؤمنين مثلنا، وبعد كل حلقة كان يختمها بآية قرآنية يحاول أن يلبسها بالعافية على الفيلم الفيديو الذي شاهدناه، وكان الدكتور مصطفي محمود يعتمد على ثقافته الواسعة ودراستة الطبية وخفة دمه المصرية لكي يصل إلي قلوب مشاهديه من متعلمين وأنصاف متعلمين، وهذه حلقة من حلقات الدكتور مصطفى محمود عن أعماق البحار:اضغط هنا
والحقيقة أن الدكتور مصطفي محمود لم يكن يبيع الخرافة ولكنه كان يعرض معلومات علمية بصورة مبسطة يفهمها العامة، ولكنه كان يلبس العلم بالدين بالعافية، والعلم ليس ضد الدين، ولكن الدين يحترس من العلم دائما، أتذكرون الشيخ الشهير في السعودية الذى أفتى بكفر من يؤمن بدوران الأرض وكرويتها، ولم يجرؤ أي أحد على معارضته وإستمر يفتي حتى وفاته، ومحاولة تلبيس الكتب المقدسة بالحقائق العلمية هي محاولة باطلة وخطيرة على كل من العلم والدين، وتدخل أحيانا في مجال الشعوذة والنصب على البسطاء.
hellip;
ومنذ بدأت أن أحفظ القرآن على يد والدي الشيخ الأزهري أحمد البحيري، عرفت منه أن الله قد ارسل رسوله لكي يكمل مكارم الأخلاق وأن القرآن هو كتاب نور وهداية وبه قصص الأنبياء لكي نأخذ منها العبرة والحكمة وبها تشريعات وقوانينن ولكنني لم أتعلم أبدا أن القرآن هو كتاب كيمياء أو كتاب رياضيات أو كتاب فيزياء أو كتاب فلك، وعندما يكتشف علماء الغرب عن كشف علمي جديد أو علاج جديد يكتشف رجال الدين لدينا فجأة أننا قد سبقنا العالم إلى هذا الإكتشاف بدليل أنه مكتوب في القرآن، ولم يحدث حتى اليوم أن أكتشفنا أي شئ قبل أن يكتشفوه، حتى ظهر بيننا الدكتور زغلول النجار وهو جيولوجي خريج كلية العلوم وأفردت له جريدة الأهرام المصرية صفحة كاملة أسبوعيا لكي يحدثنا عن الإعجاز العلمي بالقرآن وهو متزعم حركة هذا الإعجاز، ودائما يحدثك عن عالم ألماني أكد ما جاء بالقرآن أو أن هناك أبحاثا علمية ورسائل دكتوراه في هذا الموضوع أو ذاك، مثل إثباته مثلا أن للحجاب قيمة علمية كبيرة وأن فيه إعجاز، وإن كان هذا حقيقيا فلماذا لا يغطي الدكتور زغلول رأسه مثل حجاب النساء لكي يستفيد من هذا الإعجاز؟؟
ولكن أخطر شئ جاء به منذ أسابيع قليلة هو أنه صرح بأن هناك مركز في مصر للعلاج ببول الأبل : وممكن أن ترى تصريحه على التليفزيون عن مركز العلاج ببول الأبل، ليس هذا فقط بل قال إن العلاج ببول النساء الحوامل في طريقه إلي التطبيق والبيع عن طريق شركة سويسرية، ولم يذكر كعادته أسم الشركة أو أسم العالم الألماني؟؟ وهذا هو الرابط الذي أعلن فيه الدكتور زغلول النجار عن الحدث العالمي:
اضغط هنا
وكل هذا شئ جميل وأنا أريد أن أصدق الدكتور زغلول النجار، وكانت لدي أسئلة كثيرة عن العلاج ببول الأبل، ولذا رأيت أن أذهب بنفسي إلي هذا المركز بمصر في طريق مرسى مطروح لكي أعرف كيف تم حل المشكلة التي تؤرقني، وكنت سعيد الحظ إذ أنني وجدت الدكتور زغلول نفسه في هذا المركز الطبي العالمي، ورأيت لافتة مكتوب عليها خارج المركز: quot;المركز العالمي للعلاج ببول الأبلquot; ولم أشاهد أي أبل وتخيلت أنهم في مكان مصون، وعندما علمت بوجود الدكتور زغلول طالبت مقابلته وإجراء مقابلة صحفية معه، وقد كان:
- أهلا دكتور زغلول
- أهلا بيك
- مبروك إفتتاح مركز العلاج ببول الأبل، ده بول الأبل مفخرة لنا كلنا
- الله يبارك فيك، إحنا هدفنا خدمة البشرية
- بارك الله فيك يادكتور، أنا عندي شوية أسئلة يادكتور
- إتفضل
- أنا الحقيقة مصدق موضوع علاج بول الأبل وخاصة في وجود العلماء الألمان إللي حضرتك ذكرتهم، لكن فيه سؤال محيرني ياتري إزاي بتجمعوا البول من الأبل؟
- أنا الحقيقة ما أعرفش بالضبط أزاي، وأنا لا أدخل في هذه التفاصيل.
- يعني هل مثلا تيجوا جنب الجمل أو الناقة من دول وتقولوا لها :إإحح ..إإحح؟ أوهل بتتبعوا نفس طريقة حلب البقر بوضع خراطيم في حلمات ثدي البقر ويتم الشفط؟؟
- الحقيقة أنا مش عارف؟؟
- وهل بول الناقة يختلف عن بول الجمل في العلاج؟
- طبعا فيه فرق بول الناقة يعالج أمراض معينة وبول الجمل يعالج أمراض أخرى
- طيب طريقة جمع البول من الجمل لابد وأن تختلف عن طريقة جمعه من الناقة، يعني الجمل يمكن لا مؤاخذة أن quot;يطرطرquot; وهذا صعب على الناقة؟
- معاك حق والله
- وهل يمكن نوع المياه التي يشربها الأبل يأثر على نوع البول؟
- ممكن
- يعني لو الأبل شربت مياه معدنية ماركة (إفيان) أكيد حتفرق لو شربت من بئر الماء؟
- ده شئ ممكن دراسته واقول لك النتيجة
- وهل إذا أجبرنا الجمل أن يشرب مياه كثيرة وذلك بوضع ملح كثير في الأكل فيشرب مياه كثيرة ويمكن بذلك مضاعفة إنتاج البول؟
- ده طبعا جائز، ولكن يجب أن نحصل على فتوى من علمائنا لكي لا نقع في ذنب غش البول مثل الذين يغشون اللبن بالمياه
- وكمان عندي سؤال عن كيفية تناول بول الأبل، هل يتم تناوله مباشرة أم تضاف له أضافات معينة
- أحنا حاليا بنعمل أبحاث عن عمل أضافات لكي نجعل طعمه مقبولا وخاصة لدى الأطفال، فممكن تشرب بول بطعم البرتقال أو بول بطعم المانجة أو بول بطعم التفاح
- ده شئ جميل جدا
- وياتري البول حيكون شراب فقط؟
- لأ إحنا بنحاول يكون فيه حبوب وفيه كمان لبوس وحقنه في عضلة الألية وحقنة في الوريد
- طيب خطر على بالي فكرة هايلة، مادامت مخلفات الأبل مفيدة كما هو الحال في بولها، فماذا عن براز الأبل ألم تفكروا في عمل سندويتشات براز أبل أو هامبورجر براز إبل،وممكن نفتح سلسة محلات نسميها
Bruger ٍShit
- الحقيقة لم نفكر في الموضوع ولكنه جدير بالبحث واشكرك على الفكرة
- الله يخليك يا دكتور وأنا با أشكرك على هذا الحديث الشيق عن موضوع البول وطرطر خيرك، أقصد كتر خيرك!!
[email protected]
وممكن أن تتابعونا على تويتر
@samybehiri
التعليقات