ليس المقصود بمقالي هذا تبرير الفساد المالي والعمولات الخفية والتحويلات الغير قانونية التي أفرغت قوة الدولة العسكرية وحاجتها للسلاح الحديث من محتواه المعنوي وأضعف موقع العراق الأستراتيجي في المنطقة، وفي مبيعات السلاح لدول الشرق الأوسط تجدُ أكثر من عفونة وفساد وسرقة والعادة الجارية منذ القرن الماضي أن أقتناء السلاح من دول شرقية أو غربية يأخذ منحى المثل اليوناني القديم quot; السمكة العفنة تفوح من رأسها
quot; The Fish rattans from its head

كتبتُ مقالاً تحذيرياً في أيلاف للذين يمكنهم الرؤية الصائبة بعنوان quot;العاصفة الرابعة ومصالحُ العراق السياسيةِquot;، وشرحت فيه بأفاضة الخطر الحالي المحدق بالعراق ونوايا أستدراج العراق الى حرب مُدمرة رابعة قد تكون مفهومة للقلة ممن تشتغل عقولهم لصالح العراق ومسؤوليه في الحكومة ونوابه في داخل وخارج مجالسهم، وكان من الضروري أن أحصل على اجوبة فيما يخص مقتنيات السلاح وصفقاته الأخيرة من الولايات المتحدة وروسيا، ولكوني على أتصال مباشر مع مصدر عسكري رفيع في قيادة القوة الجوية له علم مباشر بصفقة شراء طائرات ف -16 الأمريكية، فقد طلبتُ منه التأكد من صحة الخبر المدسوس الذي يشكُك بالصفقة بالصورة التالية (رصدت القوات الجوية العراقية اجهزة تسجيل معلومات اسرائيلية الصنع داخل طائرات ف -16 الاميركية ضمن الصفقة المبرمة بين العراق والولايات المتحدة على شراء هذه الطائرات،ونقلت انباء عن قيادة القوة الجوية العراقية القول انها بعثت رسالة الى شركة لوكهيد مارتن الاميركية المصنعة لهذه الطائرات بهذا الشأن، وأشار التلفزيون الاسرائيلي الى ان الشركة الاميركية لم تعلق على رسالة القوة الجوية العراقية وفضلت الصمت لان استبدال جهاز تسجيل المعلومات الاسرائيلي الصنع بآخر اميركي يكلف لوكهيد مارتن مبالغ طائلة).

فوصلتني منه هذه الملاحظة لتكذيب الخبر (اخي العزيز ضياء لا يوجد اي صحة الى المعلومات وهو نوع من التشويش على الصفقة وانشاء الله سوف يتم توقيع الصفقة الثانية 18 طائرة اخرى،
وهنا أود أن أضيف أن مقتنيات السلاح هي ليست رغبات رأس النظام الحكومي بقدر ماهي حاجة الدولة وقواتها المسلحة التي تتم بعد دراسات مستفيضة للحاجة الفعلية المستقبلية ولعناصر القوة وتحليل ماتمتلكه الدول المحيطة بالعراق من أسلحة متطورة.

والنقطة الثانية هي أن للحكومة الحق في أجراء تعديلات على الصفقة أو ألغائها أذا ما تم أكتشاف عمولات وغش أوتغيير في الصفقة المتعاقد عليها وهي أجراءات متتابعة Addendum , cancellation or change وذلك ماحصل لصفقة الأسلحة مع روسيا والتي لا أظن أنها أُلغيت بالكامل.

مع ذلك، أقول، فلنفترض صحة الخبر المدسوس و نحاول قتل الشك باليقين، فللعلم، التشكيك بأن القوات الجوية العراقية خاضعة لاجهزة تسجيل معلومات اسرائيلية الصنع داخل طائرات اف -16 الاميركية ضمن الصفقة المبرمة، يعني التشكيك بالعديد من الدول العربية التي تمتلك نفس الطراز وأجهزة التنصت والتسجيل الموضوعة من القيادة الأسرائلية للأستماع الى مايجري بين الطيارين وتتبع الطائرة، ثانياً أن المواصفات الفنية والألكترونية كأجهزة الرصد وكومبيوتر البيانات وأنظمة Avionics ,GPS, IFF تتم وفق مايتفق عليه خبراء فحص الطائرة بالأضافة الى الخصائص المعروفة عن نوع الحمولة وخزانات الوقود الأضافية والمدى والنظام الراداري ونوع الصواريخ ووزن القنابل والتسليح والأدامة الفنية، كما ان تأمين حماية rlm;وضمان أمن حدود العراق والدفاع rlm;عنه هي مسؤولية تضامنية وتُحدد من قبل الجيش rlm;العراقي الاتحادي أِستنادا rlm;للمادة110 / ثانيا من rlm;الدستور،.

أن مايشغلنا حالياً هو أننا مُسيّرون بمذاهبنا وعشائرنا وقومياتنا وطروحاتهم الفكرية التي يختارونها بذكاء وفي أغلب الحالات بغباء وجهل، وماعلينا مع الأسف أِلا الأختيار.


باحث وكاتب سياسي