قبل أيام فقط قرأت في إحدى الصحف العربية خبر أن quot; القاعدة تعلن حربا على الرئيس المصري وجماعته quot;.. الخبر يستند إلى تصريحات للظواهري بأن حكومة الرئيس محمد مرسي 'فاسدة'، و أنه رئيس بلا سلطة، وتساءل عن موقفه من الجهاد لتحرير فلسطين، وحكم الشريعة في مصر، ومشاركتها في الحرب الامريكية على الارهاب... وعليه فعلى المصريين الثورة من جديد لتطبيق الشريعة..

وبالفعل ما حصل على الأرض وخلال أسبوع واحد. مناداة السلفيين للمظاهرة المليونية لتطبيق الشريعة..والتي خرجت يوم الجمعة.. السؤال هو هل جاءت هذه المظاهرة تلبية لطلب الظواهري مما يعني وجودا فعليا على الأرض للتنظيم.. فبالإستناد إلى مصدر أمني في وزارة الداخلية أن ل quot;الظواهري شعبيه في مصر وأن تنظيمه يهتم بمصر.. rsquo;ترى هل هذا الإهتمام ينصب على شئون المصريين المرتبطة إرتباطا وثيقا بتدهور الإقتصاد وإرتفاع نسبة البطالة خاصة، وركود كبير في قطاع السياحة الذي يمثل أحد أعمدة الإقتصاد المصري.. خاصة وأن الفوضى الأمنية خاصة في منطقة سيناء أدت إلى أنخفاض أعداد السياح بنسبة 60% إضافة إلى تراجع وخوف الإستثمارات الأجنبية من الإستثمار في مصر.. ؟؟؟

أم أن إهتمامه ( الظواهري ) ينصب فقط على الوصول إلى ما يطمح له التنظيم من وجود قاعدة حقيقية له في أحد الدول العربية.. يستطيع منها الوصول إلى بقية الدول العربية.. ويمثل الهدف الأول الذي يسعى إليه وهو تقسيم العالم إلى دار الكفر ودار الإيمان ؟؟؟؟ إن ما قاله أحد الأمنيين الكبار من عدم وجود ما يسمى ب quot;تنظيم القاعدة لأنه إنتهى منذ سنوات بإستثناء أفكاره المنتشرة بين قطاعات من الإسلاميين خطير جدا.. لأن هذه الأفكار هي نبتة الموت الذي ينتظر كل من يؤمن بها..

التصريح العلني على التفزيون المصري للشيخ مرجان سالم الجوهري. والذي يقول فية quot;quot; أنه يجب تحطيم الأصنام والتماثيل التي تمتلىء بها مصر، والمسلمون مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم ومنها إزالة تلك الأصنام كما فعلنا بأفغانستان وحطمنا تماثيل بوذا quot;quot; يؤكد نية الظواهري والسلفيين في تماثل تام مع الفكر السلفي المتشدد الذي يستند إلى الجهاد.. وبرغم تأكيد الجهات الأمنية بأن لا وجود فعلي لتنظيم القاعدة إلا أننا نعلم بأن هناك وجودا وإن كان صغيرا في جزء من سيناء.. وعلينا أن لا ننسى بأن تنظيم الإخوان نفسه بدأ برجل واحد.. إن محاربة مثل هذه الأفكار.. لا تتأتى إلا بوقوف جميع المتضررين من قطاع السياحة في وجه مثل هذا الشيخ..

ويقولونها صراحة نحن لا نعبد هذه الأصنام.. ولكنها مصدر رزقنا وعيشنا وسد جوع أطفالنا.. وأن النبي ( سلام الله عليه ) حطم التماثل والأصنام التي كانت موجودة في الكعبة بعد أن ضمن بأن ما يجنيه المسلمون من غنائم الغزوات أضعاف أضعاف ما كانوا يجنوة من الحج آنذاك..فكيف إن هدمتموها ستضمنون لنا سد الرمق ؟؟؟
أحلام أكرم - منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية