الثورة تمضي قدما، العصابة الأسدية تختنق في الداخل السوري، تقتل والعالم في الخارج يبحث لها عن مخارج، لماذا؟ هذا السؤال يجب أن يكون موجها حقيقيا لعمل المعارضة في الداخل والخارج، دعونا لانضحك على أنفسنا، ونقولها بصراحة وشفافية القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، لا تريد المساعدة من أجل اسقاط هذه العصابة ومحاكمتها في محاكم دولية على ما اقترفته. تتداخل الاصوات تارة روسية وتارة صينية من جهة، وتارة امريكية او فرنسية او بريطانية، وتحت الحزام إسرائيل ونخبها المعادية جذريا بالتكوين الايديولوجي للسلام في الشرق الأوسط..العصابة الأسدية عندما تبتذل أية مبادرة روسية والروس الحاكمين على قلة أخلاقهم، يعرفون أن هذا الابتذال مرده الدعم الاسرائيلي غير المحدود لهذه العصابة..حاولت النخبة الروسية ان تعدل من صورة العصابة لكن العصابة ترفض، لماذا ترفض لهذا اسباب عديدة بالتكوين البنيوي للعصابة من جهة وللدعم الاسرائيلي اللامحدود من جهة اخرى..هذا الموقف الدولي بمحصتله هو البحث عن مخرج آمن للعصابة الأسدية، مع استمرار تواجدها في النظام المقبل بشكل او بآخر في حال حدث الانتقال السياسي للسلطة، كما تتصوره هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية..

هذه المحصلة للموقف السياسي الدولي تعني مزيدا من القتل لشعبنا ومزيدا من الدمار للبلد..صوملة على الطريقة السورية.. اجهزة الاستخبارات الدولية على بينة وعلم بكل تحركات من تسميهمquot; جهاديون إسلاميون في سوريةquot; هذا العنوان لا يخفى على الدول الغربية خاصة..هل هنالك مشكلة بوجودهم...نعم لكنها مشكلة لشعبنا وليس لهذه الدول..وهم على قلتهم أو كثرتهم لافرق..يعيشون على القتال والصوملة..لكنهم مهما حاولنا ان نتحدث عنهم بالاستنكار قوة موجودة، وهي تقارع العصابة الأسدية، نتمنى بالحوار أن يتخلوا عن تشددهم الايديولوجي لا اريد القول الاسلامي. مشكلة لشعبنا في انهم ربما واقول ربما لن يرموا سلاحهم بسهولة في حال سقطت العصابة ونجحت الثورة.. الجيش الحر يعتقد قسم مهم من قادته على الارض أنهم هم قادة الثورة ويجب ان يكونوا المرجع..أقله في مناطق تواجدهم المحرر منها وغير المحرر..هذه مشكلة أخرى ربما تواجه شعبنا بعد الثورة..لكن كل هؤلاء لا أظن ان القوى الفاعلة فيها تريد حربا اقليمية مع إسرائيل..

لماذا إذا إسرائيل لا تريد أن تتخلى عن عدم هذه العصابة؟ إسرائيل تريد سورية مدمرة متقاتلة لكن دون أن تشكل خطرا على أمنها..هذه الارادة هي جزء بنيوي وجوهري في الرؤية الأمريكية للوضع السوري ومعها بريطانيا وبعض النخب الفرنسية الحاكمة..السؤال لماذا كل هؤلاء عبر سفرائهم اقترحوا على المعارضة تشكيل حكومة انتقالية؟ والمعارضة لم تكذب خبرا سارعت بالاستجابة لهذا الطلب..أما لماذا؟ وما هو برنامج هذه الحكومة الانتقالي؟ سياسيا هل تستطيع ان تقدم أكثر مما تقدم مؤسسات الثورة الموجودة؟ أسئلة لا يريد احد الاجابة عنها..مع ذلك القوى الدولية هذه استطاعت ان تجر المعارضة لتفتيت شرعية الثورة عبر التالي: المعارضة تشكل حكومة انتقالية لقيادة الثورة وحكومة العصابة الأسدية موجودة.. على الارض ووفقا للمعطى الدولي الذي ذكرت بعضا منه اعلاه، تصبح سورية بحكومتين. الأولى تعترف فيها دول مثل الصين وروسيا وإيران وبعض الدول العربية كالجزائر والعراق ولبنان والسودان، وتساندها إسرائيل تحت وفوق الطاولة. الثانية حكومة تعترف فيها مجموعة ما يسمى اصدقاء سورية التي ستعقد مؤتمرها الثالث أو الرابع غير مهم في المغرب بعد اسبوع من الآن، وتريد من المعارضة الذهاب للمؤتمر بحكومة انتقالية. مطلب في ظاهره دعما للثورة لكن في حقيقته هو عبارة عن خطوة أخرى لتضييع الوقت ومزيدا من القتل والدمار حتى إيجاد مخرج للعصابة..هذه الحكومة سيكون جزء من مهمتها إن هي ارتضت ذلك التفاوض مع الحكومة الاخرى برعاية دولية تحت شعارquot; التفاوض من أجل نقل السلطةquot; وتبدأ مسيرة طويلة من المفاوضات- على طريقة مثل عامي هو خذني جيتك- خلالها لا يتوقف القتل، وخلالها يأمل الطرف المساند للحكومة الأسدية أن يتغير ميزان القوى، وخلالها يجري انهاك القوى الشعبية حتى تقبل في النهاية الذهاب كلها لجنيف..طائف سوري في جنيف..التقسيم ليس مطروحا، لأن وضع الجغرافيا والديمغرافيا السياسييتن في سورية لايسمح بتكوين دول مستقلة..حتى لو ارادت بعض الاطراف ذلك.

بعد كل هذا نعود للسؤال لماذا حكومة انتقالية؟ بعد رفض المجلس الوطني الموافقة على جنيف، كان لابد من تجاوزه..وتشتيت ما له من شرعية على ضعفها..الآن إذا حلوا المجلس فهم بصدد تشكيل مجلس جديد..وهذا ما تسعى له بعض الاطراف..المجلس الجديد سيكون ثمرة لتدخل السفراء..حتى في اختيار اشخاصه.. كل هذا لا يعني مطلقا أنه أسوأ من نظام العصابة الأسدية الموجود...كل هذا اسهل بكثير واكثر حرية لشعبنا..الذي يتعلم الآن معنى الحرية ومعنى ادارة نفسه بنفسه..وهذه مسيرة طويلة يجب ألا تجعلنا نيأس منها..كان الاجدى بالدول تلك دعم المجلس لو كانت تريد اسقاط العصابة الأسدية، كان الاجدى بها دعم الجيش الحر باسلحة نوعية..طالما أن نفس شخوص الائتلاف كانوا ولايزال قسما غالبا منهم موجود في المجلس ما الذي تغير عند هؤلاء الاشخاص حتى يتم الاعتراف الدولي بتكوين سياسي جديد لهم..ما هو المتغير النوعي عند هؤلاء لكي ينتقلوا من المؤسسة القديمة التي كانوا فيها قادة وفاعلين إلى المؤسسة الجديدة وهم فيها قادة وفاعلين..؟ هل تغير تفكير هؤلاء الاشخاص وطرق ادارتهم؟ اتمنى ان يجيبنا احد على هذا السؤال. إذا لماذا كل هذه الضوضاء حول تشكيل حكومة انتقالية؟ كان يمكن الطلب من المجلس تشكيل مثل هذه الحكومة منذ لحظة تشكله والاعتراف به؟ لماذا لم يطلب من المجلس إذا؟

شكلوا حكومة انتقالية أجزم بأنه لايمكنكم تشكيل حكومة انتقالية دون موافقة ثلة السفراء المرافقة..ودون اقتراحات لاسماء محددة..ستتذكرون بعدها انكم جزء من الصوملة الجارية ولكن بعد تشكيل الحكومة العتيدة..لأنني متيقن ان اغلبكم كمعارضة لا يريد أية صوملة كانت ولكن؟ سؤالي مفتوح.