لا أدري حقيقة كيف سيكون شكل و توجه وإدارة قمة قومية عربية في هذا الزمن العربي الصعب و العصيب حينما تعقد كما هو مفترض تحت رعاية وسطوة و إدارة حكومة عراقية في بغداد هي في الحقيقة جزء لا يتجزأ من المشروع الإيراني في الشرق الأوسط ؟ ولا أدري كيف تعقد قمة عربية في بغداد الجريحة و الأسيرة وهي تئن تحت سلطة حكومة طائفية أشاعت الخراب و الفوضى و الروح الطائفية المريضة وكرست كل معاني الفشل في إدارة الدولة والمجتمع و أدارت ملفات الخلاف بشكل صارخ في فشله و عقمه ؟ كيف تقوم قمة عربية في بلد حكومته تصرح علنا بتضامنها التام و الصريح و الميداني المباشر مع النظام السوري المجرم الذي يقتل شعبه من اشقائنا السوريين بدم بارد ويتوعد الدنيا بأسرها بالويل و الثبور ؟ جميعنا يعرف وحتى الأطفال يعلمون بأن حكومة نوري المالكي هي واحدة من اسوأ الحكومات فشلا وطائفية و إنحيازا في تاريخ العراق المعاصر، كما أنها نتاج لعملية تلاقح طائفي مشبوهة لعبت المخابرات الإيرانية دورا رئيسا في تشكيلها و إدامتها و تعزيزها بل أن هذه الحكومة تضم متهمين أنهم عملاء معروفين ومفضوحين ولائهم الأول و الأخير للنظام الإيراني، هذا غير المواقف الفاضحة للسلطة العراقية في المسألة البحرينية و تدخلها الفظ في شؤون مملكة البحرين من خلال الدعم الواضح و الصريح للخطاب الإيراني و لجماعات التخريب الإيرانية هناك، و ليس سرا أن الصدريين وهم مكون رئيسي في حكومة المالكييصرحون علنا ضد أمن وسلامة وهوية البحرين العربية الخالصة. فكيف تناط شؤون و ملفات العالم العربي و لمدة عام كامل بعهدة الدبلوماسية العراقية الفاشلة؟ و التي لا يتناغم مع إيقاعاتها الجماعات الطائفية و الإرهابية الحاكمة و المهيمنة؟ و كيف تكلف دولة بقيادة العمل القومي العربي و نصف قياداتها الرئيسية هارية ومتهمة بالإرهاب كما هو الحال مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي؟ الذي يواجه تهما خطيرة جعلت من مؤسسة الرئاسة العراقية مهزلة حقيقية. أما عن الفساد وتردي الخدمات و إنهيار الأمن و الفوضى الميدانية القائمة في العراق فتلك من طبائع الأمور، تصوروا أن وكيل الخارجية العراقية السيد لبيد عباوي قد طلب من السفير الإيراني وضابط المخابرات الحرسي المعروف حسن دانائي فر الكف عن إصدار التصريحات التي تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية وقد تناسى الرفيق عباوي بأن ذلك السفير هو مندوب سامي حقيقي ومعلن للولي الإيراني الفقيه يحرك السياسيين العراقيين و يصدر لهم الفرمانات الإيرانية الواجبة التنفيذ، ويجتمع إجتماعات ماراثونية بهم و بالشكل الذي لا ينسجم أو يتناسب ابدا مع مهمات سفير لدولة أجنبية. ولا أدري ماذا فعلت الحكومة العراقية أزاء تصريحات قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني الذي أعلن رسميا عن الهيمنة الإيرانية على العراق ولبنان؟ وكان قاسمي صادقا في كل حرف قاله، هل إنتفض المالكي؟ وقام بصولته الفرسانية ضد الهيمنة الإيرانية؟ أم انه طنش كالعادة فلاخبر جاء ولا وحي نزل؟ لأنه وحزبه و تحالفه الطائفي الممثل الرسمي لذلك المشروع، أما هوشيار زيباري وزير الخارجية ورأس الدبلوماسية العراقية فهو أكتفى بتطمينات و تمنيات و اهازيج نائب أمين عام الجامعة العربية ( بن حلي )!! وهي تطمينات متفائلة كثيرا وغير واقعية ! خصوصا و أن مسؤولية القمة العربية ليست بروتوكولية فقط ؟ وليست المسألة إستقبال و توديع الزعماء العرب في المنطقة الخضراء و ينفض السامر بعدها بل أنها في الظروف الحالية مسؤولية تاريخية عظمى ماهو الموقف النهائي الرسمي العراقي الواضح و الصريح من الثورة السورية الكبرى و من نظام الشبيحة السوري القاتل. وماهو الموقف النهائي الرسمي العراقي من المخربين الإيرانيين في البحرين؟ و كيف السبيل للتخلص العراقي من الإصطفافات الطائفية المريضة التي هشمت العراق بالكامل و احالته لكانتونات طائفية مريضة و سقيمة ؟ في زمن الثورات العربية الشاملة يبدو العراق تحت ظل حكومته الطائفية أشبه بمحمية إيرانية ذليلة، فلا قرار يمر دون ان يختم بالتوقيع الإيراني، خصوصا و إن الميليشيات الطائفية ذات الحمولات المذهبية الزاعقة و الهوية الإيرانية هي التي تهيمن على الشارع العراقي، بصراحة الدبلوماسية العراقية مهلهلة بالكامل ولا تصلح أبدا لقيادة العمل القومي العربي في زمن الثورات العربية... أما تأكيدات و تمنيات بن حلي وضحكات هوشيار يباري فهي أشبه بأحلام العصافير، لأن القمة العربية ستكون أكثر مصداقية فيما لو عقدت في العاصمة الإيرانية طهران!!.. ففي ذلك توفير للوقت و الجهد..؟

[email protected]