ليس أمامي في الحقيقة غير أن أفترض فروضاً لا يوجد لدي ما يؤيدها على أرض الواقع، أولها أن جنرالات المجلس العسكري المصري سوف يخرجون من الكهف الذي يبدو أنهم يختبئون فيه الآن، ليقرأوا كلماتي أو يستمعوا إلى صراخي، وأن لهم عيوناً ترى وآذاناً تسمع، كما سأفترض أنهم يتمتعون بالمقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب وليس بعد خراب مالطة!!
سأفترض أيضاً أن أمن مصر وحاضرها ومستقبلها يعنيهم بقدر يكفي لأن يتحركوا إذا ما وجدوا البلاد على شفا هاوية، ورأوا طيور وذئاب الظلام التي قاموا هم بإطلاقها من القمقم بدأت تخرب في البلاد، وأنها شرعت في المرحلة الأخير لهدم المعبد على رؤوسنا جميعاً، إذ بدأت طلائعها تستهدف الآن المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها جنرالاتنا العظام أو حتى تنتمي هي إليهم!!
ورغم أن الشاعر سبق وأن قال quot;لقد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تناديquot;، إلا أن مثلي لا يملك وهو يرى وطنه يتصدع ويحترق حقيقة لا مجازاً إلا أن يطلق صيحاته أو صرخاته، علها تصادف من يسمعها:
bull;أعلام تنظيم القاعدة السوداء ترفرف أمام مقر وزارتك يا مجلسنا العسكري الهمام، يحملها أولاد أبو إسماعيل الذين يهددون ويتوعدون، ورأس الفتنة زعيمهم سادر في غيه وتحريضاته، وكأنه لم يرتكب جرائم تزوير وتحريض تكفي لوضعه خلف القضبان بضعة سنوات!!
bull;وهذا الذي يتصنع الدماثة والوسطية بل وحتى الليبرالية يطالعنا هو الآخر: quot;أبو الفتوح بالإسكندرية: لو تم تزوير الإنتخابات سأخرج على رأس ثورة ثانية لعزل الرئيس المزورquot;. . هل لهذا الكلام من معنى غير أنه تهديد إرهابي مباشر وصريح؟. . هل الوضع في مصر الآن يحتمل ترك هؤلاء يشحنون الناس وبالأخص الشباب منهم بعباراتهم العنترية، ضاربين عرض الحائط بالحد الأدنى من احترام القانون والشرعية؟!
bull;إلى متى سيظل جنرالاتنا يساومون ويتقهقرون ويتلكأون، هل إلى أن يأتي بهم الإرهابيون من غرف نومهم إلى المشانق أو الصلب؟!!. . ألم يثبت لهم حتى الآن أن كل حساباتهم وتحالفاتهم مع إخوان الظلام والخراب فاشلة، وأن هؤلاء لا عهد ولا ميثاق ولا مصداقية لهم؟!
bull;إذا تم إعادة رؤوس طيور الظلام إلى موطنهم الأصلي في المعتقلات والسجون، فسوف يتبول مدعو الليبرالية ومحترفو التدليس المتضامنون معهم على أنفسهم، فالعبد يحتاج بين الحين والآخر لأن يقرع بالعصا، مادامت مصر قد خلت ممن يعرفون معنى الحرية ويقدرون تبعاتها، ولا يرون في الحرية إلا فرصة للفوضى والعبث والمتاجرة والارتزاق على أي مائدة تعرض استضافتهم.
bull;أنتظر من أعضاء المجلس العسكري التصرف وفق ما يمليه عليهم شرفهم العسكري والوطني، وأنتظر أن يقف الشعب المصري بجانبهم لوضع المحرضين والقائمين بإثارة الفوضى وتهديد مقر وزارة الدفاع في المكان اللائق بهم خلف قضبان السجون والمعتقلات. . إنقاذ مصر مما يدبره لها هؤلاء مسألة حياة أو موت، يهون في سبيلها أي ثمن نكون مضطرين لدفعه. . القبض الفوري على رؤوس الفتنة والمحرضين، واعتقال أياديهم المحركة للجماهير. . عليكم حماية مصر قبل أن نعلق جميعاً كالخرفان على مشانق أعوان بن لادن والظواهري ورجالهم الذين يسعون الآن للسيطرة على البلاد.
bull;الإرهابيون يريدون كسر الجيش المصري كما كسروا وزارة الداخلية. . هم يعرفون جيداً ماذا يفعلون، المشكلة في الحمقى الذين مازالوا حتى الآن يسيرون خلفهم.
bull;يبدو أن المجلس العسكري ليس فقط عاجزاً عن السيطرة على سيناء، ولا عن ضبط الأمن في ربوع مصر، بل وصل به التردد والضعف إلى حد العجز عن حماية مبنى وزارة الدفاع. . عليه العوض في مصر ومصيرها.
bull;أطالب كل إنسان يحترم نفسه ألا يخشى قول الحق علانية وبأعلى صوت يستطيعه، لقد أخطأنا جميعاً إذا جعلنا من أنفسنا أداة في يد الظلاميين والإرهابيين، ليستخدمونا في تحطيم دولتنا وتخريب وطننا من أجل أحلامهم المريضة بخلافة إسلامية وأستاذية للعالم يتوهمونها وهم ملوك الفقر والجهل والمرض والكراهية. . فلنطالب مجلسنا العسكري باتخاذ كافة التدابير اللازمة للقبض على رؤوس الفتنة، وتقديمهم لمحاكمات عاجلة وعادلة، ليكونوا عبرة لكن من يحاول تركيع مصر العظيمة لحساب أحلامه وهلاوسه المجنونة.
bull;لست أدري حقيقة كيف يمكن أن يتخذ هؤلاء الجنرالات قرارات حاسمة في حالة دخولهم حرباً، إذا كانوا غير قادرين على مواجهة شرازم من أطفال وشباب لاهين أو مخدوعين، يمكن تفريقهم بخراطيم المياه، ثم التعامل الحازم مع العدد المحدود المتبقي من المجرمين المدفوعين ممن نعرفهم جيداً، بل ولا يقصرون هم في تعريفنا بأنفسهم عبر إطلاق تحريضاتهم وتجاسرهم على الشرعية والعقلانية وكل القيم الإنسانية. . التوقيت السليم جزء أساسي في القرار السليم، وأي تأخير في اتخاذ ما يتوجب اتخاذه من إجراءات وقرارات هو الهزيمة بعينها نستحضرها لأنفسنا.
لست متأكداً من قدرة من أتوجه إليهم بخطابي على النهوض من قعودهم وترددهم وهواجس الخوف التي ترتعد على إثرها فرائصهم، لكن ليس أمام مثلي في الحقيقة غير أن يستنهضهم، ولكي أبرئ ذمتي بإعلاني تضامني مع أي موقف حاسم قد يتخذونه، وتشجيعاً لكثيرين يقعدهم التحسب عن إعلان أن حرصهم على مصر ومستقبلها يفوق بما لا يقاس أي مخاوف من استهداف من قبل طيور أو ذئاب ظلام متربصة تنتظر الانقضاض على مصر التي صارت الآن مطروحة أمامهم كالفريسة التي تنتظر من ينهش لحمها هنيئاً طيباً.
مصر- الإسكندرية
[email protected]