بداية، يعتبر التحالف الوطني العراقي ممثلا لشيعة العراق في نطاق ما يعرف با لعملية السياسية في العراق، ليس في ذلك نص دستوري، ولم ترد اشارة على ذلك في نصوص التحالف الرسمية، وإنما من خلال الواقغ المفروز، وكما أن التحالف الوطني يمثل شيعة العراق، فان القائمة العراقية تمثل سنة العراق، والتحالف الكردستاني يمثل أكراد العراق، فالكتل الكبيرة متوزعة على خارطة المكونات المذهبية والعرقية.
يضم التحالف الوطني كبرى مكونات الشيعة السياسية في العراق (حزب الدعوة، حزب الدعوة تنظيم العراق /منشق عن حزب الدعوة الام/ المجلس الاعلى، المؤتمر الوطني، كتلة الاحرار، تيار الاصلاح، حزب الفضيلة)، ويبرز من خلال هذه المكونات أبرز صناع القرار السياسي الشيعي في العراق.
التحالف الوطني لم يكن وليد الساعة بطبيعة الحال، بل هو امتداد للإئتلاف العراقي الموحّد الذي تأسس بعد سقو ط نظام صدام حسين ضمن لعبة السلطة بين الطوائف والقوميات في العراق، وقد تعرض لاول عملية انشقاق قوية عندما قرر حزب الدعوة الخروج بقائمة منفردة في خوض الانتخابات البرلمانية، ولكنه اضطر وأفرقائه السابقين إلى الاصطفاف من جديد لاغراض سياسية تتصل بتسمية رئيس الوزراء، ولكن تحت اسم جديد هو التحالف الوطني.
ومهما يكن من أمر، فأن مما هو مؤكد وواضح ان شيعة العراق وضعوا ثقتهم بالتحالف، بدليل حجوم التأييد الانتخابي لرموز التحالف، ولكن هل حقا ارتفع التحالف الى مستوى طموح شيعة العراق؟
هناك شكوك تدور حول ذلك، فالتحالف أظهر أكثر من مرة بانه غير متماسك، وتماسكه يكاد أن يكون صوريا، التحالف الوطني هذا لم يتفق على برنامج احتفالي موحد، فكيف يتفق على خطة شاملة للنهوض بشيعة العراق ضمن النهوض بالعراق كله؟ وقد شهدت الساحة الاعلامية مهاترات مخجلة ومثيرة بين رموز التحالف،وصلت الى حد التخوين الوطني والمذهبي، ونظرة الى المحافظات الشيعية تكشف عن تخلف هذه المحافظات عن غيرها بالخدمات، حتى باتت هذه النقطة محل احتجاج كردي على التحالف فيما كان هناك سجال سياسي كردي شيعي حول بعض نقاط الخلاف، وهي حقيقة مرِّة وقاسية.
يذكر بعض المحللين السياسيين بان نسبة المشاركة الشيعية في الانتخابات البرلمانية الاخيرة كانت متدنية كثيرا عن سابقتها، ويوعز هؤلاء المحللون ذلك الى عدم وفاء الإئتلا ف العراقي الموحد في حينها بما قعطه على نفسه تجاه طموحات جماهيره الشيعية، ويرى هؤلاء المحللون ان النسبة ربما تتدنى أكثر فيما لو استمر التحالف الوطني البديل على عدم مسايرته لهذه الطموحات، ولا ينفع في ذلك صعود شعبية رمز أو رمزين، لان الا ساس هو مدى انسجام القاعدة الشعبية العريض بقيادة التحالف.
الموقف الا خير لتيار السيد مقتدى الصدر من حكومة المالكي عقدت العلاقة بين مكونات التحالف أكثر، فهناك جدل لم ينته بعد داخل التحالف بين التا ييد والرفض والحياد، الامر الذي سينعكس على موقف جما هير شيعة العراق من التحالف كمشروع سياسي وطني انقاذي للعراق والشيعة.
تتركز الاتهامات المتبادلة بين رموز التحالف عبر اعلامها وتصريح الخط المتقدم من الرموز الفاعل في التحالف حول قضايا تكاد تكون مغنمية على صعيد الكتل، حول رئاسة الوزراء، ومجالس المحافظات، والمواقع المتقدمة في الحكومة وما شابه ذلك، والقاعدة الشيعية العراقية تتساءل عن أهمية هذه المسا ئل الخلا فية فيما المنا طق الشيعية تعاني الحرمان!
تتداعى التصريحات بين فترة واخرى من جانب رموز الاتحاد تؤكد بأن الاتحاد قوي، متماسك، وذلك ردا على بعض التصريحات التي طالما تشير الى هشاشة الاتحاد وعدم قدرته الى الارتفاع الى مستوى طموحات الاصوات التي جاءت به، وهذه التصريحات بحد ذاته تؤشر الى أن الاتحاد ليس بالقوة التي ينبغي.
يرى بعض المراقبين ان الاتحاد الوطني مشتت حقيقة موحد صوريا، كما هي بقية الكتل الا خرى، فالقائمة العراقية اثبتت هشاشتها من خلال الانشقاقات المستمرة، والاتحاد الكردستاني ليس احسن حالا خاصة بعد انبثاق حركة تغيير
تشتت وتفتت الكتل الكبيرة ليس في صالح العراق ولا صالح القواعد الشعبية التي جاءت بها الى البرلمان والحكم.
والان...
ماذا ينتظر الاتحاد الوطني؟
الاجابة عند مكونات التحالف وليس عند الآخرين، وهي لا تحتاج الى فلسفة عميقة وامعان فكر كبير.
كتبته والالام عادت تمزق كل كياني، كل كياني...