ظافر جلود

بعيدا عن السياسة والتحليل أخوض اليوم في خبر ربما مرعلى الكثيرين دون إن يلفت انتباههم ، لكنه اثر في نفسي فتركت ولو لحين أن أمر عليه مرور الكرام... فقد تواردت أنباء لا ندري إن كانت مؤكدة أو غير مؤكدة، عبر مواقع عديدة في الشبكة العنكبوتية، أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، عن أخبار تتردد بأن الفنان الإماراتي الشهير عبد الله بالخير قد صوت للمتسابقة المصرية كارمن سليمان التي شاركت في برنامج (أراب آيدول) بمبلغ خيالي وصل إلى ما يقارب (مليون دولار)!! أي ما يعادل 3 ملايين و68 ألف درهم إماراتي ، لتعاطفه معها، كونها ستكون مطربة من العيار الثقيل، وستخطف الأضواء من هيفاء وهبي ونانسي لأنها تمتلك جسداً صاروخياً، على حد تعبيره، وذلك نقلاً عن موقع الأنباء.

هذه حدود الخبر دون تعليق منا، ثم وبعد البحث والاستقصاء في مواقع فنية متعددة عن مدلول نشره، لأن الخبر الذي تم تداوله بقوة وسرعة أثار ردود أفعال مختلفة على مبادرة الفنان عبدالله بالخير، لكون غالبية الناس لم يصدقوا، فيما اعتبر البعض الآخر أن هذا الخبر فيه من المصداقية الشيء الكثير، معللين ذلك أن الفنان بالخير (يعملها)، ولا شيء مستبعداً على بالخير، لأنه أصلاً حالة خاصة في الطرب الخليجي والعربي، كونه تميز بظله الخفيف وحكاياته المشبعة بالكوميديا، ومواقفه التي لا تخرج عن شخصيته المميزة.. وهناك من أثار الخبر استفزازهم، وشنوا هجمة إلكترونية عليه في الشبكة العنكبوتية لا أول لها ولا آخر، خاصة أن بعض المواقع أوردت تصريحاً له قال فيه إنه صوت بمليون دولار لمصلحة المتسابقة المصرية كارمن سليمان صاحبة لقب برنامج (أرب آيدول) الذي تقدمه قناة (MBC).. عند ذلك نقف في حدود المعقول وننظر بعين الدراية والاستفهام إزاء هذا التصرف وأسبابه، دون المساس بحقوقه الشخصية (هذا طبعاً إذا صدق الخبر)، لأن التصرف حق مشروع للفنان بالخير، طالما أنه لم يوقع بالضرر على الآخرين، وكونه فناناً يحسب لذوقه واهتماماته الأخرى في التعاطف والإحساس بقيمة هذا الفنان أو ذاك.. وفي الوقت نفسه؛ فإن اهتمام الناس بهذا الخبر جاء من كون المبلغ بحد ذاته مغرياً وكبيراً.

لذلك، حينما سألت بعض وسائل الإعلام الفنان عبدالله بالخير عن هذا الخبر عبر الاتصال بإمبراطور الفرح ( كما يلقب ) وسؤاله عن حقيقة الموضوع وتعليقه على الخبر والجدل الحاصل بسببه، فما كان منه إلا أن بادرنا بضحكته الرنانة الشهيرة قائلاً: (وصلتني الأخبار.. لكنني هذه المرة سأكتفي بلا تعليـــــق! وهذا هو ردي)، هنا يقف بالخير بين الحائر والمحير، فهو لم يفصح وكأنه فعلها (فعلاً)، ولم ينكر تماماً وكأنه (يخفي تحت إبطه عنزة) كما يقول المثل الشعبي.. فإذا كانت هذه القصة حقيقية فإني أعتبرها مزحة من مزاح الفنان عبدالله، الذي عرف عنه بأنه كثيراً ما يداعب زملاءه، سواء الفنانين أو الإعلاميين، وأنا كثيراً ما تجولت معه حينما كنا نعمل في شركة (روتانا) المشهورة، فكان الأكثر محبة عند الناس، ولقاءاته تأتي في الغالب عفوية وطبيعية دون تكلف، خاصة مع من أحبوه.

أترك الفنان عبدالله بالخير وأتابع في الجانب الأخر الخبر الثاني الذي استوقفني بنفس الاتجاه والمعنى، وهو أن المصرية كارمن سليمان بعد أن انتزعت لقب (أراب آيدول) من المغربية دنيا بطمة، رصدت صفحة على الفيس بوك لمواطن إماراتي معجب بصوت الفنانة المغربية، تصويتاً خيالياً، حيث شكل فريقاً من المعجبين لدعم مسيرتها على مدار حلقات (أراب آيدول). وكلف تصويت الشاعر الإماراتي الشاعر ما يقرب من 200 ألف دولار في المنافسة الأخيرة فقط، بينما كان يصوت في كل حلقة بقيمة 95 ألف دولار، حيث يقوم بجمع الهواتف النقالة وتزويدها ببطاقات شحن للتصويت، وكان كل جوال يحتوي على 3 آلاف وتسعمائة دولار في المنافسة الأخيرة.

هذا الخبر.. هل سيستفز القراء أو المتابعين؟ خاصة أن دنيا بطمة قالت لوسائل الإعلام: (الرجل أكثر الرجال كرماً ودفعاً للأموال في سبيل الفن والمواهب، وخصوصاً إذا كان الفن مغاربي أصيل، لأن الرجل ذواق بطبعه). كلام جميل ومؤثر بالكرم العربي ، فيما الكثير من أبناء الأمة يتضورون جوعا وحاجة.
أخيراً.. أترك للقراء التعليق على ما كتبنا وهم أحرار، وأقول: الحب جنون، والجنون فنون، والحياة شجون، ولله في خلقه شؤون.