انتظر الشعب السوري موقفا تضامنيا حقيقيا من دول العالم، يتمثل في سحب الشرعية السياسية عن هذه العصابة منذ القتل الأول لأطفال حوران، قبل سنة وخمسة أشهر..لكن كل الذي حدث منذ ذلك التاريخ كان عبارة عن دعم ضمني ومحدود لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة والتخلص من هذه العصابة المجرمة. وبقيت الامور تدور بمبادرات عقيمة الغاية منها اعطاء الفرصة تلو الأخرى لهذه العصابة للقضاء على الثورة بقفازات روسية وغطاء إسرائيلي ساتر، لأنه كما نعلم ويعلم الجميع أن اكثرية وسائل الاعلام الغربية مملوكة من قبل أشخاص موالية لاسرائيل، فكانت لاتأتي على ذكر القتل اليومي لشعبنا من قبل هذه العصابة، لكن شعبنا كان منذ اللحظة الأولى للثورة يعي ويدرك إنما بثورته هذه سيغير وجه التاريخ في الشرق الأوسط لهذا معركته لم ولن تكون سهلة والاعداء بمواجهته ربما أكثر من الاصدقاء. وكان يدرك بحسه العملي أن تدخل المجتمع الدولي سيمر عبر موافقة تل ابيب، وهذا لن يحدث لأن تراكم الخبرة بهذه العصابة لدى شعبنا تشير إلى عمق الحماية التي تشرعنها إسرائيل لهذه العصابة في المحافل الدولية. المجازر التي ارتكبتها العصابة الحاكمة في مدن وبلدات كثيرة قبل ان يستقر بها المقام الروسي، في العثور على رواية القاعدة والقيام بتفجيرات الغاية منها ايصال عدة رسائل لسنا بصددها الآن..الروس كما فعلوا بالشيشيان.

ولم يطل رد لافروف على المجلس الوطني السوري الذي اصر على أن شعبنا مستمر بثورته حتى تحقيق اهدافهquot; إسقاط النظام ودولة الحريةquot; يرد ردا هزيلا ولا اخلاقيا، ومتناقضا، فالروس قد ادانوا العصابة الحاكمة في مجزرة الحولة التي راح ضحيتها اكثر من 150 شهيدا مدنيا بينهم 50 طفلا، ومع ذلك ورغم ادانتهم لها يطالبون المجلس الوطني السوري، بالعمل لتوحيد المعارضة من أجل محاورة الجزار!! كلام يعبر عن عمق الازمة المهنية في السياسة الروسية التي اسفرت عن وجها لن يسمح له شعبنا بعض اليوم بالمرور من سورية المحررة ولو حتى مرورا عابرا، فمن هو سليل مافيا كفلاديمير بوتين لايمكن أن نحاكمه بمعيار أخلاقي..شعبنا يقتل بالرصاص الروسي. اضافة إلى ما يرسله نظام الملالي في طهران من مختصي القتل في الحرس الثوري الايراني أو في فيلق القدس!! فيلق القدس هو لقتل الشعب السوري، كما هو حال فرع فلسطين للاستخبارات الأسدية لاعتقال المعارضين السوريين وتعذيبهم، وكما تحول حزب الله من المقاومة إلى التشبيح ضد شعبنا والمشاركة في التغطية على جرائم النظام.

قبل ايام حدثت مجزرة الحولة، مجزرة لايمكن تغطيتها بغربال مبادرة كوفي عنان ولا برواية العصابة الأسدية الروسية الإيرانية أن من يقف خلف المجزرة هي جماعات ارهابية، فماقامت دول عديدة بطرد سفراء العصابة الأسدية. وطرد السفراء تعبيرا عن أن هؤلاء السفراء هم عبارة عن موظفي لدى العصابة الأسدية وليس لدى الدولة السورية، وطرد السفراء هو تعبير أيضا عن بداية حقيقية لسحب الشرعية نهائيا عن هذه العصابة، ويجب أن يتبعه خطوات أخرى عملية وملموسة، دون ان ينتظر مزيدا من المجازر..هل كان العالم ينتظر شهداء مجزرة الحولة واطفالها لكي يقوم بإجراء طرد السفراء؟ ثورة تنتزع من العالم مواقفه انتزاعا بدماء شبابنا ونسائنا واطفالنا، لا نعتقد مرة وألف مرة نكررها أن هنالك سياسي واحد في العالم بما فيهم الروسي لافروف لايعرف أن هذه العصابة المجرمة ليست سوى شرذمة من شذاذ الآفاق...وهي التي تقوم بتدمير سورية وقتل شعبها. فهل فتحت مجزرة الحولة الباب نحو نقلة نوعية في تضامن قوى المجتمع الدولي مع الثورة السورية؟ وهل طرد السفراء شمعة لإضاءة هذا النفق؟