ارتكبت العصابة الأسدية مجزرة مريعة فجر السبت 26.05.2012 في سهل الحولة بمحافظة حمص، حيث استشهد نحو 96 شخصا لدى قصف الجيش النظامي المدينة، بينما قصف الجيش قرى قرب بلدة القصير والرستن، مما رفع إجمالي عدد القتلى في سوريا ذلك اليوم إلى أكثر من 125 شخصا. وتبين لاحقا قيام عصابات الشبيحة الذين أتوا من قرى مصياف التي يقطنها مواطنون سوريون من الطائفة العلوية، بالهجوم على بعض قرى سهل الحولة، وقاموا بارتكاب مجازر بحق السكان المدنيين، واستخدموا السكاكين والبلطات والرصاص بإشراف مباشر من قبل أجهزة استخبارات العصابة الأسدية، والنتيجة مقتل اكثر من خمسين طفلا بطريقة بشعة تنم عن ثقافة كريهة ينبعث منها رائحة الحقد والجريمة غير المحايدة، هؤلاء ليسوا مستأجرين للقتل فقط بل هم يقتلون بثقافة تشفي وتمثيل وعنجهية قل نظيرها في التاريخ الانساني، لم يعد الموضوع موضوع أن هؤلاء بحاجة لنقود فيعملون بهذه المهنة، إنهم مدفوعين في ظل هذا التصعيد الطائفي الذي مارسته هذه العصابة منذ اليوم الأول لمجيئ الطاغية حافظ الأسد إلى الحكم 1970في سورية، من يشاهد صور الاطفال وكيف تم قتلهم وتصفيتهم، يشعر أن هؤلاء كما كنا ننبه سابقا، يعبرون عن سورية تحت الرماد كما كان يبنيها نظام هذه العصابة، والعالم لم يكن يسمع شيئا لأنه لايريد، على مدار العقود الاربعة المنصرمة، كنا نتحدث ونكتب ونستصرخ الضمائر أن هذا النظام- العصابة مصدر الارهاب والسلفية الطائفية في المنطقة، والسلفية الطائفية هذه هي في النهاية جاهزية سياسية، فمن لايقيم وزنا للدم لايقيم وزنا لأي شيئ آخر، لا أديان ولا طوائف ولا اثنيات، إن هذه العصابة تثبت لحلفائها قبل اصدقائها، أنه من العار التغطية على جرائمها، وهذه كانت الحال قبل الثورة السورية التي انطلقت قبل عام ونصف تقريبا من حوران، ولكن بعد هذه المدة من عمر الثورة بات يخرج علينا الآن السيد بان كي مون كل يوم بتصريح مختلف مرة عن وجود قاعدة ومرة أخرى عن وجود طرف ثالث وقبل المجزرة في قرى سهل الحولة بساعات، خرج علينا بتصريح جديد أن هنالك قوى متمرسة بالارهاب، والاخطر أنه يحول نفسه طرفا داخليا، عندما يدعو الدول لعدم تسليح الطرفين كما يقول!! بغض النظر عن الحديث عن كذبة طرفين مسلحين التي يتمسك بها كل من هو حليف للنظام وكل من لايريد التدخل لحماية شعبنا، يطالب بان كي مون بعدم تسليح الطرفين!! وهو بذلك يريد أن يبقي السلاح أيضا فقط بيد هذه العصابة لأنه موجود بيدها أساسا!! لكي تقتل شعبنا وتقوم بما تقوم به من مجازر..لم نسمع صوتا لبان كي مون بعد مجزرة الحولة..وكوفي عنان يتصل بالدكتور برهان غليون معزيا، هذا الاتصال ألا يؤكد للسيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، أن مراقبي السيد عنان متأكدون من أن العصابة الأسدية هي من قامت بالمجزرة؟ ألا يعني للسيد بان كي بيان السيد وزير الخارجية الفرنسية، الذي وضح بما لايقبل الجدل من هو المسؤول عن المجزرة!! والموقف الانكليزي والموقف الأمريكي..الخ أم أصبحت الأمم المتحدة تمثل فقط التحالف المشبوه على أرض الواقع في دعم العصابة الأسدية، بين إسرائيل والروس وإيران، هذه الدول الثلاث التي لايجمعها الآن جامع سوى دعم قتل شعبنا..هذا التحالف الذي لم يعد أحد قادرا على تغطيته مهما ادعى ومهما قال... لقد آن الآوان للسيد كوفي عنان بعد اتصاله بالدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض معزيا أن يعلن موت مبادرته؟ سؤال بات سخيفا لأن المبادرة أثبتت أنها لاتمتلك القدرة على تطبيق بنودها..فالقتل ازداد منذ تلك المبادرة ومنذ تلك الزيارة التي قام بها عنان لسورية قبل اكثر اكثر من شهرين...إن دماء أطفال الحولة تقول لهؤلاء جميعا يجب على المجتمع الدولي أن يعود قليلا لضميره الانساني فقط قليلا...! ويتدخل فورا، وأن يكف السيد بان كي مون عن التصريحات بخصوص الثورة السورية.