التصفيق بيد واحدة، هذا ماحدث و يحدث بالنسبة لمذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية معسکر أشرف، إذ أن الطرف الوحيد الذي أوفى و يفي بالالتزامات و التعهدات الملقاة على عاتقه، هم سکان أشرف، في حين أن الحکومة العراقية و الامم المتحدة و الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية، لم تخطو ولو مجرد خطوة واحدة الى الامام بل وحتى أنها ليست في صدد التفکير الجدي بذلك کما يدل السياق العام للأمور.

مذکرة التفاهم التي تم توقيعها في اواخر العام السابق، شارکت الامم المتحدة و الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية في صياغتها و تفعيلها على أرض الواقع من خلال منحها وعود و تعهدات و إلتزامات لسکان أشرف أهمها:
ـ ضمان أمنهم و حياتهم من الاخطار المحدقة بهم عند نقلهم الى مخيم ليبرتي الذي حسب المذکرة معسکر عبور مؤقت.
ـ نقلهم الى بلدان ثالثة خلال مدة محددة کلاجئين سياسيين.

ـ إخراج منظمة مجاهدي خلق من لائحة المنظمات الارهابية من قبل وزارة الخارجية الامريکية کما تعهدت وزيرة الخارجية الامريکية.
وفي مقابل هذه الوعود و العهود و الالتزامات المدرجة آنفا، مارست هذه الاطراف الثلاثة ولاسيما ممثل الامين العام في العراق مارتن کوبلر، ضغوطا غير عادية على سکان أشرف من أجل إفراغ معسکر أشرف بأسرع فترة ممکنة، والمثير للسخرية أن الحکومة العراقية و الامم المتحدة اللذين أعلنا في بداية العام الحالي جاهزية مخيم ليبرتي لإستقبال سکان أشرف، لازال لحد هذا اليوم يعاني من نواقص کبيرة و هو يمتلك کل مواصفات السجون و لايصلح أبدا أن يکون معسکرا لإستقبال أفراد يحملون صفة لاجئين سياسيين، ولازال الغموض يکتنف موقف کوبلر بهذا الخصوص، والذي عقد أکثر من موقفه و أضفى عليه ظلالا من الشکوك و التوجسات، هو زيارتهquot;الغريبة جداquot;لطهران و بحثه الامور المتعلقة بسکان أشرف مع مسؤولي النظام الايراني، وهو ماأثار و يثير حفيظة المقاومة الايرانية و سکان أشرف و ليبرتي على حد سواء، ودعاهم لإصدار العديد من البيانات و کتابة العديد من المذکرات و التقارير التي تحذر من عواقب إشراك النظام الايراني في الامور المتعلقة بسکان أشرف و ليبرتي بل وحتى أنها إعتبرت ذلك خطا احمرا لايمکنهم القبول به أبدا و في ظل أية ظروف کانت، وهو مطلب لم تجب عليه الامم المتحدة عليه لحد الان و لم تحدد موقفا واضحا منه يشفي غليلهم، وعلاوة على کل ذلك، لم يتم تحديد سقف زمني لبقاء سکان ليبرتي حتى نقلهم الى بلدان ثالثة، علما بأنه قد تم تحديد 6 أشهر قبل التوقيع على المذکرة لکن نوري المالکي و لکي يکون له متسعا من الوقت و مساحة کافية للعب قام بحذف الفقرة التي تحدد فترة البقاء في ليبرتي بستة أشهر.

المثير للسخرية أنه و لحد الان لم تجري أية عملية نقل لأي من سکان ليبرتي الى بلدان ثالثة، وانما مازالوا معلقين في المعسکرquot;السجنquot; الى أجل غير مسمى، ومن هنا، فإنه من واجب جميع الاطراف الاعتراف بأن هذا المشروع قد فشل فشلا ذريعا و لم يعد بإمکانه حل هذه القضية حلا عادلا يمکنه حسمه من الاساس، ولاسيما وان الوضع و الموقف الحالي للمسار العام للقضية يخدم مصلحة و أمن النظام الايراني، فهل أن الامم المتحدة تعرف ذلك؟ وهل أن الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية يعرفان معنى هذا الامر؟

[email protected]