مع إعتراف البرلمان ألأوروبي بمعاناة الشعب العربي الأحوازي و تعرضه للقمع و العنصرية وحتى الإستئصال من جانب النظام الصفوي الفارسي العنصري الإيراني، تدخل قضية الشعب الأحوازي التحررية في منعطف ستراتيجي ووجودي حاسم يتطلب من المناضلين الأحوازيين تدبير وإستنباط إدارة ومعالجة جديدة لإدارة الصراع الوطني من ضمن أهم أولوياتها توحيد الجهد الوطني و الحركي والتنادي لقيام جبهة وطنية ودينية أحوازية تحظى بمصداقية وقبول القطاعات الأوسع من الشعب الأحوازي بغرض تطوير وسائل و أدوات الصراع والوصول بقضية حرية الأحواز نحو بر الأمان ومن أجل تقريب ساعة الخلاص الوطني والتحرر من قيود العبودية و الإحتلال وبما ستؤدي نتائجه النهائية لتغيير شكل وطبيعة الصراع الإقليمي و بما سيؤدي في النهاية لإنحسار الهجمة الفارسية الصفوية الظلامية والعنصرية التي تستهدف الخليج العربي بشكل خاص ومركز. إعتراف البرلمان ألأوروبي بمظلومية الشعب العربي الأحوازي لم يتأت مصادفة و لا منة من أحد ولكنه كان نتيجة حتمية لنضال تاريخي وجهادي ودموي شاق خاضته الطلائع النضاليةى للشعب العربي الأحوازي في ظل أصعب ظروف يمكن أن يعيشها شعب من الشعوب التي أبتليت بالإستعمار و الإحتلال البغيض على الطريقة الإيرانية الهمجية التي تعمدت في البداية إتباع طريقة خبيثة تتمثل في سحق الهوية القومية العربية للأحواز بإدعاء أن الأحوازيين شعب ينطق بالعربية فقط لاغير!! وإنهم بالتالي من أتباع الولي الفقيه، لذلك فقد تعمدوا إستبدال أسماء المدن والقصبات التاريخية الأحوازية العربية بأسماء فارسية مشوهة إضافة لمحاربة الحرف العربي و الثقافة العربية وإشاعة أجواء الخرافة والعبودية والطائفية المريضة ذات الجوانب الشعوبية، وأخيرا وبعد فشل جميع الوسائل الهادفة لإستئصال الهوية العربية الأصيلة للإقليم أو لإنتزاع جذوة الحرية المشتعلة في نفوس الأحوازيين عمد النظام الإيراني لإشاعة الرعب الشامل وتطبيق الأحكام الإرهابية وأهمها إشاعة تعميم عقوبة الإعدام التي طبقتها على أفواج من الشباب الأحوازي الحر الثائر الذي بات يقبل حبال المشانق طالما كان الجلادون الفرس يحاولون إستئصال شأفة الحرية الأحوازية دون جدوى، لقد كانت خطوة البرلمان الأوروبي بالإعتراف بكفاح الشعب العربي الأحوازي وبإعلان تضامن الإتحاد الأوروبي التي تشكل قوة دولية لايستهان بها تدخل القضية التحررية الأحوازية في دائرة الإهتمام الدولي لأول مرة في التاريخ منذ الإحتلال الفارسي الشاهنشاهي الغاشم في 20 إبريل 1925 وحيث تجاهل العالم بأسره منذ ذلك الحين معاناة الأحوازيين رغم ثوراتهم وإنتفاضاتهم المتوالية، وهو إهتمام سيتمخض في نهاية المطاف عن تبلور مشروع دولي واضح المعالم يدعم مطالب الشعب العربي الأحوازي ويؤكد على شرعية كفاحه ويخلق مشروعا سياسيا تحرريا وإستقلاليا قابلا للتنفيذ والتطبيق الميداني، ولكن ليس قبل إعداد الأرضية الداخلية للحركة الوطنية الأحوازية المطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالمضي الجدي في طريق الوحدة الوطنية وتكوين جبهة سياسية وطنية شاملة ترسم خطوط البرنامج الإستقلالي للأحواز الحرة، الإحتلال الفارسي في طريقه الحتمي للإضمحلال وخارطة الحرية تتسع و تمتد لتشمل الأحواز والتي بتحررها سينكفأ المشروع العدواني الإيراني وتضمر خلاياه الخبيثة وتتحطم كل أسس العدوانية الإيرانية الرثة التي تهدد أمن وسلام الخليج العربي بشكل خاص، وأعتقد أنه من نافلة القول فإن البرلمان العربي مطالب هو الآخر بإتخاذ خطوات شجاعة في مساندة أشقائنا الأحوازيين، فليس من المعقول ولا المقبول ولا المنطقي أن يكون ألأوروبيون أكثر مسؤولية من العالم العربي الذي أدار ظهره طويلا للشعب الأحوازي وجاءت الفرصة التاريخية لتصحيح أخطاء الماضي و القصور القومي الفظيع في التعامل مع ذلك الملف الحساس و الذي بدماء الشباب الأحوازي أمكن للقضية الأحوازية أن تطفو على خارطة الأحداث و أن تحقق إنعطافة ونقلة نوعية متميزة في تاريخ الحركة الإستقلالية الأحوازية التي ستكون أحد أبرز الملفات الإقليمية الساخنة، إضافة لقضايا القوميات المضطهدة في إيران مثل القضية الكردية و الآذرية والبلوشية وجميعها ملفات تحرر حساسة قد آن أوانها و أزيح الغبار عن ملفاتها العالقة، لابديل أمام الأحوازيين اليوم سوى خيار الوحدة الوطنية الكاملة و تعانق المشروعين القومي و الإسلامي من أجل إنجاز المطلوب و التخلص من الهيمنة و التبعية و الإنعتاق من أسر عصابة دولة الولي الفقيه و بناء دولة الأحواز العربية الحرة التي ستطرز خارطة الخليج العربي بدولة أحوازية تعيد الألق النضالي و التاريخي لشعوب الشرق القديم، القضية الأحوازية المقدسة هي اليوم في صراع محتدم لنيل قصب السبق في سباق الحرية المقدسة، حرية الأحواز العربية الحرة باتت حقيقة ستراتيجية.
- آخر تحديث :
التعليقات